تمت الإضافة بتاريخ : 28/12/2016

إذاعة مدرسية عن المراهقة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي شرح صدور أوليائه بالحِكَم والعبر، ووفّقهم لمشاهدة عجائب صنعه في الحضر والسفر. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: ? إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ? [القمر: 49]، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله سيد البشر. صلى الله وسلّم عليه، وعلى آله وصحبه المقتفين لآثاره في الأخلاق والسِّيَر. أما بعد:

المراهقة مرحلة من أخطر مراحل العمر، قد تجرف الشاب إلى الحضيض، وقد يسلم منها بكل حظوظ.

من هذا اليوم (...............) الموافق (...............) من شهر (...............) لعام (...............) يسرنا أن نخصص الحديث عن المراهقة.

ونبدأ بالقرآن الكريم:

القرآن الكرم

قال تعالى: ? أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا * إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا * فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا * ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا * هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا * وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا ? [الكهف: 9 - 16].

ومع ثاني فقراتنا، الحديث الشريف:

الحديث

• قال صلى الله عليه وسلم لعمر بن أبي سَلَمَة: (يا غلامُ، سمِّ اللهَ، وكُل بيمينك، وكل مما يليك). رواه البخاري ومسلم.

• وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما: (يا غلامُ، إني أعلِّمُك كلماتٍ: احفَظِ اللهَ يحفظكَ، احفظ الله تجدهُ تجاهكَ).

ونعرضُ الآن أُولى مشكلاتِ المُراهقة:

الخلاف مع الأهل

السؤال: أشعر أن أهلي منذ زمنٍ مختلفون تمامًا عني، وينتقدون كل شيء أعمله أو أقوله، وبصراحة لقد وصل الحال معي إلى نهايته، فما هو الحل؟

الإجابة: التعامل مع البشر أمر يحتاج إلى مهارات كثيرة، حتى يتم فيه التوافق والانسجام، وما يحدث يوميَّا من شجار واختلافات بين الأهل والأبناء ما هو إلا نتاج لهذا النقص في المعرفة بالشخصيات وكيفية التعامل معها.

وبالتالي تحدث كثيرًا خلافات بين الآباء والأبناء في الرأي وفي أسلوب الحياة؛ بل حتى في طريقة الكلام، وينتقد الآباء أسلوب أبنائهم، ويعدونه أسلوبًا غير مهذب واختياراتهم تافهة، في حين يتهم الأبناء الآباء بأن أسلوبهم قديم وممل، وبطريقتهم في التعامل كأنهم جاؤوا من كوكب آخر، أو على الأقل من زمن بعيد.

وهنا يحدث الخلاف بين الآباء وأبنائهم اختلافات في الأقوال وفي الأعمال، وشجار لا ينتهي حول أسلوب الكلام، وطريقة الحركة واختيار الملابس، وغيرها من الاختلافات التي يشتكي منها كثير من الشباب.

فإن كان أهلك من هذا النوع، دعهم يخبرونك بوجهة نظرهم فيما لا يخصك ونفذ أمرهم.

مثلاً: أخبروك بأنهم يودون زيارة أحد الأقارب وأجبروك على الذهاب معهم فلا تقاومهم، ولا تعتبر ذلك تعديًا على حريتك فهم في النهاية والداك، ومفروض عليك طاعتهما، ثم يكون السؤال: كم ستستمر الزيارة؟ ساعة؟ ساعتين؟ ثم تعود إلى المنزل، وتكمل نشاطك وأنت مرتاح البال هادئ الأعصاب، وفي الوقت نفسه تكبر في عين أهلك بأنك لست مثل بعض المراهقين الذين يقيمون حربًا مع أهلهم عند كل نشاط يقومون به، فيرضى عنك أهلك ويرضى عنك الله تعالى، وبذلك تنال خير الدنيا والآخرة وتسعد في حياتك.

أما لو كان الأمر يعنيك ويخصك؛ كأن يجبرونك على أن تلبس ملابس معينة، عندها حاول إخبارهم وبلطف شديد بأنك ترى ملابس أخرى مناسبة أكثر من التي اختاروها لك، فإن أصروا فحاول اقتراح ملابس ترُضي الطرفين، فإن أصروا ففوض أمرك إلى الله والبس ما أرادوه، ولا أظن أن الأهل سيقومون بذلك بعد كل هذا الأدب الذي يصدر منك، ومن خلال ردود أفعالك المهذبة.

"الرضا بالواقع" عنوان فقرتنا القادمة:

الرضا بالواقع

إذا كنت تشتكي من عدم تقدير الأهل لك أو قسوتهم عليك أحيانًا، أو ملاحقتهم لك في كل لحظة، فاعلم أن غيرك يتمنى أن يكون لهم أهل ويعاملوهم كما يشاؤون، فاحمد الله تعالى على أن رزقك من يخاف عليك، ويحرص على نجاحك، احمد الله تعالى أن رزقك من ينفق عليك، ويوفر لك احتياجاتك أو بعضها.

إذا أعطاك الله تعالى أسرة متماسكة وإخوة يتابعونك ويسألون عنك ويحرصون عليك، فهذا من النعم والخير أيضًا، فحاول أن تتقارب معهم وأن تتالقوا في أفكارهم وسلوكياتهم وسوف تشعرون بالود والرحمة، واعلم أنه يوجد في مجتمعنا أسر مفككة ولا يهتمون بأبنائهم ولا يسألون عنهم، فيتصرفون كما يشاؤون - وهذا ما يعده بعض الشباب حرية، ويحسدون الآخرين عليها - وفي النهاية تكون الحسرة والندامة.

ونختم بهذه الفقرة المهمة مع مجموعة من الإخوة الطلاب:

مراحل المراهقة

مع الطالب .......... وفقرة "المراهقة المبكرة":

(1) المراهقة المبكّرة: تمتد فترة المراهقة المبكّرة بين عمر (11 و14) سنة تقريبًا. ورغم اعتقادك أن الطفل لا يزال صغيرًا، فإنه يمر بتغييرات كبيرة ومهمة جدًا. ففي هذا العمر يتأرجح المراهق بين رغبته في أن يعامل كراشد، وبين رغبته في أن يهتم به الأهل.. ما يجعل الأمر صعبًا ومربكًا للوالدين. وفي هذه الفترة يشعر المراهق بضعف الثقة فيما يتعلق بمظهره الخارجي، والتغييرات التي تطرأ عليه. ويعتقد بأن الجميع ينظر إليه، ويصعب على الأهل إقناعه بغير ذلك.

وتنعكس حاجة المراهق لمزيد من الحرية في العديد من الأمور، فيبدأ برفض جميع أفكار ومعتقدات الأهل، ويشعر بالإحراج إن وجد في مكان واحد مع أهله. وقد يبدو أكثر عصبية وتوترًا... وقد تبدو هذه المرحلة في غاية العشوائية بالنسبة للأهل، لكن عليهم التحلي بالصبر، والإصغاء إلى احتياجات أطفالهم، ودعمهم لتطوير وتنمية شخصيتهم المستقلة والخاصة.

والآن مع الطالب .......... وفقرة "المراهقة الوسطى":

(2) المراهقة الوسطى: تمتد مرحلة المراهقة الوسطى بين عمر (15 و 17) سنة تقريبًا. أهم سمات هذه المرحلة شعور المراهق بالاستقلال، وفرض شخصيته الخاصة، وبسبب حاجتهم الماسة لإثبات أنفسهم، يصبح المراهقون أكثر تصادمًا ونزاعًا ضمن العائلة، فيرفضون الانصياع لأفكار وقيم وقوانين الأهل، ويصرون على فعل ما يحلو لهم. ويجرب الكثير من المراهقين الأمور الممنوعة أو غير المحبذة عند الأهل، كالتدخين والسهر خارج المنزل لساعات متأخرة، ومصادقة الأشخاص المشبوهين، كنوع من التحدي للأهل...

يستمرّ النّموّ الفكريّ للمراهق في هذه المرحلة، ويصبح أكثر قدرة على التفكير بشكل موضوعي والتخطيط للمستقبل، كما بإمكان المراهق أن يضع نفسه مكان الآخر، فيصبح لديه القدرة على أن يتعاطف مع الآخرين في هذه المرحلة.

وأخيراً مع الطالب .......... وفقرة "المراهقة المتأخرة":

(3) المراهقة المتأخّرة: تمتد هذه المرحلة تقريبًا بين أعمار (18 و 21) سنة، وفي مجتمعنا قد تمتد هذه المرحلة فترة أطول، نظرًا لاعتماد الأولاد على الأهل، في الشؤون المادية والدراسية، إلى ما بعد التخرج ومرحلة العمل أيضًا.

يستطيع معظم الشباب في هذه المرحلة أن يعملوا بطريقة مستقلة، رغم انهماكهم بقضايا تتعلق برسم معالم هويتهم وشخصيتهم. ولأنهم يشعرون بثقة أكبر تجاه قراراتهم وشخصيتهم، يعود الكثير منهم لطلب النصيحة والإرشاد من الأهل. ويأتي هذا التغيير في التصرف مفاجأةً سارةً للأهل، إذ يعتقد الكثير منهم أن النزاع والصراع أمر محتم، قد لا ينتهي أبدًا. ويتنفس الأهل الصعداء، فعلى الرغم من أن الأولاد اكتسبوا شخصيات مستقلة خلال مراهقتهم، تبقى قيم وتربية الأهل واضحة وظاهرة في هذه الشخصيات الجديدة، إن أحسن الأهل التصرف والتفهم لهذه المرحلة الحرجة في حياة أولادهم.

ونصل معاً إلى ختام إذاعتنا الصباحية لهذا اليوم، راجين أن نكون قد قدمنا لكم فيها فقرات جديدة ومفيدة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته