تمت الإضافة بتاريخ : 08/05/2018

كيف تستخدم الألوان في المذاكرة وتنظيم الأفكار والدروس بشكل فعال؟

هدى قضاض

يبحث الطالب خلال المذاكرة عن مجموعة من التسهيلات والأمور التي بفعلها تصبح سهلة وبسيطة، فيبدأ بإيجاد مكانٍ مناسبٍ ووضع برنامج ملائم لحصص المذاكرة، ثم ينتقل بعدها إلى تحديد الطريقة المناسبة له، والتي تمكنك من تحصيل الكثير من المعلومات والدروس في أقلٍ وقت ممكن، مع ضمان تذكرها لأطول فترة ممكنة وبكيفية صحيحة.

تحدثنا في وقتٍ سابقٍ عن أهم الطرق المبتكرة التي يمكن الاعتماد عليها للمذاكرة وللحصول على ملخصات بسيطة قابلة للتعلم والاستغلال بشكلٍ فعال. وإن أنت تصفحت الموضوع، فأغلب الطرق – سواء التي ذكرت أو غيرها – تعتمد بشكل أساسي على استخدام الألوان، وذلك ليس لصدفة أو دون سبب.

من خلال هذا الموضوع، سنحاول أن نوضح أهم الأسباب التي قد تدفعك لاستخدام الألوان في كتابة دروسك أو ملخصاتك، وسنقترح اختيارات لبعض الألوان دون غيرها، علها تساعدك في عملية الحفظ والتذكر.

استخدام الألوان… لماذا؟

هناك الكثير من الأسباب العِلميَّة والعَملية، والتي قد تدفع بك كطالب لاستخدام الألوان في ملخصاتك. نذكر منها:

استخدام الفص الأيمن من الدماغ: إن دلالات الألوان ترتبط بشكلٍ مباشر بالجهة اليمنى للدماغ، حيث “يُفضِّل” هذا الأخير استخدام الألوان والأشكال والدلالات لتبسيط المعاني وتقريبها وتذكرها، عكس نظيره الأيسر، والذي ينحصر في دائرة المنطق المغلفة بالأبيض والأسود فقط. وبالتالي، فاستخدام الألوان في الكتابة، يساهم في إنعاش الجهة اليمنى من الدماغ، واستغلال هذا الأخير بجهتيه في المذاكرة بدل الاقتصار على الجهة اليسرى فقط.

استخدام الذاكرة البصرية: إن كنت من أصحاب بروفايل التعلم البصري، الذي يحب الاعتماد على الذاكرة البصرية، التي تعتمد على النظر إلى جانب الذاكرة العقلية، فحتمًا لايمكنك الاستغناء على الألوان. حيث تمكن هذه الأخيرة من الحصول على أكبر قدر من الاستفادة، وحفظ الدروس في أقل وقت وبأقل جهد.

التركيز وانعاش العقل: تماشيًا مع الفكرة السابقة، بصفة عامة، تلفت الألوان الأنظار وتثير الانتباه في مختلف الأماكن وحسب العديد من الاستخدامات سواء إشارات المرور، الإعلانات… وبالإضافة لسرعة التذكر، إن الكتابات التي تكون سوداء فقط، غالبًا ما يمل الطالب منها ومن النظر إليها، فيفرّ بشكل غير مباشر من حصص المذاكرة التي تكون في الغالب – في هذه الحالة – قصيرة بسبب صعوبة المتابعة. هنا، يأتي دور الألوان لإنعاش الصورة، وضمان التركيز لمدة أطول.

تنظيم المعلومات: إن الألوان تتحدث قبل الكتابة، فإن كان نصك يتضمن تنسيقًا محددًّا للألوان، فسيمكنك مجرد النظر إليه من معرفة الفحوى وطبيعة المعلومات قبل قراءتها، كأن تكتب الكلمات المهمة بالأحمر أو التواريخ بالأخضر… فتذكر ماهية الكلمة قبل قراءتها حتى. الشيء الذي سيمكنك من تصنيف المعلومات في عقلك، بشكلٍ يسهل حفظها وتذكرها بشكلٍ منظم وسهل.

كيف تضيف الألوان؟

أن تضيف الألوان لنصك لا يعني بالضرورة أن تكتب بأقلام ملونة، لكن يمكن أن تستخدم الأقلام اللبدية لتسطير الكلمات المهمة أو أقلام التحديد لنفس الغرض. يمكن أيضًا أن تعتمد على القصاصات الملونة، بحيث أن كل لون منها يرمز لنوع من المعلومات، كما في المثال فوقه.

المهم، أن تستخدم الألوان بالكيفية التي تناسبك وبالطريقة التي تراها أكثر فعالية بالنسبة إليك، وليس أن تقوم بطلي الصفحة كلها بالألوان دون تمييز.

معاني الألوان… خلال المذاكرة

هناك الكثير من الأبحاث التي أجريت، والتي أثبتت مدى فعالية الألوان في تطوير الابتكار وتسهيل عملية المذاكرة، بل إن الأمر تعدى إلى تحديد الألوان المناسبة لأماكن المذاكرة نفسها كألوان الجذران والمكتب، وتحديد دلالات ومفاهيم كل واحدٍ منها.

نظرًا لتعدد هذه الدلالات، سنحاول أن نستغل أنسبها مع المذاكرة، لتحديد المعنى الذي يمكن أن تحمله الكلمة المحددة أو المكتوبة بهذا اللون. وهي كالتالي:

الأسود أو الأزرق: هما اللونان اللذان يستخدمان في الغالب من أجل الكتابة وذلك لكونهما مريحين للعين، لهذا، يفضل استعمالهما دون غيرهما. يمكن أيضًا استخدام الاثنين معًا ككتابة التمرين بالأسود والحل بالأزرق أو غيرها من الاستخدامات.

الأحمر: لطالما كان لون الخطر والأهمية. لذلك، يفضل استخدامه في كتابة أو تحديد الملاحظات المهمة والتي لايجب نسيانها أوإهمال محتواها.

الأصفر: إن كنت تستخدم الأقلام المحددة، فيفضل أن تعتمد على الأصفر في تحديد الكلمات المفتاحية للنص أو الدرس، فهو لون جذب الانتباه، كما أنه مريح للعين حيث يمكن قراءة الكلمة المُحددة بسهولة كونهُ لونًا شفافًا.

البرتقالي: هو لون الحركة والطاقة، لهذا، فيمكن استخدامه لتحديد الأحداث المهمة، خاصةً في مادة التاريخ أو تسطير العناوين الفرعية للدروس المراد مذاكرتها.

الوردي: في الغالب، يمكن استخدام هذا اللون من أجل تحديد الجمل التي يجب حفظها عن ظهر قلب، كالخاصيات أو المقولات المأثورة المرتبطة بالدرس، أو العلاقات الرياضية.

الأخضر: يستخدم هذا اللون لتحديد التواريخ أو الأماكن، بشكلٍ متناسق مع اللون الأصفر المستخدم في النص أو الدرس. فهو لون يدلّ على الهدوء واستخدامه في النص – كيفما كان المدلول – يريح الأعصاب وينعش الذاكرة. الأمر نفسه بالنسبة للون الأزرق الفاتح.

للإشارة، فهذا التصنيف يبقى مجرد اقتراحٍ لتسهيل عملية البحث والتصنيف؛ حيث يمكنك اختراع مفهومك الخاص للألوان، حسب ما تفضله وما سيدعم مذاكرتك، واستخدامه بشكلٍ مكرر وبنفس الطريقة حتى لاتنسى دلالاته.