تمت الإضافة بتاريخ : 24/10/2016
fiogf49gjkf0d

7 أفكار لتربية على العفة

جاسم المطوع

تحدث معي بنبرة صوت حزينة وهو متأثر من اللقطات والصور التي تصل لأبنائه من خلال وسائل التواصل والشبكات الاجتماعية، فبعض الصور إباحية، وأكثرها يخدش الحياء، وصارت هذه الصور لا تستثني أحداً من الأطفال، ثم قال: حتى في الرسوم المتحركة التي تعرض للصغار صرنا نشاهد فيها قبلة الفم، ونزع الملابس، والاحتضان، ولمسات الحب بين العشيق والعشيقة، فصارت ابنتي الصغيرة تطلب مني أن أقبلها على فمها كل يوم مثلما تشاهد على الشاشات الفضية.

 

قلت معلقاً: إن أكبر تحد تربوي في هذا الزمن أن تربي أبناءك على العفة، وفي بعض البيئات بمجتمعنا انقلبت فيها الموازين حتى صار من يربي أبناءه على الحياء والعفة كأنه ارتكب جريمة، أو خطأ تربوياً، قال: نعم صدقت فإن ابنتى بالمدرسة يعيرها صديقاتها بأنها ليس لديها صديق تتحدث معه، وابني كل يوم يخبرني عن الصور الإباحية التي يتداولها الطلبة بالمدارس، بل وحتى الأطفال الصغار يشاهدون طلبة وطالبات يقبل بعضهم البعض على الفم، ولكن ما هو الحل برأيك؟

 

قلت: إذا أردنا أن نربي أبناءنا على العفة والحياء فأول خطوة هي أن نشرح لهم أن معنى العفة هو الكف عما حرم الله - تعالى - في العلاقة بين الجنسين، وأن الله أعطى للإنسان شهوتين: الأولى شهوة البطن لكي يأكل، والثانية شهوة الجنس لكي يستمر نسله، وتستمر الحياة، فشهوة البطن للبقاء، وشهوة الجنس للاستمرار.

 

وثاني خطوة: أن يكون الوالدان قدوة لأبنائهم في العفة والحياء.

 

وثالثها: أن نردد على أسماعهم كلمات العفة مثل: "الستر، الحياء، العفة، العورة، الحشمة، العرض" وهكذا، فمثل هذه الكلمات عندما يستمع لها الأبناء فإنهم يعيشون معاني العفة.

 

ورابعها: أن نفرق بين الأطفال في المضاجع إذا كبروا، ونعلمهم الاستئذان عند الدخول لغرفة النوم.

 

والخامسة: أن نذكرهم بقصص العفيفين مثل: قصة يوسف - عليه السلام - مع امرأة العزيز، وقصة مريم - عليها السلام -، وحرصها على العفة.

 

والسادس: أن نعلم أبناءنا كيف يتصرفون لو عرض أمامهم موقف مخل للأدب، أو صور إباحية بأن يغمضوا أعينهم، أو يغيروا مكانهم، أو أن يتحدثوا مع من يعرض عليهم الموقف بأن يتوقف، ويواجهوا الموقف بقوة وجرأة.

 

والسابع: أن نذكرهم بالحديث النبوي الذي قال فيه رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم -: ((من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه أضمن له الجنة))، فضمان حفظ اللسان، وحفظ الفرج؛ يحتاج لمجاهدة وضبط للنفس لأن كليهما شهوة في الإنسان.

 

ولعل من الأفكار الجميلة التي اطلعت عليها في تشجيع الدولة للعفة والعفاف قانون الزواج في الأناضول، والقانون فيه مواد كثيرة، ولكن لفت نظري بعض المواد مثل المادة الأولى والتي تفيد أن الزواج إجباري، وأن مدة الزواج للشباب ما بين عمر 18 إلى 25 سنة، وإذا تجاوز الشاب سنه 25 سنة ولم يتزوج فإن المادة السادسة تفيد بأنه لا يقبل بوظائف الدولة كنوع من أنواع التأديب حتى يتزوج، وتنص المادة الرابعة في ذات القانون أنه من امتنع عن الزواج من غير عذر بعد بلوغه الـ25 سنة فإنه يأخذ منه بالقوة ربع دخله أو ربع ربح تجارته أو صناعته، ويوضع في البنك الزراعي ليصرف منه على من يريد الزواج من الفقراء ولا يستطع دفع تكاليف الزواج إكراماً لهم، والمادة الخامسة تفيد أنه إذا سافر الرجل المتزوج سفراً طويلاً، ولم يستطع أن يصحب زوجته معه؛ فإنه يحق له أن يتزوج بثانية أثناء سفره، والقانون فيه تفصيل وبيان، ولكني كتبت بعض مواده حتى أبين كيف أن تركيا أيام مصطفي كمال كانت حريصة على توفير مناخ العفة والحماية لجميع الشاب والفتيات، وتيسير الزواج، فالعفة والعفاف قضية مجتمعية تربوية لا بد من تضافر الجهود من البيت، والمدرسة، والمجتمع من أجل تأمينها وتحقيقه، فلا يكفي أن نقول للشباب هذا خطأ، وهذا لا يصح أو هذا حرام، وإنما لا بد من منظومة تربوية متكاملة إذا أردنا حفظ المجتمع.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين.

fiogf49gjkf0d