10 أهداف جوهرية لشهر رمضان
تسنيم عبد الرحمن النمر
للأسف صار رمضان مثل الكثير من الأمور في ديننا مما يُساء فهمها والتعامل معها. ورغم معرفة الكثيرين لعظمة الشهر والأجور العظيمة التي يمكن للإنسان الحصول عليها، إلا أن طريقة تعاملهم معه، وكيفية قضائهم له لا توحي بذلك. وللمساعدة على إعادة تعديل المسار واستغلال رمضان على الوجه الصحيح، نذكر عشرة أمور توضح ما رسخ عند الناس من مفاهيم خاطئة، وفي مقابلها الصائب منها، في محاولة لتوضيح ما يعنيه شهر رمضان بحق:
1- رمضان ليس شهر الإفطار وإنما شهر الصيام والسحور:
شهر رمضان هو الشهر الذي نُري فيه الله شكرنا على النعم من خلال إمساكنا عن الطعام والشراب والشهوات، وجهادنا في امتحان الصبر الرمضاني. أما كثرة الأطعمة والإسراف في تناول الإفطار بحيث يعجز الإنسان عن أداء العبادات وصلاة التروايح لاحقًا، كلها أمور لا تمت لرمضان بصلة. لكن في نفس الوقت يجب أن يكون هذا الشهر شهر العطاء، فلا غضاضة أبدًا من الإكثار من تحضير وطهي الأطعمة بنية إطعام الفقراء والمساكين.
2- ليس شهر الإسراف وإنما شهر الزهد والبركة:
تضييع الوقت والمال ليس محببًا في أي وقت سيما في رمضان?. فالإسراف في الشراء والإنفاق، وكأن الإنسان سيقضي الشهر لا يفعل شيئاً سوى الأكل، مع أن عدد الوجبات يقل إلى وجبتين إحداهما لا تعد وجبة كبيرة (وهي السحور)، يعتبر تصرفاً غير صحيح ولا سويٍّ في رمضان. فلا يجب أن تضيع النساء أهم وأبرك وقت في السنة في تجهيز الأطعمة، ويجب أن يكون هناك تفهم من الأسر وتعاون فيما يتعلق بهذا الأمر. كما أنه من الخطأ تضييع نهار الصيام في النوم، أو في مشاهدة الأفلام والمسلسلات لتمرير وقت الصيام، وأحيانًا يتجاوزها لوقت التهجد وقيام الليل.
3- رمضان شهر الصبر لا التوتر والعصبية:
فالمسلم الذي ينفعل ويتوتر بحجة الصيام، ويستخدم ألفاظًا نابية، ويهين عائلته، أو زملاء العمل، أو أصدقاءه في المسجد، مخطئ. فالكلمات البذيئة كالطعام والشراب يجب وضعها في قائمة الممنوعات في رمضان، بل إنها يجب أن تصير ممنوعة في كل وقت?. والشعور بالجوع ليس هو الهدف من رمضان ولا صيامه، ولكن الغرض الرئيسي هو الابتعاد عن المعاصي، وكبح الشهوات، والتقرب أكثر إلى الله. فالمؤمن عليه أن يحفظ لسانه وفرجه وعينيه ويديه. وكما أنه ورغم استطاعته أن يأكل لا يفعل ذلك ويمسك عن الطعام كذلك عليه فيما يتعلق بالكلام البذيء والأفعال المشينة.
4- رمضان ليس شهر السياحة وإنما الاعتكاف:
فللأسف غدا هذا الشهر لكثير من المسلمين فرصة للسياحة والانتقال من مكان لآخر للتنزه رغم أن الأصل فيه الحرص على العبادة والاعتكاف. كذلك البعض يزورون المساجد ولا يعتكفون فيها. فعلا هؤلاء أن يعرفوا أن الاعكتاف داخل مسجد واحد لفترة معينة أمر وهو المطلوب في رمضان، والتنقل بين المساجد وزيارتها أمر آخر.
5- الشهر كله ثواب من أوله لآخره:
الكثير منا يستقبل رمضان بحماس رائع وقائمة لا تنتهي من العبادات ونوايا لختم القرآن أكثر من مرة. ولكن للأسف سريعًا ما يبدأ الكثيرون بالتكاسل قرب آخره. لهذا السبب نقترح التوسط في بداية رمضان، وتخصيص العشر الأواخر بأدعية مخصوصة وختمة مخصوصة إذا تيسر الأمر، بدل أن تضيع العشر الأواخر في التحضير لأيام العيد التي ينشغل بها الكبار أكثر من الصغار.
6- يجب عدم تضييع التروايح:
فلطول صلاة التروايح في رمضان يعرض الكثير عنها خاصة أصحاب الأشغال والطلبة. والحقيقة أنه إذا لم يتمكن الإنسان من أداء صلاة التروايح كلها فلا غضاضة في أداء بعض الركعات، فما لا يُدرك كله لا يُترك جله. والتروايح على طولها تعتبر هدية الله لنا في رمضان بأجرها العظيم.
7- ليلة القدر ليست لعبة حظ وإنما هي ليلة استغفار وتغير:
فالكثير لا يركز على استغلال العشر الأواخر والتي فيها ليلة القدر، بقدر تركيزه على تحري العلامات وتخمين متى ستكون ليلة القدر. وليلة القدر فيها حقيقتها هي ليلة الأمل والاستغفار والتحول والعطاء الكبير من الله. لذا يجب علينا إعادة تقييم تعاملنا معها واستغلالنا لها.
8- هو شهر تدبر القرآن، لا الدخول في سباق لختمه:
فالبعض يظن أنه كلما اسمتع للقرآن وختمه أكثر، كلما كان هذا أفضل. ولكن ليس المقصود من أن رمضان هو شهر القرآن هو الدخول في سباق لإنهائه وإنما الغرض الأساسي هو فهمه وتدبره وتطبيقه?. فاحرص أن تخصص وقتًا لذلك وأن يكون هذا هو هدفك من قراءة القرآن.
9- شهر الصدقة:
فالكثيرون يُخرجون الزكاة في رمضان لنيل أجر أكبر ويكتفون بذلك، ولا يتصدقون. ولكن حبذا لو استغلوا مضاعفة الأجور في رمضان لكل الأعمال الصالحة بما فيها الصدقة.
10- شهر العبادة لا شهر التسلية:
فكما ذكرنا آنفًا، قد نجد كثيرين يشاهدون المسلسلات والأفلام بمعدل ربما يساوي السنة كلها ويزيد. فيجب علينا أن نتعامل مع رمضان وساعات الصيام على أنها كنز علينا استغلاله لا وقت علينا تضييعه والتخلص منه قدر الإمكان حتى يحل موعد الإفطار.
وأخيرًا، فعلينا أن نضع في اعتبارنا أن رمضان شهر يأتي مرة كل عام، وإذا حصل وبَلَغه أحد فينا هذا العام، فإنه لا يضمن هذا العام القادم. لذا وجب أن نتعامل مع رمضان على أنه كنز ثمين لا يأتي إلا مرة، فمن بلغه ثم أعطاه حقه فقد فلح، ومن بلغه وضيعه فهو كمن وجد كنزًا، فتخلص منه بدل أن يستغله! |