حال النبي في العشر الاواخر من رمضان
كان سيِّد المرسلين رحمةٌ لِّلعالمين الحبيبُ الْمُصْطَفى صلّى اللهُ تعالى عليه وآله وسلّم اعْتَكَفَ العَشْرَ الأواخِرَ مِنْ رَمَضانَ، وَاسْتَمَرَّ على ذلك وَاعْتَكَفَ أَزْوَاجُه مِنْ بَعْدِه، فعَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنين سَيِّدَتِنا عائشةَ الصِّدِّيْقَة رضي الله تعالى عنها: «أنّ النبيَّ الكرِيْمَ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم كان يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ من رَمَضانَ حتّى تَوَفَّاه اللهُ، ثُمّ اِعْتَكَفَ أزواجُه مِنْ بَعْدِه»[1].
أخي الحبيب:
الاعتِكافُ عبادةٌ عظيمةٌ، وله فضائِلُ كثِيرةٌ، وكَفَى بالعُشَّاقِ شَرَفًا: أنَّ الاعتِكافَ في العَشْرِ الأَوَاخِرِ سُنَّةٌ عظيْمةٌ للرسولِ الحبيب صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم والْمُحِبُّ لا يَعْصِي حبِيْبَه، بل يَتَّبِعُه، ويُطِيْعُه فِيْمَا أَمَرَ، ويَتَأَسَّى به فِيْمَا فَعَلَ، إلاّ أنْ يَنْهَاه عن ذلك شَرْعٌ، وهذا هو سَيِّدُنا عبدُ الله بْنُ عُمَر رضي الله تعالى عنه كان مُتَّبِعًا لسُنّةِ الرسُولِ الكرِيْمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، في سِيْرَتِه، وسُلُوْكِه، وكُلَّمَا عَلِمَ سُنَّةً بادَرَ إلى فِعْلِها، ورُؤِيَ مَرَّةً يُدِيْرُ ناقَتَه في مَكَانٍ فسُئِلَ عن ذلك، فقال: «لا أَدْرِي، إلاّ أنِّي رَأَيْتُ رسُوْلَ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم فَعَلَه، ففَعَلْتُه»[2].
__________________
[1] أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب الاعتكاف، باب الاعتكاف في العشر الأواخر، 1/664، (2026).
[2] ذكره الملا علي القاري في "شرح الشفاء"، باب في فرض الإيمان به، 2/30. |