تمت الإضافة بتاريخ : 10/08/2016
fiogf49gjkf0d

       

اتخاذ القرار التربوي حول التسريع والتجميع

بقلم :  د سعيد سلمان الخواجة  

توفر هذه الدراسة نظرة عامة حول أهم القضايا الناتجة عن البحوث والممارسات حول التسريع والتجميع. ويركز المؤلف على أهمية هذين الشرطين للطلبة الموهوبين، ويختبرها في السياق الحالي للإصلاح المدرسي، ويوصي بمجموعة من تعليمات اتخاذ القرارات للممارسين لتبنيها لكل قضية. وتحتوي تعليمات /إرشادات التسريع على تركيز على التطوير التقدمي للتعلم بناء على إتقان مجالات المحتوى، والمرونة في الالتحاق وشروط ومتطلبات إنهاء المساقات، وفرص للتصور والقفز من الصفوف. وتؤكد إرشادات التجميع على مرونة الفحص للعديد من أشكال التجميع، وخيارات التعلم المستقل.

 

وكاستجابة للمتطلبات الاجتماعية – السياسية، فقد شهد التعليم تركيزًا على الإصلاح المدرسي الذي يؤثر على الهياكل التنظيمية والمنهاج لجميع الطلبة. كما أن المطالبات التي تنادي بمستويات تحصيل عليا، أدت إلى زيادة قدرة الطلبة على التفكير، وزيادة في التركيز على التكيف مع التنوع الثقافي والاجتماعي مما أدى إلى جعل التعلم الشخصي يظهر تغييرات على السطح حول كيفية تنظيم المدارس. وكانت هذه التغييرات الأكثر ظهورًا في مجالات التجميع واستراتيجيات الصفوف. كيف يتوافق تعليم الموهوبين مع هذا المخطط؟ هناك اتجاه واحد وهو أن تعليم الموهوبين قد استكشف في المناخ الحالي للإصلاح المدرسي أهمية التكيف مع الحركة للتجميع غير المتجانس والتعلم التعاوني. إن مثل هذا المثال يتجه نحو إعادة تعريف دور معلمي الموهوبين كمعلمي تعاون في الصفوف العادية، كما أنهم غالبًا ما يشرحون الدروس ويساعدون معلم الصف العادي في تخطيط برامج الأطفال الموهوبين (VanTassel-Baska, Landrum, & Peterson.

 

 وعلاوة على ذلك، فإن استراتيجية الدمج هذه يمكن أن تكون مثيرة في السياق المحلي، ولكن التأثير الكلي لمثل هذه الجهود في تعليم الموهوبين يمكن أن تكون ضارة. وقد تؤدي هذه الاستراتيجية إلى التشتت عن التحصيل فيما هو أساسي إلى جودة برنامج تعليم الموهوبين, وتحديدًا، التسريع والتجميع بحسب القدرات. كما تعتبر هذه الطرق ضرورية ويجب الانتباه إليها بشكل ما من أجل ضمان أن تكون البرامج هادفة لهذه المجموعة من الطلبة. وتهدف هذه الدراسة بشكل رئيسي إلى توضيح أن التسريع والتجميع يمثلان قضايا تنوير تختبر مستوى تقبل الطلبة الموهوبين لبرامجهم في مديريات المدارس المحلية. وكلما ازداد الاهتمام بخدمة الطلبة الموهوبين، ازداد التقبل للتقدم والتجميع بشكل مناسب.

 

التسريع والتجميع: التعريفات والجدال  Acceleration and Grouping: Definitions and Contrversy 

 

يوجد لدى التربويين والآباء مفهوم خاطئ حول ماهية التسريع. وكثيرًا ما ينظر إليه على أنه تدخل لتسريع الأطفال في أحد البرامج ويجبرهم على التخرج من العديد من مستويات التدريس في وقت مبكر. كما أن التسريع يجب أن يشير إلى سرعة تطور ونمو معرفة الطفل، وليس تقديم التدخل التربوي/التعليمي. كما أن ما نقدمه باسم التسريع هو المنهاج الملائم والخدمات المقدمة على مستوى يناسب استعداد الطفل الموهوب ويلبي احتياجاته. وقد أشير إلى أهمية تغيير المصطلح بشكل أفضل بما يعكس هدف ممارسة التدخل هذه (ربط المتعلمين بالمنهاج المناسب)، مما يجنب الخطأ الشائع للتسريع في قوة تقدم الطالب. ولسوء الحظ، فهناك الكثير من الناس ممن ينكرون الدور الأساسي للتسريع في أحد برامج الموهوبين.

 

وبهذا، فإنهم ومن الناحية العملية، ينكرون ما هو تعريف الموهوب في أي مرحلة من مراحل نمو الأطفال – الأطفال الذين يظهرون مستوى عقليًا متقدمًا في واحدة أو أكثر من المجالات. ومن الناحية الأخرى، فإن التجميع بحسب القدرات، يجب أن يعرف على أنه آلية تنظيم يمتلك من خلالها الطلبة أقصى مستويات القدرة في المدرسة لتعلم المنهاج أثناء التدريس. وكذلك الحال، فإن التجميع بحسب القدرات يسمح بتلبية احتياجات الفرد والمجموعات بطريقة تأخذ الفروقات الفردية في  الاعتبار. وبدون التجميع بأي شكل من الأشكال، فإن المنهاج المتميز يكون صعبًا إن لم يكن مستحيل التحقيق. وبناء على ذلك، ولرفض ممارسة التجميع بحسب القدرات فإن ذلك يعني إنكار احتياجات التدريس الخاصة للأطفال الموهوبين. كما أن كلاً من التسريع والتجميع يمثل عناصر هامة في برامج مصممة لتلبية احتياجات التعلم للطلبة الموهوبين. ويخضع التجميع لهجوم شديد، مما أدى ببعض الكتاب إلى التركيز على التسريع. وهو يعتبر إحدى الاستراتيجيات مقبولة الاستخدام مع الطلبة الموهوبين.

 

ومع ذلك، فإننا لا نمتلك سوى القليل  كسبب للاعتقاد بأن قلة تجميع الموهوبين سوف تزيد من احتمالية توفير مزيد من فرص التسريع. وإضافة إلى ذلك، فإن قلة التجميع سوف تعزز طريقة أحادية لبرامج التدخل التي تعتمد على الصفوف وتسود على مستوى نتائج الصفوف. وقد تؤدي أيضًا، كما افترض إلى تأثير كبير على التجميع غير المتجانس، إذ يمكن للموهوبين أن يخدموا الطلبة الأقل حظًا في عملية التعلم. وتتراكم الفوائد للطلبة من خلال مثل هذه الطريقة، ولكن هذا غير واضح.

 

وضع البحث قيد الاستخدام Putting the Research to Use

 

إن مراجعة الدراسات ذات الصلة حول التسريع والتجميع وتعليمات السياسة التي وردت في هذه الورقة يمكن أن تستخدم من قبل مديريات المدارس المحلية لتنفيذ سياسات تتعلق بهذه الشروط الأساسية للطلبة الموهوبين. وقد اقترح أن تتبنى المجالس المحلية سياسة مكتوبة للتعليم لضمان اتساق إجراءات التنفيذ ضمن وعبر المباني المدرسية.

 

قضايا نظريات التعلم LEARNING THEORY ISSUES

 

ما هو العقلاني لاستخدام استراتيجيات التسريع والتجميع للطلبة الموهوبين؟ إن تسريع وتجميع الموهوبين يتوافق بشكل جيد مع فهمنا لنظريات وبحوث التعلم والنمو. وقد وجد أن الطلبة ذوي درجات الذكاء المرتفعة قد استطاعوا التعامل مع الكثير من المهام التي تثير التحدي بشكل مضاعف عن الطلبة العاديين في مستوى الذكاء. وقد أشار إلى أن تطوير المواهب مرتفعة المستوى يعزز من خلال التعرض لمزيد من المهام المعقدة في خبرات التعلم بناء على الإتقان والاستعداد. وقد وجد أن نموذج تطوير الموهبة فعال بغض النظر عن مجال الموهبة. وقد أوضح العلاقة بين الدافعية للتحصيل الإيجابي وصعوبة المهام على مستوى يثير التحدي. ولكي يكون الطلبة الموهوبين بدافعية كافية للتحصيل وامتلاك القدرة على التحصيل بمستويات مرتفعة، فإن التسريع أو التجميع المرن، بناء على حاجة الطالب، يجب أن ينظما بعناية، وهما يمثلان عنصرًا أساسيًا في برامج الموهوبين.

 

وبشكل عام فإن مبادئ نظرية التعلم التي تطبق على مجتمعات أخرى من طلبة المدارس ما زالت تطبق بشكل مساو على الموهوبين. وإضافة إلى ذلك، فإن مفاهيم مثل الاستعداد للتعلم، والتقدم المستمر، ومستويات التحديد للتعلم تعتبر ضرورية عند تصميم المنهاج للطلبة العاديين. ومع ذلك، فهي تشكل خطرًا بأن تصبح مفاهيم فارغة ما لم تطور معنى لدى الطلبة الموهوبين. ولا يمكن خدمة الطلبة الموهوبين بشكل مناسب إلا عندما ترغب المدارس بتسريع التعلم حسب حاجة الأفراد ومجموعات الأطفال الموهوبين.

 

ولا يمكن خدمة الموهوبين بشكل جيد بدون بعض أشكال التجميع التي توفر مستويات نشاطات ملائمة. وسواء كان تصميم التجميع بحسب الصفوف/العناقيد، أو التجميع بحسب التدريس، أو التجميع التعاوني، فإن فرصة التواصل الاجتماعي للطلبة الموهوبين مع طلبة موهوبين آخرين خلال اليوم الدراسي يجب أن توفر لهؤلاء الطلبة. ويعتبر هذا الشرط ضروريًا لغايات تحقيق النمو الاجتماعي والعاطفي. ومن الضروري عدم الاستمرار في إنكار أو حجب الخدمات التعليمية المناسبة لهذه الفئة من الطلبة.

 

التسريع: نظرة عامة على البحوث والممارسات  Acceleration:An Overview of Research and Practice 

 

ربما ما كتب عن فعالية ممارسات تسريع الموهوبين  يكون أكثر مما كتب عن التدخل التربوي لدى أي مجتمع من الطلبة. كما أن مراجعة الأدبيات حول ممارسات التسريع قد ظهرت خلال الخمس وعشرين سنة الماضية  كما أشارت كل مراجعة وبعناية إلى التأثير الإيجابي الكلي للتسريع على الطلبة الموهوبين في مختلف مراحل حياتهم. وإضافة إلى ذلك، فإن البرامج الناجحة للتسريع، وبحوث الموهبة التي طورها  Stanley et al., 1970 ، قد أظهرت التأثير الإيجابي الكبير لتعلم الطلبة  (Benbow & Stanley, 1983; Kulik & Kulik, 1992; Swiatek & Benbow, 1991a, 1991b). وإضافة إلى ذلك، فهناك بحوث أجريت في مجال تعليم الموهوبين، وأظهرت فهمًا للتأثيرات طويلة الأمد لتسريع الطلبة الموهوبين Brody, Assouline, & Stanley, 1990; Brody & Benbow, 1987; Brody & Stanley, 1991; Robinson & Janos, 1986; Swiatek & Benbow, 1991a, 1991b).

 

وما زالت هذه الدراسات الحديثة تواصل إظهار التأثيرات الإيجابية لنمو المعرفة بسبب التسريع وبدون تأثيرات سلبية على النمو الاجتماعي والعاطفي. كما أشار كل من  Brody and Benbow, 1987 إلى عدم وجود تأثيرات سلبية لمختلف أشكال التسريع، بما في ذلك القفز من الصفوف وتعلم مساقات متطورة، وبين طلبة المرحلة الثانوية. وقد حصل الطلبة الذين تم تسريعهم على مزيد من الساعات/الدرجات وتعلموا في جامعات مرموقة. وأشار كل من  Richardson and Benbow, 1990 and Swiatek and Benbow, 1991 إلى عدم وجود تأثيرات سلبية للتسريع على النمو الاجتماعي والعاطفي أو التحصيل بعد التخرج في الجامعة. وأشار  Janos et al., 1988 إلى عدم وجود تأثيرات سلبية للتسريع على الملتحقين الشباب بالجامعة. وفي دراسة أخرى، فقد وجد  Robinson and Janos, 1986 أنماط تكيف مشابهة لدى الملتحقين مبكرًا مقارنة بثلاث مجموعات من نفس القدرات من الطلبة الذين تم تسريعهم، مع الإشارة فقط إلى صفة مميزة لدى الملتحقين مبكرًا. وفي دراسة أخرى على الإناث الملتحقات مبكرًا بالكلية، فقد ظهر نمو إيجابي في الشخصية خلال السنة الأولى من التسريع  Cornell, Callahan, and Lovd, 1991. وأخيرًا، فقد وجد  Brody, 1990 أن الطلبة الذين تم تسريعهم كان أفضل لهم في التحصيل الجامعي والتعلم بشكل مبكر ومستمر، مما يشير إلى أن العمل المتقدم الذي يثير التحدي بشكل مستمر يمثل وسيلة قوية للتحصيل لاحقًا.

 

كما أن المساندة النظرية العقلانية والتجريبية سوف تؤدي بالمرء إلى التوقع بأن عالم ممارسات التعليم سوف يحتضن مفهوم التسريع ويظهر طرقًا يمكن استخدامها بفعالية في الكثير من بيئات التعليم. ومما يؤسف له، أن الحال لم يكن كذلك هنا. وبدلاً من ذلك فقد لاحظنا تراجعًا كبيرًا لهذه الطريقة في مؤسسة التعليم: وقد تم اكتساب بعض وجهات النظر حول ديناميكيات هذا الموقف عندما وجد أن غالبية منسقي برامج الموهوبين – من الناحية الفلسفية – ضد هذه الممارسة. وقد أظهرت دراسة مسحية حديثة حول برامج التدخل التي استخدمت موهوبين عرضة للخطر  أن التسريع في بعض أشكاله قد حصل على المرتبة الخامسة بعد طرق مثل الدراسة المستقلة، العمل الدراسي الجامعي، ومختلف استراتيجيات الإثراء. وتزامن هذا الوضع المتردي مع نتائج دراسة Jones and Southern, 1992، مما يشير إلى أن التسريع ليس استراتيجية روتينية في برامج الموهوبين برغم الأدلة البحثية التي تساند فعالية التسريع.

 

التجميع: نظرة عامة على البحوث والممارسة

 

GROUPING: AN OVERVIEWOF RESEARCH AND PRACTICE

 

رغم وجود قاعدة بحثية قوية لتسريع الطلبة الموهوبين، إلا أن الأدلة التي تؤكد تجميع الطلبة الموهوبين ما زالت غير واضحة. كما أن تفسيرات مراجعة البحوث المتعلقة بالتجميع بحسب القدرات تنظر إلى التجميع على أنه تحقيق تأثيرات إيجابية معتدلة للموهوبين. ومع ذلك، فإن دراسات التجميع تركز حقيقة على تجميع الموهوبين وأنه ليس من السهل التحقق من النتائج. ورغم أن مراجعات البحوث تحتوي على تركيز قليل على الطلبة الموهوبين، إلا أن مجال تعليم الموهوبين قد أعرب مؤخرًا عن استجابة واضحة للهجوم على التجميع  وذلك من خلال ورقة بحث تختبر بشكل واع مختلف أنواع الدراسات حول التجميع بحسب القدرات. ومن الواضح أن هذه الاستجابة تساند استخدام وفائدة التجميع. وتشير الدراسات إلى ما يلي:

 

1) أن تحصيل الطلبة الموهوبين على مستوى المرحلة الابتدائية والثانوية يعزز من خلال العديد من أشكال التجميع بحسب القدرات، بما في ذلك التجميع بحسب القدرات في المجالات الأكاديمية الرئيسية، والتجميع عبر الصفوف، والتجميع بحسب الاهتمامات الخاصة. وعلاوة على ذلك، فإن تحصيل المجموعات الأخرى من الطلبة يبدو أنه لا يتأثر بتجميع الموهوبين بمثل هذه الطرق .

 

2) أن التجميع بحسب القدرات لا يؤدي إلى تأثيرات سلبية على تقدير الذات أو الاتجاه العام نحو الدراسة على أي مجموعة من الطلبة سواء على مستوى المرحلة الابتدائية أو الثانوية. ومع ذلك، فإن التجميع بحسب القدرات يؤدي إلى اتجاه إيجابي نحو موضوع المادة الدراسية لدى جميع مجموعات الطلبة.

 

3) أن التجميع بحسب القدرات بدون منهاج أو شروط في التدريس لا يؤدي إلى تأثير على أي من مجموعات المتعلمين. ومع ذلك فإن الطلبة الملتحقين بدوام كلي ببرامج للموهوبين قد أظهروا مكاسب أكاديمية ملموسة. وبناء على ذلك، فإن فوائد التجميع بحسب القدرات تبدو كثيرة وإيجابية من خلال خطة التدريس المتميزة ومستوى استعداد الطلبة.

 

4) أن نماذج التعلم التعاوني لا تعزز تحصيل الموهوبين ما لم يتم استخدام بعض أشكال التجميع بحسب القدرات. كما أن مزج الطلبة ذوي القدرات المنخفضة والمرتفعة معًا عادة ما يؤدي إلى عدم تطور أو نمو المجموعة ذات القدرات المرتفعة.

 

5) أن الطلبة ذوي القدرات المنخفضة لا يكيفون/يعدلون سلوكهم مثل الطلبة الموهوبين. وبناء على ذلك، فإن مقولة أن «خلط/ مزج» المجموعات ذات القدرات يوفر نماذج تعلم هامة للأطفال الأقل قدرة، لا يمكن تأكيدها.

 

6) رغم أن التأثيرات المباشرة للتجميع قد لا تبدو واضحة، إلا أن التأثيرات المباشرة مقنعة إلى حد ما. كما أن الطلبة ذوي القدرات العليا قد يخططون للدراسة الجامعية وربما يحضرونها أكثر من أي مجموعات أخرى. وبناء على ذلك، فإن التجميع يشير إلى مسار نمو إيجابي لدى طلبة المرحلة الثانوية. ورغم أن التجميع بحسب القدرات ربما يستخدم بشكل مفرط في الكثير من المدارس، إلا أن الاعتقاد بأن استخدام هذه الطريقة يمكن أن يؤثر إيجابًا على مستوى التحصيل أو مفهوم الذات لدى أي طالب، موضع نقاش إلى حد كبير. وللاقتراح بأن هناك أدلة تؤيد إزالة تجميع الطلبة الموهوبين يؤدي إلى تجاهل الكم الحالي من البحوث.

 

مضامين السياسة POLICY IMPLICATIONS

 

إن النتائج التي أظهرتها المراجعة أعلاه للدراسات التي عملت على تقييم التسريع والتجميع لم يتم تجاهلها من قبل مجموعات التعليم والسياسة التي لها أكثر مصلحة في الإصلاح التربوي. ومثال على ذلك، فإن تقرير الحاكم الوطني الصادر سنة 1990 حول قوة المهام في التعليم، وبينما تحدت التربويين لإزالة انتشار التجميع بحسب القدرات والمتابعة، تشير صراحة إلى أن «ازالة هذه الممارسات لا يتطلب إنهاء الفرص الخاصة للطلبة الموهوبين والمتميزين أو الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة أو صفوف الدمج المتقدمة. وبناء عليه، فإن الحركة الحالية للتعليم والرغبة بتقليل ممارسة التجميع بحسب القدرات يجب ألا ينظر إليها كوسيلة، أو بحيث تعني أن الطلبة الموهوبين يجب ألا يتم تجميعهم من خلال عدة طرق أو عمل برامج غير ملائمة للطلبة الموهوبين والمتميزين.

 

وعلاوة على ذلك، فإن التربويين الذين يشغلون مناصب مسؤولة يجب ألا يعتقدوا وبشكل ساذج بأن أي شخص يمكن أن يستفيد من ممارسات التجميع اللازمة لتوفير برامج الطلبة الموهوبين والمتميزين. ولا يتعلق الإصلاح التربوي بالسماح لجميع الطلبة بأن يجمعوا في صفوف بحسب العمر- الصف. وإذا رغبت المدارس بتبني نماذج مرنة للتجميع تسمح بتلبية احتياجات الطلبة وليس المسائل الإدارية أو التقليعات المتعلقة بالممارسات، فإن احتياجات جميع الأطفال يجب تلبيتها بشكل أفضل. ولا تتمثل المشكلة في التجميع بحسب القدرات، بل بسبب قلة المرونة والتخيل في تطبيق مبادئ التعليم على أرض الواقع. وعلاوة على ذلك، فإن تحسين التعليم للجميع يتطلب بأن نكون حساسين تجاه تلبية احتياجات الجميع وأن نخطط لخبرات التعليم بناء على ذلك. كما أن تكافؤ الفرص والعلاج في التعليم ليسا نفسهما، ولا يجب أن يكونا كذلك. وفي أي مهنة، فإن احتياجات الزبون تفرض طبيعة الوصفة. كما يجب توفير خدمات بجودة عالية للجميع، ولكن طبيعة وتنظيم هذه الخدمات يجب أن يختلف بحسب الحاجة التي تم تشخيصها، تمامًا كما هو الحال في مهنة الطب. ولا يستطيع التعليم تقديم خدماته بشكل ملائم لجميع الطلبة.

 

التسريع والتجميع: طلبة أبناء الأقليات  Acceleration and Grouping: Minority Students 

 

إن علاقة التسريع والتجميع بطلبة الأقليات يجب أن تبحث بسبب وجودها ضمنيًا في الجدال الذي يتعلق بالتجميع بحسب القدرات، وهي من أحد المضامين التي تشير إلى أن برامج الموهوبين والمتميزين بعيدة عن التأثيرات السلبية لتحصيل أبناء الأقليات. وينحدر الطلبة الموهوبون من كافة المجموعات الاقتصادية، والعرقية والاثنية. وقد تحدث المؤلفون الأفارقة – الأمريكان عن الحاجة إلى تطوير ما يسمى بـ«ذوي الموهبة العاشرة» وهي المجموعة الأكثر أملاً من الطلبة ضمن الثقافة لتنفيذ أو القيام بأدوار قيادية. إن برامج الطلبة من أبناء الأقليات يمكن أن تكون مناسبة في التركيز على بعض المصادر وتعزيز تطور ونمو طلبة بتحصيل مرتفع من أبناء الأقليات وكما حدث في برامج تعليم الموهوبين مؤخرًا. كما أن المخصصات الفدرالية الحالية من النقود للطلبة الموهوبين قد استهدفت تحديد وبرامج المجموعات غير المتمثلة، مثل طلبة أبناء الأقليات، والطلبة ذوي الدخل المنخفض، والمعاقين، وذلك كحاجة تحتل أولوية. وفي الحقيقة، فإن تطوير قدرات الموهوبين من مختلف المجموعات الثقافية يجب أن يكون أولوية رئيسية للتعليم بشكل عام، لأن هؤلاء الطلبة سوف يصبحون قادة المستقبل. وضمن هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن بيانات الدراسة المسحية الوطنية قد أوضحت أنه عندما يكون الوضع الاقتصادي الاجتماعي والتحصيل المسبق تحت السيطرة لطلبة الأقليات، فهناك فرصة تتوفر لتعزيز المشاركة في صفوف متابعة عليا على المستويات الثانوية. وعلاوة على ذلك، فإن اهتمامات أبناء الأقليات يمكن أن تخدم ضمن سياق تعليم الموهوبين. وإضافة إلى ذلك، فإن خدمة هؤلاء الطلبة بفعالية، يتطلب مزيدًا من الاهتمام بالفروقات الفردية والاحتياجات، وغير ذلك. كما أن هذا يتطلب مزيدًا من التسريع والتجميع، ولا أقل من ذلك.

 

عملية اتخاذ القرار المدرسي المسؤول: التوصيات  Responsible School Decision Making: Recommendations 

 

يجب أن يكون واضحًا أن البحوث الرئيسية التي وردت في هذه الورقة تشير إلى أن تعليم معظم الطلبة ذوي القدرات بطرق مناسبة يثير التحدي، إذ إن المجتمع يجب أن يتعامل مع هذه المسائل بجدية. وقد لا نستطيع تعزيز تدني التحصيل، وعدم الرضا، والحيادية بين هؤلاء الطلبة. وحتى حاليًا، فإن المقارنات الدولية بين مستويات التحصيل، ونسب التسرب من المدارس، وبيانات الانحراف تشير إلى أن نسبة كبيرة من الطلبة المحرومين الذين لديهم القدرة على التعلم لا يزيدون من قدراتهم. ما هي القرارات التي يجب على المدارس اتخاذها في هذا الوقت بخصوص تسريع وتجميع الطلبة الموهوبين؟ إن القائمة التالية من التوصيات قدمت على أمل أن يتم تبني سياسات وإجراءات حول التسريع والتجميع بحسب القدرات من قبل مجالس التعليم المحلية لتعزيز وتلبية احتياجات الموهوبين في مجتمعاتهم.

 

سياسات تسريع الطلبة الموهوبين Acceleration Policies for the Gifted Learners 

 

من حق كل طالب أن يجرب التعلم على مستوى التحدي، الذي يعرف على أنه مستوى صعوبة المهمة بما يتجاوز مهارة الإتقان. وبالنسبة للطلبة الموهوبين، فهذا يشير إلى فرصة لاستمرار التقدم من خلال المنهاج الأساسي اعتمادًا على الإتقان الظاهر قبل تعلم المادة الدراسية. وفي كافة خبرات المنهاج المخططة للطلبة الموهوبين، يجب الانتباه إلى ضمان أن يوضع الطلبة بحسب مستواهم الدراسي. ويحدد هذا المستوى من خلال الاختبارات التشخيصية، وملاحظة الإتقان، أو التقييم بناء على الأداء.

 

يجب أن يحصل الطلبة الموهوبون على فرص لبدء الخبرات الدراسية بناء على الاستعداد والانتهاء بناء على الإتقان. وبناء على ذلك، فإن كلاً من الالتحاق المبكر والخروج المبكر يجب أن توفر كخيارات لمثل هذه الفئة من الطلبة. ويحتاج الطالب الموهوب إلى نظام مدرسي مرن فيما يخص مكان وزمان التعلم. وبالمقابل، يمكن خدمة بعض الطلبة بأفضل شكل عن طريق برنامج قراءة قبلية في سن الرابعة، ويمكن خدمة طلبة آخرين من خلال توفير فرص للالتحاق بالجامعة عند بلوغ السادسة عشرة. ويجب أخذ الفروقات الفردية في الاعتبار في كافة مراحل تنفيذ نظم التعليم، مع ضرورة توفير المرونة في أنظمة التعليم.

 

قد يستفيد بعض الطلبة الموهوبين من سنوات التلسكوب في التعليم (دمج سنتين من التعليم) واجتيازها خلال سنة واحدة. كما أن توفير مثل هذا الدمج المتقدم يجب أن يتم بناء على إظهار الطالب للقدرات المطلوبة، واستعداده، ودافعيته. كما أن الدمج في الصفوف الفعلية يجب أن يحدد من خلال الكثير من العوامل، إضافة إلى العمر. كما أن تصميم مستويات التعلم،

fiogf49gjkf0d