كيفية الجمع بين العزيمة والتيسير
احمد محمد الشيبة
حثنا القرآن الكريم على أن نكون من أهل العزائم وأن نأخذ الحق بقوة العزيمة الراشدة وأن نصبر على الابتلاءات في مواجهة أعداء الدعوة كما صبر أولو العزم من الرسل 'فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ”.
والعزيمة هي الأصل في حياة المسلم التي يجب أن ترافقه في حياته كلها، ولا يغفل عنها ولا ينسى، فقد عاتب الله عز وجل أبانا آدم لمجرد نسيان العزم في موقف واحد 'وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْما”.
والعزيمة والمثابرة وقوة الإرادة هي أساس النجاح، ومطالبة الله لنا بالسير على طريق أهل العزائم والجدية في الدفاع عن الحق لا تتضمن التضييق والتعسير ولا تتضمن تكليف المسلم تكليفاً فوق طاقته فما جعل الله علينا في الدين من حرج ولا يريد الله بنا إلا اليسر 'يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر”.
ولهذا شرع الله لنا الرخصة في الحالات الاستثنائية وعند العجر أوعند ترجح الضرر وعندما تكون المفسدة أكبر من المصلحة 'يريد الله أن يخفف عنكم' 'ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج' ولا يريد أن يحملنا ما لا طاقة لنا به.
ولكن هذا التيسير لا يعني التفريط ولا يعني الاستسلام للعجز من أول وهلة أو إدعاء الضعف والاستسلام لوساوس الشيطان ولا يعني عدم الإقدام على التضحية بالغالي والنفيس في سبيل الله فالأصل كما أكدنا هو العزيمة والرخصة استثناء في حالات الضرورة تقدر بقدرها حسب المصالح والمفاسد.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل العزائم الراشدة وأن يرزقنا الثبات في الأمر والصدق في العمل. |