مفاهيم القراءة بقلب
أبو سهيل أحمد بن فارس
من نبض الحب في تلخيص كتاب القراءة بقلب للدكتور خالد اللاحم (1)
المسألة الأولى: تعريفات:
أولاً: تعريف القراءة:
القراءة: هي كل نشاط لُغوي يقوم به الإنسان بقلبه أو بجوارحه؛ فتشمل: القراءة بالقلب، والعين، واللسان، والأذن، واللمس.
ثانيًا: تعريف القراءة بقلب:
هي القراءة النقية الخالصة من أي هواجس، من بداية القراءة إلى نهايتها، بحيث يحصل الربط التام المستمر بين القلب والعين واللسان، وألا يوجد في القلب غير ما يتم قراءته.
? هي تركيز القلب على ما يُقرأُ - لفظًا ومعنى - ومنع أي قراءة أخرى غيرها.
? هي ربط القلب باللسان والعين حين القراءة، وألا يوجد في القلب كلام أو صورة غير الذي ينطق به اللسان أو تراه العين.
? القراءة بقلب هي: انتباه القلب حين القراءة، ووجودُ أي سهو أو وساوس أو هواجس حين القراءة - يعتبر قراءة بغير قلب، وهي تتفاوت بحسب حال القلب قوة وضعفًا، صحة ومرضًا، رغبة ورهبةً، حبًّا وكرهًا.
أنواع وأقسام القراءة:
تنقسم القراءة باعتبار عمل القلب واللسان إلى ثلاثة أقسام:
الأول: القراءة جهرًا: وتكون بتحريك اللسان والحلق والشفتين بصوت يسمعه الآخرون.الثاني: القراءة سرًّا: وتكون بتحريك اللسان والشفتين بصوت يسمعه صاحبه دون غيره.
الثالث: القراءة الصامتة: وتكون بالقلب وحده.
وتنقسم باعتبار عمل القلب والعين إلى ثلاثة أقسام:
أولاً: القراءة نظرًا: وتكون بالقلب والعين، إما قراءة في كتاب، أو نظرًا إلى شيء.
الثاني: القراءة فقط: وتكون بالقلب بكلام تم حفظه سابقًا.
الثالث: قراءة التفكير: وتكون بالقلب وحده دون العين.
قاعدة وملحوظة:
إنه من الثابت ثبوتًا لا ريب فيه، ونتائجه أصدق من أن تحتاج إلى تجربة: أن كثرة قراءة القرآن بقلب هي الطريق والسبيل إلى قوة القلب وإمكانية قيادته والتحكم فيه، ومن ثَمَّ تحقيق أعلى معدلات النجاح والقوة في الحياة.
إن معركة الإنسان مع الشيطان محلها القلب، وسلاح المعركة للطرفين هو: القراءة، فحين يقوم الإنسان بالقراءة يقوم الشيطان بقراءة أخرى معاكسةٍ لما يريد الإنسان قراءته.
مسار مهم:
إن القراءة بقلب تعني: منع أي وساوس أو أفكار أو خواطر أخرى غير ما يقرؤه اللسان، أو تقرؤه العين، وهذا يحتاج إلى مجاهدة، ويحتاج إلى يَقَظة وانتباه مستمر، وأي غفلة أو سهو، فإن الشيطان يدخل القلب ويقوم بفكه عن اللسان أو العين، وإشغاله بكلام آخر.
إن مقاومة مثل هذه الخواطر الدخيلة المتطفلة أثناء القراءة هو جهاد الشيطان واتخاذه عدوًّا، فعداوته تتمثل في هذه الوساوس التي يلقيها على مدار الثانية لا يفتر ولا يَملُّ، وله في ذلك حِيَل وطرق وأساليب.
الشيطان مطَّلع على جميع تسجيلات قلبك، ومخزون بياناته، يذكِّرك بما يريد منها، ويمكنه أن يلقي بخواطر وصور لم تكن موجودة، كلما أغلقتَ عنه بابًا جاء من باب آخر، وكلما منعتَه من جهة جاء من الجهة الأخرى؛ كل ذلك بقصد صرفِ قلبك عما تريد قراءته بقلب؛ أي: بتدبر وعقل وعلم.
القراءة بقلب هي آلة الحفظ التربوي والطريق إليه، والحفظ التربوي هو ثمرة ونتيجة القراءة بقلب. |