تمت الإضافة بتاريخ : 17/02/2024

الخلف وسوء الأخلاق في رمضان

هيام محمود

من المؤسف جدًّا أن نرى أخلاق الناس في رمضان تسوء بدلًا أن تصلح:

وكلما خاطبت أحدًا قال: ابتعد عني إني صائم، فهل معنى الصيام أن تصير غضوبًا.. سيئ الأخلاق، حادَّ الكلام، معكرَ المزاج، كئيب الطلعة؟

إنه فهم مغلوط جدًّا لمعنى الصيام، فالصيام يهذب النفوس والجوارح والأخلاق، ويحبس اللسان عن التلفظ بالكلمة السيئة، ويزيد من ضبط النفس والسيطرة على الهفوات وعلى الغضب وعلى الجوارح.

لقد كان سلفنا الصالح يتحرَّون حسن الخلق في كل وقتهم، وكانوا أشد حرصًا عليه في رمضان، فالصوم يعين الإنسان على طاعة ربه وصيانة نفسه عن فعلة السوء وقيلة السوء، لكننا إن نظرنا لحال الخلف وجدنا الشوارع والمقاهي والمواصلات العامة والمصالح، قد اكتظت بأشخاص وكأنهم يتنافسون في فعل القبيح والمشين، فالمقاهي قد امتلأت بالفارغين والعاطلين، وأُديرت الشاشات على المحرمات، والشوارع قد علت فيها الأصوات، وتراشق الناس بالكلام البذيء من هنا ومن هناك، وملابس الشباب والفتيات مقززة قد نزع منها الحياء والعفة انتزاعًا، والاختلاط بين الجنسين فاحشًا ممجوجًا، والأمانة نادرة في معاملات الناس المادية، والرحمة ضرب من الخيال البعيد إلا ما رحم ربي، ومما يثير العجب في المواصلات أن تجد العجوز واقفًا يكابد بشيخوخته الزحام مع حركة الحافلة، والشباب جالس مستريح قد أسند ظهره ووضع السماعات في أذنيه!

فهل هذه الأخلاق هي الأخلاق التي أتانا بها نبينا صلى الله عليه وسلم؟!

وهل الصيام مجرد امتناع عن الطعام والشراب حتى وقت المغرب، مع المحافظة على السلوك القبيح والفعل المشين؟!

راجعوا أنفسَكم، وحاسِبوها قبل أن تُحاسبوا، وتفحَّصوا أعمالكم قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.