أعمال العشر الذهبية...!
حمزة الفتحي
شرُفت ذكرًا وحساً ومعنى، فيها ليلة خير من الف شهر، تأتي لتحفزنا الى حسن العمل، ومضاعفة الجد، والمسارعة بلا توانٍ،،،!
اما وقد غلب علينا التكاسل، وتقهقر الهمة، بعد تصرم اكثر رمضان، فالواجب الوعي، وحسن الادكار، وتأمل العاقبة،،!! وان الغفلة الدائمة، نذارة شؤم، ومقدمة ضياع،،،،!
ولذلك اذا طلت العشر الفضليات، وبلغك الله طيبها، وشممت عبقها، فلا تنصرف عنها، فيصرف نشاطك، وتبدد همتك، وتخسر دنيا وأخرى،،،!
يروى انه هلكت جارية في طاعون فرآها أبوها في المنام .. فقال لها: يا بنية أخبريني عن الآخرة!! فقالت:
قدمنا على أمر عظيم ، وقد كنا نعلم ولا نعمل، والله لتسبيحة واحده أو ركعة واحده في صحيفة عملي، أحب إلي من الدنيا وما فيها..،،،!!
ولهذا نحب التنبيه هنا على ابرز اعمال العشر، وما ينبغي فيها من اهتمام وتقدير ومسارعة،،،!
فمنها :
1/ الجد المضاعف: والذي هو ضد الكسل، وأخذ الأمور بحزم وقوة(( خذوا ما اتيناكم بقوة )) سورة البقرة .
فلا مكان للتغافل، وتمزيق الوقت، والانشغال بما لا جدوى، وهذا الذي أوضحته عائشة رضي الله عنها في الحديث المشهور(( اذا دخل العشر، جد وشد المئزر، واحيا ليله، وأيقظ أهله ))
ولذلك يتنوع هذا الجد ذكرا وصلاة وصدقة ومعروفا،،!
2/ اعتزال المباحات: كالنساء، وهو ما عبرت عنه بشد المئزر، ويشهد له قول الشاعر:
قوم اذا حاربوا شدوا مآزرهم//دون النساء ولو باتت باطهارِ
وهذا يعني التفرغ الكامل للعبادة، وان المباحات مشغلة، وصارفة عن لذائذ العشر، وترقب لؤلؤة الشهر الشريفة، ليلة القدر العظيمة،،،(( ليلة القدر خير من الف شهر ))
لت عائشة - رضيَ الله عنها -: ( كان رسول الله - صَلَّى الله عليه وسَلَّم - يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره)
3/ احياء الليل: ليس بالسهر اللاهي، ولا الحديث البالي، او اللعب السالي، ولكنه احياء بالعبادة والصلاة وطول القيام وقراءة القران (( يصلي أربعا فلا تسال عن حسنهن وطولهن )) كما تقول عائشة في حديث اخر،،!
ولا يعرف سهره صلى الله عليه وسلم، الا في هذه الليالي، وليله غزوة بدر، كان منقطعا للدعاء،،! على انه قد قيل ان احياء الليل كان لغالبه، وقد يتخلله نوم يسير وسحور،،،!
4/ إيقاظ الأهل : وهذه رسالة تربوية، إصلاحية، توكد عظم دور الأب والراعي في نصح أهله، وتربيتهم على الخير، وانه مسئول عن ذلك، وانه ما ينبغي الاستئثار بالخير،بل يشرك أهله وبنيه في ذلك الفضل الكبير،،،!! قال علي بن أبي طالب - رضيَ الله عنه : "كان رسول الله - صَلَّى الله عليه وسَلَّم - يوقظ أهله في العَشْر الأواخر من شهر رمضان، وكل صغير وكبير يطيق الصلاة"
5/ الاعتكاف الدافئ: والذي يورثك اليقين، وتزكو به النفس، وتتهذب الأخلاق، وهو جزء من الجد المضاعف، والاهتمام بالعشر الأواخر الفاضلات،،،!
وقد كان يعتكف صلى الله عليه وسلم كل سنة واعتكف أزواجه من بعده،،،!
قال الإمام الزهري رحمة الله عليه : ( عجباً للمسلمين تركوا الإعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل ).
وثمرة ذلك كله، تحري ليلة القدر، التي قال فيها عليه الصلاة والسلام(( تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر )) أخرجاه .
وفيهما(( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )) ولذلك وجب الاجتهاد، وتعينت المسارعة (( انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا)) سورة الأنبياء .
وثواب هذه الليلة مخصوص بهذه الامة لما تقاصرت اعمارها، فهي هبة إلهية، ومنحة ربانية، لا يضيعها الا ضائع محروم،،!
ومن علاماتها:
كما ذكر اهل العلم ودلت عليه الأحاديث الصحيحة، انها ليلة بلجة مضيئة، لا حارة ولا باردة، تخرج الشمس صبيحتها حمراء ضعيفة لا شعاع لها، ولا يخرج الشيطان ليلتها، وهي سليمة من الشرور والآفات، وتمتلئ الارض من الملائكة، سلام هي حتى مطلع الفجر،،،،!!
اللهم متعنا بالعشر الفاضلات، وبلغنا ليلة القدر، وتقبل منا يا ارحم الراحمين ،،، والسلام. |