تمت الإضافة بتاريخ : 04/01/2017

وسائل للدعوة في المنزل

أبو فيصل الحربي

المنزل هو البيت الأول لكل واحد منا و فيه يكبر و يتلقى تربيته. إذن فالمنزل هو الركيزة الأولى لتربية النشء و لذلك كان لزاماً إصلاح و تنقية بيئة المنزل و هذا لا يكون إلا بصلاح الوالدين و بقية الأسرة، و ربما يسأل البعض كيف؟ و هاأنا ذا أضع بين يديك بعض وسائل الدعوة في المنزل أسال الله لي و لك التوفيق.

أولاً: ابدأ بنفسك فحاول إصلاح نفسك أولاً و أُبين لك ذلك في عدة نقاط:

• أظهر أثر التدين على نفسك و ذلك بالمحافظة على الصلوات و الحرص على عدم لبس الثياب الطويلة أو الاحتفاظ بأشرطة الغناء القديمة إذا كان لديك.

• التحكم في تصرفاتك فلا تغضب بسرعة و تبدأ بالشتم أو الضرب فذلك يؤدي إلى نفور الأهل منك و عدم تقبلهم لكلامك فيما بعد.

• قم بقضاء حاجيات المنزل و القيام ببعض الأعمال نيابة عن والدك فذلك يدخل السرور في نفسه. و هذه الخطوات السابقة تعين على أن تكون قدوة حسنة للأهل في المنزل و يمهد الطريق للتجاوب معك فيما بعد.

ثانياً:ابدأ بالصغار

فالأطفال الصغار مثل العجين يمكنك أن تشكله و تغيره كيفما شئت و هذه بعض النقاط المهمة:

• أحرص على أن يرافقك الصغار إلى المسجد عند تخطيهم سن السابعة لقوله صلى الله عليه و سلم(مروهم بالصلاة لسبع) و ذلك لتعويدهم على جو المسجد فإذا أدى الفرائض كاملة في ذلك اليوم فقم بإعطائه هدية صغيرة أو أصحبه إلى الدكان و ذلك حتى تتقرب منه و يحرص هو على الصلاة.

• نعلم جميعاً أن الأطفال يحبون الأفلام الكرتونية و نعلم أن كثير من هذه الأفلام تحتوي على موسيقى أو صور للنساء مما يؤدي إلى تعود الطفل على هذه الأمور السيئة منذ صغره و قد ظهر في الفترة الأخيرة أفلام كرتونية تحمل مخالفات عقائدية خطيرة و لكن يمكن تجنيب الأطفال هذه الأشياء السيئة بشراء أفلام كرتونية مسلية و هادفة و لا تتضمن المحاذير السابقة و قد توفرت هذه الأيام عدد لا بأس به من هذه الأفلام و قد تم إعادة إنتاج بعض الأفلام المحببة للأطفال و التي يمكن استبدالها بالقديمة.

ثالثاً: حاول التأثير على الكبار خاصة الذين هم في مثل سنك أو قريب منه و حاول اكتشاف هوايتهم و ميولهم حتى تعرف من أين تأتي كل واحد منهم كما يلي:

• قم بشراء الكتب الدينية المهمة مثل كتب التفسير و الحديث و الفقه و السيرة و المجلات الإسلامية نذكر منها على سبيل المثال مجلتي البيان و الأسرة حتى تكون المنفعة لك أولاً و لمحبي القراءة من أسرتك ثانياً و ذلك لصرفهم عن قراءة الكتب السيئة سواء فكرياً أو باحتوائها على صور النساء أو كلمات الأغاني.

• قم بجمع أشرطة القرآن و المحاضرات و رتبها بصورة جذابة حتى تثير اهتمام الآخرين فيستمعوا إليها و بذلك تكون قد وفرت البديل الإسلامي لهذه الأشياء.

• بعد هذه الخطوات يكونون للتأثر المباشر منك أكثر من ذي قبل فقم بالنصيحة و التوجيه لهم.

رابعاً: الوالدان

الوالدان هما المربيان لكل أفراد الأسرة و المؤثران الرئيسيان خاصة في حالة عدم وجود أخوة كبار من الصالحين. و نظرا لطبيعة العلاقة مع الوالدين فمحاولة إصلاحهما يأخذ بعداً أخر أعقد بكثير مما ذكرنا من قبل و لكن إليك بعض الخطوات المهمة:

• ابدأ بالأم فهي ألين جانباً و أكثر تجاوباً من الأب غالباً و ذلك إذا رأت ما تقوم به من أعمال طيبة سواء لأخوتك الصغار أو للبيت أو لها و ذلك ببرها كما أمرنا الله سبحانه و تعالى.

• قم بالحوار مع والدك و حاول أن لا يحضر الجلسة أناس غرباء كالضيوف مثلاً فذلك بمثابة الإحراج أمام الضيوف و لا تكون مخصصة للإصلاح بحد ذاته حتى لا تشعره أنه المقصود و حده بهذا الحديث بل أثناء حديث عابر مثلاً أو بين الأحاديث و حاول أن لا تجعل أسلوبك أسلوب توجيه الاتهامات كقولك أنت مخطئ أو أنك لا تعرف فحاول أن تدارى ألفاظك بألفاظ أخرى كأن تكون بأسلوب قصة مثل أن تقول تخيل أن شخصاً فعل كذا و كذا من المحرمات أو كقولك من الأفضل أن نقوم بهذا العمل فتشرك نفسك حتى تتجنب الاتهام المباشر. خاتمة ما ذكرته لك الآن يا أخي مجرد اقتراحات و طرق يسيرة التنفيذ إنشاء الله و إن كان لديك اقتراحات أخرى أو تجربة فلا تحرمنا منها اسأل الله لي و لك التوفيق و صلى الله على نبينا محمد و على اله و صحبه أجمعين .