fiogf49gjkf0d مع العلم
اسم المؤلف : د. سلمان بن فهد العودة
اسم الكتاب : مع العلم
صفحات الكتاب : 182 صفحة
دار النشر : الإسلام اليوم
سنة النشر : 1429 هـ
نوع الكتاب : غلاف
تعريف بالكتاب
"لقد أصبح طلب العلم الشرعي من أكبر الهموم لدى شباب الصحوة، فأصبحوا يتطلعون إلى معرفة حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فيما ينزل بهم من نوازل، ومنهم من يتطلع إلى أن يكون فقيهًا أو عالمًا أو مفتيًا ينفع الله به الأمة، ويجلو به الظلم"، بهذه الكلمات استهل الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة -المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم"- الإصدار التاسع عشر للمؤسسة، والذي جاء تحت عنوان: "مع العلم".
وفي الباب الأول من الكتاب والمعنون "من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين"، عرض المؤلف لمفهوم "العلم" في القرآن وعند السلف الصالح، منتقدًا الفهم الخاطئ لمعنى العلم عند بعض شباب الصحوة، ولفت الشيخ العودة إلى أن "طلب العلم الشرعي أصبح من أكبر هموم شباب الصحوة، إلا أن ذلك صاحبته رغبة وعزوف بعضهم عن جوانب من الخير، كالدعوة إلى الله والوعظ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعبادة؛ بحجة الانقطاع إلى العلم والإقبال عليه".
طلب العلم
ثم يعرض الشيخ لطريقتين لطلب العلم، الأولى: "أن يبدأ الشاب أو طالب العلم بالتفقه على مذهب معين من المذاهب المتبوعة، كالمذهب الحنبلي أو الشافعي أو المالكي أو الحنفي، أو غيرِها من المذاهب التي هي مذاهب لأهل السنة والجماعة". أما الطريقة الثانية: "أن يبدأ الطالب -بعد أن يكون أنهى دراسة المسائل على مذهب معين- بالتمحيص والبحث عن الترجيح، وذلك بالقراءة في كتب الفقه المقارن، التي يذكر فيها مؤلفوها الأقوال في المسألة، وأدلة كل قول، ثم الخلوصَ إلى القول الراجح بدليله، ومناقشة أدلة الأقوال الأخرى"، مناقشًا لسلبيات وإيجابيات كل طريقة بأسلوب موجز وممتع، من شأنه الوصول بسلاسة إلى طالب العلم. مبينًا أن المزاوجة بين الطريقتين تجعل طالب العلم أقرب إلى الاعتدال والتوازن.
الشباب المتفقه
وصنف فضيلته واقع الشباب المتفقه إلى صنفين، الأول: "من يتفقه على مذهب معين، ويزدري من يتفقهون على أقوال الفقه المقارن، ويرى أن هؤلاء سوف يضيعون أعمارهم بلا طائل"، والثاني: "من بالغ في نبذ المذاهب، ويعدون كل من تفقه على مذهب معين لم يحصل على علم شرعي، وأنه مجرد مقلد, وأن المنهج الصحيح هو التفقه بدراسة الأقوال في كل مسألة بأدلتها، ثم الخلوصُ إلى الترجيح بمسوغاته. وأفاد الشيخ -حفظه الله- أن التوسط أن يقال: "مع كلٍ من الطرفين بعضُ الحق".
وبهدوء العالم انتقل المؤلف إلى مسألة غاية في الأهمية، ألا وهي: الوسائل التي يستعين بها الطالب في التفقه، وذكر منها أربعة هي: الحفظ، القراءة، التتلمذ المباشر، والبحث. مشيرًا إلى أن هناك بعض السلبيات التي تتعارض مع التفقه السليم، والتي يحسن بالطالب أن يتجنبها، ومن هذه السلبيات: انشغال طالب العلم بالجزئيات عما هو أولى، والولع بالغرائب رغبة في التميز عن الآخرين، والتجرؤ على العلماء نتيجة النظر إلى ظواهر النصوص في بعض المسائل الخلافية.
وسائل التعليم
"إن إقبال الشباب على طلب العلم يحتم على الموجهين والعلماء طَرْق هذه الموضوعات والحديث عنها، وتبصير الشباب بالوسائل والسبل الصحيحة المؤدية إلى تحصيل العلم والمحافظة عليه". بهذه الكلمات يفتتح الدكتور سلمان العودة الباب الثاني من الكتاب والمعنون "من وسائل التعليم"، وذكر منها: الوسائل الفطرية من الذكاء وقوة الذاكرة والحرص "شهوة العلم"، ووسائل التعليم الكسبية ومنها، صحبة الأستاذ، البلغة، وطول الزمن.
ثم يختتم الشيخ سلمان هذا الباب بذكر "بعض الوسائل المهمة في طلب العلم" ومنها: الاجتماع على العلم، والاستفادة من القدرات الشخصية، والاستفادة من إمكانيات العصر، وسؤال العلماء.
أدب السؤال
وفي إطار منهجه الذي رسمه لنفسه في التربية، يناقش الشيخ سلمان -في الباب الثالث والمعنون "أدب السؤال"، بعض الآداب المفقودة، والتي يجب على السائل مراعاتها، حتى لو كان عنده بعض العلم بالشرع، أو بعض المعرفة بالأحكام، وهي: الاختصار في السؤال، ومراعاة مناسبة الوقت في الاتصال، والتأدب في الخطاب، والإيضاح وتجنب الإبهام في السؤال، وعدم ضرب أقوال المفتين بعضها ببعض، وتصحيح القصد من السؤال.
آفات طالب العلم
ويقسّم الدكتور سلمان العودة الآفات التي تعتري طالب العلم إلى نوعين رئيسيين، هما: آفات تعتري طالب العلم في عَلاقته مع ربه، وذكر منها: صلاح الظاهر دون صلاح القلب، والانشغال بالمسائل الفقهية الدقيقة التي قد لا يُحتاج إليها، وأن يتخذ طالب العلم من بعض الأحكام مطية للتخلي عن كثير من الفضائل التي لابد منها لطالب العلم، وضعفُ العبادة، منوهًا إلى مقدار العبادة التي لا ينبغي لطالب العلم التخلي عنه.
أما النوع الثاني: آفات تعتري طالب العلم في علاقته مع الناس، مشيرًا إلى أن بعض طلبة العلم قد ينشغلون بالقراءة والاطلاع إلى درجة العزلة عن الواقع المحيط، ويصبح بعضهم وكأنهم يعيشون في أبراج عاجية. داعيًا طلبة العلم إلى معايشة الواقع، وعدم الانفصال عنه، والالتزام في ذلك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ووضّح ذلك بنماذجَ وصورٍ من اهتمام السلف الصالح في معايشة الواقع.
دور طالب العلم
ولفت المؤلف الانتباه إلى قضية مهمة، وهي أن "العالم أو طالب العلم يتظر من الناس أن يكون لهم دور، والناس ينتظرون من العلماء أن يكون لهم كل الدور، لا بعضُه، وهكذا تضيع الأمور بين هؤلاء وأولئك". ويطرح الشيخ العودة حلاً لهذا الإشكال يتكون من ثلاثة عناصر، هي: أن يكون لدينا جرأة في لوم النفس وتقريعها، والتفاف المسلمين حول علمائهم المخلصين، وأن نتفهّم التنوع الفطري بين العلماء وتفاوت القدرات والمواهب بينهم، وأنهم يتقاسمون الأدوار، ولا يلزم أن يقوم كل واحد منهم بكل الأدوار.
وفي الباب الخامس والمعنون "مزالقُ في طريق الطلب"، يستعرض المؤلف مجموعة من المزالق التي يمكن لطالب العلم أن يقع فيها، مثل: أن يطلب العلم لذاته، وبين أن الإسلام لم يأمرنا أن نطلب العلم لذات العلم، بل علمنا أن نطلب العلم للعمل. ثم يعرض لـ"مآخذ في التعامل مع الوالدين، وفي دعوة الزملاء والجيران، والتعامل مع الزوجة"، إضافة إلى الانشغال بفروع العلم قبل أصوله، والظاهرية في التعامل مع النصوص، والاستعجال في استنباط الأحكام، وأوضح أن كثيرًا من طلاب العلم حظهم من العلم الغرائب، والقضايا التي يكثر فيها الاشتباك، أو التعصب لآراء عالم معين، أو الإغراب في تطبيق السنن، مدعمًا ذلك بمجموعة من الأمثلة التي تساعد القارئ على الفهم والاستيعاب، مع بيان كيفية تجنب الوقوع في مثل هذه المزالق.
آفات وعلاج
وفي الباب السادس ينتقل الشيخ -حفظه الله- إلى ذكر "آفات القراء"، باعتبارهم طلاب علم، حيث يعرض لمجموعة من هذه الآفات مثل: "الكِبر"، شارحًا لمظاهره وصوره وثماره السيئة، و"الكلام فيما لا يحسن"، و"التوقُّر المبكر"، و"الوقوف عند مستوًى معين في العلم"، و"التعصب للرأي"، و"العزلة عن المجتمع وشؤونه وشجونه".
علم وعمل
ويؤكد الشيخ العودة -في الباب السابع، والذي جاء تحت عنوان "اقتضاء العلم للعمل"- على أن "الكلام الذي نسمعه في خطب الجمع، وفي المحاضرات، أو نقرؤه في الكتب من كلام الله تبارك وتعالى، أو من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، أو من كلام أهل العلم والوعاظ والمهتدين، يجب أن نتنبه إلى أنه إما أن يكون حجة لنا أو علينا. وهذا يجعل الإنسان -من جهة- حريصًا على استماع المواعظ والحضور إليها، ويجعله-من جهة أخرى- حريصًا على أن يفهم ما يقال فيها، وأن يطبق ما يقال؛ ليكون الكلام حجةً له لا عليه".
ثم يعرض المؤلف لأنواع الوعاظ والمرشدين الذين تحتاجهم الأمة، وهم نوعان، النوع الأول: الواعظ الذي يعلمنا ما جهلنا، النوع الثاني: الواعظ الذي يذكرنا بالاستفادة من الأشياء التي نعرفها من قبل.
عالم الشرع
وتحدث المؤلف في الباب الثامن عن "عالم الشرع بين الواقع والتمثيل"، مقارنًا بين علماء السلف الصالح رضي الله عنهم، والعلماء الذين جاءوا في العصور التالية. وأنه "كلما تقادم العهد بهذه الأمة وبعدت عن المنابع الأصيلة، وطال عليها الأمد، ضعف هذا الأمر، وقل العلماء العاملون المخلصون، وبهتت الصورة التي كان عليها العالِم المسلم في عهود السَّلَف الصالح رضي الله عنهم أجمعين؛ ولذلك تحتاج الأمة بين آونة وأخرى إلى أن تستحضر صورة هدي ما كان عليه أولئك العلماء؛ ليكون حافزًا لها على السير على خطاهم وتقفِّي آثارِهم".
وقدم الشيخ العودة ثلاثة جوانب، مع بيان الفرق فيها بين ما كان عليه علماء السلف الصالح، وما آل إليه الأمر في هذا الزمان، وهذه الجوانب هي:الاستمرار في تحصيل العلم، والتأثر بالعلم والعمل به، والقوة في الحق.
وبين الوسائل المادية الميسرة لطلب العلم في العصر الحاضر، وميزات طلب العلم عند السلف، مع عرض جوانب من هدي السلف في طلب العلم، في أسلوب رائع ممتع مدعم بالأمثلة الواقعية والتاريخية.
نهضة إصلاحية
وفي الخاتمة يشير الشيخ سلمان العودة إلى أن الأمة بحاجة إلى نهضة إصلاحية تربي طلابًا يتميزون بمجموعة من الصفات منها: العلم المربوط بالدليل الشرعي، والجمع بين العلم والعمل، ومعرفة الواقع ومعايشته، وأن يتربى طالب العلم على الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
______________________
المصدر : موقع الإسلام اليوم fiogf49gjkf0d |