تمت الإضافة بتاريخ : 27/02/2022

( التواضع ) في أحاديثه صلى الله عليه وسلم

خالد سعد النجار

       (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا. وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله)

مسلم 2588

القصد بالتواضع خفض الجناح للمؤمنين مع بقاء عزة الدين، فالتواضع الذي يعود على الدين بالنقص ليس بمطلوب. قال الخواص: إياك والإكثار من ذكر نقائصك لأن به يقل شكرك، فما ربحت من جهة نظرك إلى عيوبك، خسرته من جهة تعاميك عن محاسنك التي أودعها الحق فيك. وقال: شهود المحاسن هو الأصل، وأما نقائصك فإنما طلب النظر إليها بقدر الحاجة لئلا يقع في العجب. ومن ثم قيل: الإفراط في التواضع يورث الذلة، والإفراط في المؤانسة يورث المهانة.

 

       (ما من آدمي إلا في رأسه حَكَمة بيد ملك، فإذا تواضع قيل للملك: ارفع حكمته، وإذا تكبر قيل للملك ضع حكمته)

حسن / المنذري في الترغيب والترهيب 4/36

الحَكَمة: هي ما يجعل تحت حنك الدابة يمنعها المخالفة كاللجام

 

       (ما من بني آدم أحد إلا وفي رأسه سلسلتان، سلسلة في السماء السابعة، وسلسلة في الأرض السابعة، فإذا تواضع العبد رفعه الله بالسلسلة التي في السماء، وإذا تكبر وضعه الله تعالى)

حسن غريب/ ابن حجر في الأمالي المطلقة 91

قال ابن القيم: والفرق بين التواضع والمهانة، أن التواضع يتوالد من بين العلم باللّه وصفاته ونعوت جلاله ومحبته وإجلاله وبين معرفته بنفسه ونقائصها وعيوب عمله وآفاتها، فتولد من ذلك خلق هو التواضع وانكسار القلب للّه وخفض جناح الذل والرحمة للخلق. أما المهانة فهي الدناءة والخسة وبذل النفس وابتذالها في نيل حظوظها كتواضع الفاعل للمفعول به.

 

       (بل نبيا عبدا)

وللحديث قصة فعن عبد الله بن عباس –رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم، وجبريل عليه السلام على الصفا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا جبريل والذي بعثك بالحق ما أمسى لآل محمد سفة من دقيق ولا كف من سويق، فلم يكن كلامه بأسرع من أن سمع هدة من السماء أفزعته، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أمر الله القيامة أن تقوم ؟ قال: لا ولكن أمر إسرافيل، فنزل إليك حين سمع كلامك، فأتاه إسرافيل فقال: إن الله سمع ما ذكرت، فبعثني إليك بمفاتيح خزائن الأرض، وأمرني أن أعرض عليك أن أسير معك جبال تهامة زمردا وياقوتا وذهبا وفضة فعلت، فإن شئت نبيا ملكا، وإن شئت عبدا نبيا، فأومأ إليه جبريل أن تواضع، فقال: بل نبيا عبدا ثلاثا )

حسن / المنذري في الترغيب والترهيب 4/173

 

       (يقول الله تبارك وتعالى: من تواضع لي هكذا – وجعل يزيد باطن كفه إلى الأرض وأدناها – رفعته هكذا – وجعل باطن كفه إلى السماء، ورفعها نحو السماء )

قال المنذري في الترغيب والترهيب 4/35 رواته محتج بهم في الصحيح

قيل التواضع للّه، أن يضع نفسه حيث وضعها اللّه، من العجز وذل العبودية تحت أوامره سبحانه بالامتثال وزواجره بالانزجار وأحكامه بالتسليم للأقدار، ليكون عبداً في كل حال فيرفعه بين الخلائق.

 

       (من تكبر وضعه الله، ومن تواضع رفعه الله)

صحيح / العراقي في تخريج الإحياء1/70

قال بعض الحكماء: وجدنا التواضع مع الجهل والبخل أحمد من الكبر مع العلم والسخاء، فأنبل بحسنة غطت على سيئتين، وأقبح بسيئة غطت على حسنتين. والكبر ظن الإنسان بنفسه أنه أكبر من غيره، والتكبر إظهار ذلك وهذه صفة لا يستحقها إلا اللّه وحده فمن ادعاها من المخلوقين فهو كاذب.

 

       (من تواضع لله درجة رفعه الله درجة، ومن تكبر درجة وضعه الله درجة، حتى يجعله في أسفل سافلين)

حسن / ابن حجر في الأمالي المطلقة89

 

       (طوبى لمن تواضع في غير منقصة، وذل نفسه في غير مسألة، وأنفق مالا جمعه في غير معصية، ورحم أهل الذل والمسكنة، وخالط أهل الفقه والحكمة، طوبى لمن طاب كسبه وصلحت سريرته، وكرمت علانيته، وعزل عن الناس شره، طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله)

صحيح حسن / الزواجر عن اقتراف الكبائر للهيتمي1/76

روى العسكري أن رجلاً مر على عمر وقد تخشع وتذلل وبالغ في الخضوع فقال عمر: ألست مسلماً قال: بلى قال: فارفع رأسك وامدد عنقك فإن الإسلام عزيز منيع.

 

       (من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى، فلينظر إلى أبي ذر )

صحيح / ابن سعد في الطبقات 4-228

 

       (إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يـبغي أحد على أحد)

مسلم 8/160

قال الطيبي: في التواضع مصلحة الدارين، فلو استعمله الناس في الدنيا زالت من بينهم الشحناء واستراحوا من نصب المباهاة والمفاخرة.

 

       (إن من التواضع لله الرضا بالدون من المجلس)

إسناده جيد / العراقي في تخريج الإحياء 2/20

 

       كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتواضع لكل مسلم, ولا يأنف ولا يتكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي حاجته.

إسناده صحيح / العراقي في تخريج الإحياء 2/243