أهمية النظافة في الإسلام
النظافة في الإسلام خلق وأدب عظيم، وهي عبادة وواجب شرعي، ولأهميتها شرعت في أهم عبادة وأعظم ركن وهي الصلاة، فلا تصح الصلاة إلا بها، بل اعتبرها الشرع شطر الإيمان قال صلى الله عليه وسلم{ الطهور شطر الإيمان.........} ، وهي سبب لمحبة الله عز وجل قال تعالى:{ والله يحب المطهرين} [التوبة:108].
وهي مظهر جميل وسلوك رفيع تحبها الفطر السليمة، ولها فوائد كثيرة، فهي تحمي الإنسان من الأضرار والأمراض.
وللدين أساليب متنوعة في حثه عليها فتارة يوجبها ويفرضها كالوضوء وغسل الجنابة وغسل الحائض والنفساء ونحوها، وتارة يرغب ويندب إليها كغسل الإحرام وغسل دخول مكة والغسل كل سبعة أيام لقوله عليه الصلاة والسلام : "حق لله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يغسل رأسه وجسده ".
ولم يقتصر الشرع على نظافة البدن فقط بل اهتم بنظافة اللباس قال تعالى:{ وثيابك فطهر}, واهتم أيضاً بنظافة المكان والبيئة التي يعيش فيها الإنسان واعتبرها إيمان وقربى عظيمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الإيمان بضع وسبعون – أو بضع وستون – شُعبة، أعلاها: قول: لا إله إلا الله. وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان" متفق عليه ، وتأكيداً للمحافظة على نظافة البيئة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، وفي الظل }رواه الطبراني عن معاذ[كنز العمال ج9/365. رواه البخاري ومسلم.
وعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "عُرِضَتْ عَلَيَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا الْأَذَى يُمَاطُ عَنْ الطَّرِيقِ، وَوَجَدْتُ فِي مَسَاوِي أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةَ تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ لَا تُدْفَنُ" رواه مسلم. .وحفاظاً على نظافة الماء، نهى عن التبول في الماء الراكد {نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُبال في الماء الراكد }رواه مسلم كتاب [الطهارة]، باب (النهي عن البول في الماء الراكد). وعن جابر أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الماء الجاري (أخرجه الطبراني في الأوسط عن جابر [كنز العمال ج9/353] .
ومن خلال هذه التعاليم يظهر لنا روعة وجمال هذا الدين الذي بلغ الكمال وشمل خطابة كل شيء فلم يهتم بالروح فقط؛ وإنما شمل اهتمامه أيضاً الجسم وكل ما يتعلق به من ملابس وأماكن وبيئة ونحوها؛ لتكتمل سعادة الإنسان في هذه الدنيا فيتمتع بالصحة والعافية والتي بدورها توجد الجسم السليم القوي الذي يحقق العبادة والاستخلاف والبناء في الدنيا بالشكل المطلوب قال النبي صلى الله عليه وسلم:"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف".
ألا يدل هذا على عظمة هذا الدين fiogf49gjkf0d fiogf49gjkf0d |