خطوات عملية للتكافل الاجتماعي
الدكتور محمد راتب النابلسي
أنا أدعوكم الآن إلى خطوات عملية ، اكتفينا بالكلام ، الكلام وحده لا قيمة له إطلاقاً ، فقد ترى عشرة أشخاص يدخلون في جمعية ، يدفع كل واحد ألفًا بالشهر ، العشرة أشخاص يعطون كل شهر لواحد عشرة آلاف فتحل مشكلة ، كان يريد أن يشتري حاجة بالتقسيط الربوي ، الآن اشتراها بالقرض الحسن ، بدل أن يشتريها بالتقسيط الربوي ، أعطونا هذا المبلغ هذا الشهر لفلان ، فاشترى هذه الآلة بالسعر النقدي من دون زيادة ربوية ، إذاً أقلّ مستوى بالتعاون قضية الجمعيات ، هذه شائعة في الشام ، والحمد لله ، هذا تعاون ، والتعاون الثقافي بالأسرة .
هناك إنسان متفوق بالرياضيات ، يجمع طلاب الكفاءة قبل الامتحان فيعطيهم درسًا أسبوعيًّا بالرياضيات ، هذا تعاون ، إعطاء درس خاص هذا تعاون ، أحياناً إذا في شاغر عمل نبحث بين الأقارب ، أو بين أفراد الأسرة الواحدة ، أو بين رواد المسجد عمن يسد هذه الثغرة .
أحيانا جامعة تحتاج إلى إمام مسجد ، وطالب يحمل شهادة ثانوية ، وبحاجة أن يدخل كلية الطب ، فعين إماماً بهذه الجامعة ، أعفي من القسط ، ودخل كلية الطب ، والقسط غالٍ جداً ، لما تفكر بالآخرين تكتب عندك ، أما الأمور بلا تخطيط ، بلا تعاون ، بلا متابعة فكل إنسان يعيش لذاته ، يعيش همومه الخاصة ، يعيش متاعبه الخاصة ، يعيش ترفه ، أحياناً لا يعبأ بأحد ، هذا الإنسان ليس عند الله مقرباً ، الحمد لله العمل الخيري إعطاء رخص للجمعيات فيه تسهيلات كبيرة جداً ز
أنا سمعت من أكثر من سنتين عن مئتين وأربعين جمعية في القطر إلى ألف وأربعمئة قبل أيام ، وقد دعينا إلى جمعية خيرية دعوا أشخاصًا من علية القوم ، كان أحدهم رئيس جامعة ، تبرع بخمس منح دراسية كل عام لأبناء هذه القرية ، ومستشفى تبرع بمعالجة عدد معين من المرضى لهذه القرية ، عمل تعاوني رائع ، والله الإنسان أحياناً تدمع عينه أن المستشفى قدّم ، والجامعة قدمت ، والمحسنين قدموا ، والعلماء قدموا ، هذا هو التعاون ، ونحن حياتنا مبنية على التعاون ، والآية الكريمة صارخة :
? وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ?[ سورة المائدة : 2]
هذه الآية أصل في الدين ، وكل إنسان يتعاون مع أخيه يتعاون مع أخيه بقدر طاعته لله ، وكل إنسان يتنافس مع أخيه بقدر معصيته لله ، قال سيدنا أبو بكر لسيدنا عمر : << امدد يدك لأبايعك يا عمر ، سيدنا عمر قال : معاذ الله !!! أيّ أرض تقلّني ، وأيّ سماء تظلّني إن كنت أميراً على قوم فيهم أبو بكر ، قال : يا عمر ، أنت أقوى مني ، قال : أنت أفضل مني ، عندئذ قال : عمر قوتي إلى فضلك >> ، فنتعاون . |