تمت الإضافة بتاريخ : 14/02/2022

حاجتنا إلى القيم الذوقية

احمد محمد الشيبة

أشرنا في السابقة إلى حاجتنا إلى القيم الجمالية ونتوقف اليوم أمام قيم أخرى متفرعة من قيم حب الخير والجمال الفطرية والتي باركتها الأديان السماوية وأصبحت من علامات التحضر والرقي.

 

عندما تتشبع النفس الإنسانية بقيم حب الخير والجمال فإن هذا التشبع يعكس نفسه في السلوكيات الذوقية ولكن هذا التجسد للقيم الذوقية يحتاج في حالات كثيرة إلى معرفة ذوقية ثقافية في كيفية التعامل مع كل شيء وتندرج هذه المعرفة ضمن ما يسمى بفن " الاتيكيت".

 

مما يجب أن يدركه المسلم أن الآداب الذوقية في تطور مستمر حسب تعقيدات الحياة والاكتشافات العلمية فعندما تكتشف بعض الدراسات أن سلوكيات محددة تؤدي إلى التلوث أو العدوى أو تعريض النفس والأخرين للمخاطر فإن الواجب الديني الحضاري يفرض تجنب هذا السلوكيات.

 

وبناء على ما سبق تأتي أهمية الاجتهاد في تطوير بعض الآداب الشرعية ومنها على سبيل الآداب المتعلقة بالأكل والشرب لتتواكب مع التطورات الذوقية المبنية على الاكتشافات العلمية ومراعاة المقاصد والمصالح ودرء المفاسد.

 

التربية الذوقية منهج الأنبياء والحكماء وقد أرشدنا القرآن الكريم في أكثر من موضع إلى دروس عملية ونظرية في قصص الأنبياء والحكماء ومنها قصة لقمان الحكيم وهو يعلم ابنه ذوقيات الصوت ومراعاة مشاعر الأخرين" واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير".

 

التربية الذوقية في عصرنا الراهن تتناول تفاصيل كثيرة ومن المهم الإلمام بها ابتداء من المظهر الشخصي والنظافة والانتباه لوضعية الملابس وآداب التواصل الشخصي والتواصل عبر الهاتف وحركات الجسم ولغة الإشارة وآداب النظر وآداب حمل حقيبة اليد وآداب الأكل والشرب وآداب الحديث في كل مقال... الخ.

 

خلاصة الأمر أن الحاجة إلى التربية الذوقية حاجة ماسة ويجب أن تتظافر في هذه التربية جهود الفقه الشرعي في تحديث الآداب الشرعية باستمرار مع جهود الأسرة والمدرسة.