fiogf49gjkf0d اضغط الزر وانطلق.. قصص للنجاح
هل لاحظت كيف يمكن أن يزيد انتباه الحضور إليك فجأة عندما تبدأ حديثك فى اجتماع عمل بسؤال الحضور عن طبيعة العلاقة بين طيور البطريق التي ترتعد برداً في القارة القطبية وبين العمل الجماعي؟ أو عندما تتوقف لتقول العبارة المألوفة للجميع: “دعوني أخبركم بقصة مثيرة وشيقة”؟
دائماً ما تثير القصص والحكايا انتباه الجميع، من هذا المنطلق جاء كتاب “اضغط الزر وانطلق - قصص مضمونة النتائج في مجال العمل، تشعل الحماس، وتثير الاهتمام والتسلية” للمؤلف “روبين سبكيولاند”، والذي أعده ليزخر بالعديد من القصص القصيرة الرائعة والحكايات التحفيزية المثيرة والمميزة، التي يستطيع القادة والمدربون والمديرون التنفيذيون استخدامها في خطبهم واجتماعاتهم وعروضهم التقديمية، عند الحديث عن الإدارة وتحديث العمل وتطوير الذات.
فإذا أردت - والحديث لشيماء جابر في أراجيك - طريقة جديدة لإثارة حماس فريق العمل وتحفيز الموظفين، أو للاستحواذ على انتباه جمهورك أثناء عروضك التقديمية وتقاريرك الدورية، وإضافة الجاذبية على الأساليب التي تتواصل بها مع الآخرين فهذا الكتاب سوف يساعدك على تحقيق ما ترنو إليه، ويلهمك العديد من الأفكار.
كان النصيب الأكبر من القصص مختصّاً بالجوانب الإدارية؛ القيادة، الاستراتيجية، التواصل، التحسين المستمر، بالإضافة إلى قصص أخرى في مهارات كسب العملاء والتعامل الأمثل معهم، وكل قصة تنتهي بإضافة جميلة تلخص الهدف من السرد، كطرفة أو ملحوظة ساخرة أو معلومة إضافية أو اقتباس، في بعض الأحيان تكون هذه الإضافة ظريفة، وفي بعض الأحيان تكون مثيرة للتأمل والتفكير، ولكنها دائماً إضافة.
أما عن “روبين سبكيولاند” مؤلف الكتاب فقد عاش وعمل في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا، وبدأ عمله في آسيا، وحصل على درجة ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة سنغافورة الوطنية. كما أنه مؤسس ورئيس مجموعة الفكر الإداري، وهو منظم أحداث رائعة، ومتحدث عام مثير للاهتمام، ومؤلف للعديد من الكتب والمقالات.
كما أنه المدير التنفيذي لشركة “بريدجز بيزتس كونسلتانسي” الدولية، وهي شركة متخصصة في تطبيق الاستراتيجات، وقبل تأسيس هذه الشركة عمل نائبًا لرئيس “سيتي جروب” في منطقة آسيا والمحيط الهادي.
هذا ويقول المؤلف عن كتابه هذا: “إنه واحد من الكتب المرجعية، التي لن يتراكم التراب فوقها على رف مكتبتك.”، وأؤكد لك عزيزي القارئ أنه صدق في ذلك، فقد جاء الكتاب لطيفاً وخفيفاً لأقصى درجة.
حيث يحتوي على 107 من القصص القصيرة الهادفة المتنوعة المحفزة والمشوقة، التي تشعل الحماس وتثير الاهتمام. كان النصيب الأكبر من القصص للجوانب الإدارية؛ القيادة، الاستراتيجية، التواصل، التحسين المستمر، بالإضافة إلى قصص أخرى في مهارات كسب العملاء، والتعامل الأمثل معهم.
هذا وقد جاءت النسخة المترجمة للعربية من إصدارات “مكتبة جرير للنشر”، هذا ويتكون الكتاب من سبعة فصول، كل واحد منها يركز على جانب مختلف من جوانب العمل، كالتالي:
الفصل الأول: توجه عقلي جديد، ويضم قصصاً عن الأفكار الإبداعية.
الفصل الثاني: التحسين المستمر، ويضم قصصاً عن التطوير وأساسياته.
الفصل الثالث: توقعات العميل، ويضم قصصاً عن خدمة العملاء.
الفصل الرابع: القيادة، ويضم قصصاً عن الإدارة ومهاراتها.
الفصل الخامس: الاستراتيجية، ويضم قصصاً عن خطط العمل وكيفية تنفيذها.
الفصل السادس: الرؤية والقيم، ويضم قصصاً الأهداف العامة وقياس مدى تنفيذها.
الفصل السابع: التواصل، ويضم قصصاً عن أهمية الصدق والعاطفة في التعامل مع الموظفين والجمهور أو العملاء أو الشريحة المستهدفة لسلعة ما.
هذا ويحفل الكتاب بالعديد من قصص الناجحين التي تثير الاهتمام والتسلية وتشعل نار الابتكار والحماس والدافعية، وتؤكد أن الإصرار والمثابرة والقدرة على اقتناص الفُرص أساس كل نجاح.
فقد أورد الكتاب قصة موقف محرج تعرض له “فرانك ماكنمارا- Frank McNamara” عندما نسي نقوده في أحد أيام عام 1950، ووجد حرجاً عندما أراد أن يدفع حساب العشاء، ففكر في ابتكار بطاقة ائتمان؛ لتسهيل التعاملات المالية.
وهناك قصة “تيد تيرز – Ted Turner” الذي تجاهل ما توصلت إليه الأبحاث، وخالف جميع المعارضين الذين قالوا عام 1980 إن شبكة تلفزيونية مخصصة للأخبار على مدار 24 ساعة في اليوم لا يمكن أن تنجح، وقام بعدها بسنوات بإنشاء شبكة (CNN) الشهيرة.
كما اشتمل الكتاب على موقف لا ينسى عندما تمت دعوة “تشرشل – Churchill” لإلقاء خطبة في حفل تخريج في الجامعة، فصعد علي المنصة، ونظر إلى الحضور، ثم قال: “لا تيأس.. أبداً.. أبداً.. أبداً” ، ثم نزل عن المنصة بهدوء.
وروى المؤلف حكاية “راي ماير – Ray Mayer” مدرب كرة السلة في جامعة دي بول، الذي فاز فريقه في 42 موسماً متتالياً، وفي الموسم الذي خسر فيه سأله رجال الصحافة عن رأيه فيما حدث فقال: “رائع.. الآن نستطيع أن نبدأ التركيز على الفوز بدلاً من التركيز على عدم الخسارة! “.
وروى المؤلف هذه الحكاية التي تدل على أهمية السير في الاتجاه الصحيح، وقال: “كان هناك رجل يسير بحثاً عن جبل الأوليمب، وأثناء رحلته قابل سقراط، وطلب منه بعض النصح والتوجيه، رد عليه سقراط قائلاً: إذا أردت فعلاً أن تصل إلى جبل الأوليمب فقط تأكد أن كل خطوة تخطوها تقودك في اتجاهه.”
أما عن اقتناص الفُرص فقد أورد المؤلف قصة يقول فيها إنه تم إرسال بائع أحذية أمريكي في مهمة تستغرق أسبوعين إلى إحدى الدول النامية؛ ليرى إن كانت هناك أيّ إمكانية لإقامة أعمال فيها، فاستقل البائع الطائرة وجاب الدولة لمدة أسبوعين، ثم عاد ليخبر رئيسه: “أيها الرئيس، لا توجد لنا أي فرصة في هذه الدولة، إنهم لا يرتدون أيّ أحذية هناك على الإطلاق! “.
كان الرئيس رجل أعمال ذكياً، وقرر أن يرسل بائعاً آخر في نفس المهمة إلى نفس الدولة، استقل البائع الطائرة في رحلة مدتها أسبوعين، وعندما عاد أسرع من المطار إلى شركته مباشرة ودخل إلى رئيسه والحماس يملؤه: “أيها الرئيس، لدينا فرصة رائعة لبيع الأحذية في هذه الدولة، فلا يوجد أحد يرتديها بعد!".
فانظر إلى يقظة البائع الثاني، واغتنامه تلك الفرصة، التي لم يرَ فيها البائع الأول أي نجاح أو فرصة تميز، فربما تعبر الفرص أمام واحد من الناس فلا يفطن إليها، بينما لا يلبث آخر أن يقتنص تلك الفرصة بمجرد ظهور طرف منها وليس كلها.
ونسرد إليكم بعضاً من الدروس الإدارية والقصص الشيقة لكبار رجال المال والأعمال عالمياً، والتي وردت في صفحات الكتاب
توماس إديسون – Thomas Edison
2من القصص التي تضمنها الكتاب قصة نجاح (إديسون)، والذي استمر يعمل رغم العديد من الصعاب والمحاولات الفاشلة، بدرجة عالية من التفاؤل، حتى أنه في صباح أحد الأيام أسرع إليه أحد تلاميذه؛ لينقل له خبر احتراق المصنع، وقال له:
“ماذا سنفعل؟! لقد أتت النيران على المصنع، وسوته بالأرض، لم يعد لدينا مال ولا تأمين” وهنا توقف إديسون لثانية من الوقت، ثم قال لتلميذه: “يا لها من فرصة رائعة لبناء المصنع بالطريقة التي نفضلها! “
بيل جيتس – Bill Gates
3في سن الخامسة والثلاثين، كان “جيتس” قد كون ثروة تزيد عن 5 بلايين دولار، أما اليوم فإنه يعد من أغنى الرجال في العالم، وتقول عنه صحيفة نيويورك تايمز: ” كشاب صغير تمكن بيل جيتس من رؤية المستقبل وأصبح مليونيراً “.
تخلف “بيل جيتس” عن دراسته في جامعة هارفارد؛ لكي يتمكن من كتابة برنامج كمبيوتر لجهاز “ألتير 8800?، وكانت هذه هي بداية شركة مايكروسوفت العملاقة.
الكثيرون من الناس لا يعرفون أن مايكروسوفت لم تكن شركته الأولى، فقد قام بإنشاء شركتين قبلها عندما كان في الرابعة عشر من عمره، لم تدم هاتان الشركتان سوى القليل، ولكن بمرور الوقت ورغم أنه كان بدون شهادة جامعية فإنه أصبح رئيس أسرع شركات البرامج نمواً في العالم، والتي يعمل فيها أكثر من 8000 موظف، فقد كان يعمل على التنافس ليس في سوق اليوم، بل في سوق الغد!
هنري فورد – Henry Ford
4ويذكر المؤلف أيضاً قصة “هنري فورد” الذي كان مصمماً على بناء محرك سيارة يضم ثماني أسطوانات، وأجمع كل المهندسين على أن مثل هذا المحرك لا يمكن بناؤه بنجاح أبداً، ولكنه أصر على رأيه، وبعد عدد من المحاولات نجح في ذلك! لم يكن “فورد” رجلاً متعلماً من الناحية الأكاديمية، ولكن كانت لديه نقاط قوة أخرى، وكان العزم والتصميم من بينها.
ويحكي الكتاب أنه عندما كان “فورد” ينوي تعيين أحد المديرين الجدد فإنه كان يأخذه معه لتناول الغداء أولاً، إذا أضاف المدير المرتقب الملح إلى الطعام بدون أن يتذوقه أولاً، فإن (فورد) كان يرفض تعيينه.
فقد كان يعتبر أن هذا دلالة على أن المدير المرتقب سيقوم بتنفيذ الخطط الجديدة قبل أن يختبرها أولاً. هل ترى ذلك متطرفاً بعض الشيء؟ حسناً، ضع في اعتبارك أن “فورد” كان أول ملياردير في أمريكا!
توم واتسون – Tom Watson
5لقد جسد “واتسون” ثقافة شركة أي بي إم في قراراته عندما كان قائداً لها، فذات مرة، ارتكب أحد المديرين التنفيذيين الناشئين خطأ رهيباً كلف الشركة حوالي 10 ملايين دولار، تم استدعاء المدير الصغير إلى مكتب “توم واتسون”..
نظر المدير الصغير إلى رئيسه وقال له: “أعتقد أنك تريد مني تقديم استقالتي، أليس كذلك؟! “، عندها نظر إليه توم واطسون، وقال له: “بالطبع لا يمكن للشركة أن تستغني عنك، لقد أنفقنا للتو 10 ملايين دولار في تدريبك”. العبرة هنا في إعطاء فرصة أخرى للمخطئين، فربما يجعلهم ذلك حريصين أكثر ويزيد من ولائهم للشركة لأنها أبقت عليهم ولم تفصلهم.
كما أورد الكتاب قصصاً لأشهر شركات وادي السيليكون، التى بدأت أعمالها من جراج السيارات، كـ فورد، أبل، هيولت باكارد.
هذا وقد اختتم المؤلف بمقولة مهمة لـ “فيكتور فرانكل” يقول فيها: “لا تهدف إلى تحقيق النجاح، فكلما جعلت النجاح هدفاً لك أخفقت في تحقيقه، فالنجاح مثل السعادة لا يمكن أن تلاحقه، وإنما يجب أن يأتي هو إليك؛ كنتيجة لما تقوم به! “. fiogf49gjkf0d |