تمت الإضافة بتاريخ : 19/08/2023

السعادة قرار أم شعور؟

د.أسماء غوشة

قال صلى الله عليه وسلم (عجباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ).

 

قد يسأل سائل ما علاقة السعادة في هذا الحديث الشربف؟

 

فأقول لك إن السعادة هي قرار عقلي داخلي يقوم على تقبل النواقص والاستمتاع بالمعطيات في حياتنا الدنيا نحن نتقلب بين أمرين السراء والضراء وكلاهما ابتلاء قال تعالى (ونبلوكم بالشر والخير فتنة ) فحالُ المؤمن مع السراء هو شكر الله تعالى وتأدية واجب النعمة التي أنعم الله تعالى بها عليه فمن أعطاه الله العلم يجب أن يعلّم الناس ومن أعطاه الله المال يجب عليه أن يتصدق ولا يكفي أن يقول الشكر لله ولا يؤدي حق نعمة الله عليه لان السعادة تكمن في العطاء والبذل .

 

أما حال المؤمن مع الضراء فهو الصبر والرضى والتسليم لأمر الله تعالى فعندما نقول الصبر نقصد به الصبر الجميل الصبر بلا شكوى أو تضجر والمقصود بالصبر هنا صبر الساعي العامل وليس صبرُ العاجز المتكاسل.

 

نحن في دار اختبار ولسنا في دار جزاء فمن الطبيعي بل من الطبيعي جدًا أن تمر حياتنا بمحطات للابتلاء قال تعالى (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) فالهدف الرئيسي من وجودنا في الدنيا هو الابتلاء لكن نحن من نحدد كيف نستقبل الابتلاء هل نستقبله بعين الرضا فتأنس نفوسنا وتسعد بقرب الله تعالى ؟ أم نستقبله بالسخط والسلبية.

 

تأكد أنه ليس في هذا الكون شر مطلق فكل شر خلفه خير كبير وكثير ومدهش.

 

عليك فقط أن تقرر تَقبُّل النواقص وتستمتع بالمعطيات.

 

فالإيجابية هي أن ترى كل شئء بشكل جيد لان رب الخير لا يأتي إلا بالخير..

 

الإيجابية لا تعني عدم الحزن بل تعني مهارة التعامل مع الحزن..

 

كيف تتعامل مع الأحداث الحزينة؟

 

عش لحظة الحزن. ابكِ، صلِّ / استغفر، استرخِ، اقرأ القرآن الكريم أعط مشاعرك السلبية حقها دع عاطفتك ترتاح وتفرغ كل شحنات الحزن.

 

ثم ابدأ من جديد فالإبجابية رحلة وليست هدف وتأكد أنه ما كان الله ليفتح على عبد باب الدعاء ويغلق باب الإجابة.