تمت الإضافة بتاريخ : 04/11/2015
fiogf49gjkf0d

صناعة الحياة

 

محمد بن أحمد الراشد

الولاء ناموس الكون:

السلوكيات البشرية تماثل السلوك الذري:

• الولاء يتكرر ( أصل ظاهرة القيادة في الحياة البشرية).

• إذا ازداد الموالون في عمليات التجميع الواسع ، أصبح التفلت أكثر حدوثاً ، فيسيطر نوع من القلق على العلاقة.

• صانع الحياة يتبعه عدد من الناس يتناسب مع مقدار علمه وقوة مكانته.

• ظاهرة الحلف في الحياة البشرية والحيوانية:يكون التحالف مع الشبيه والقرين والقريب.

على الولاء والطاعة جميعاً:

فالشمس ربطت ببقية الكواكب ، وأسراب الطيور المهاجرة لها قائد ، والحياة النظامية في خلايا النحل والنمل .

فانح هذا في فهم أسرار الخلق.

دقة في التعامل ....... وسرعة في الأداء:

الإيمان حي ، يؤثر بإذن الله وهو باق ، وفي يوميات الحياة شواهد كثيرة وقصص تدل على أن الله تعالى يدير كل حركة من المعنويات كما دبر كل ذرة وجرم من الماديات ، وحركة الحياة مراقبة موزونة ، وكل حركة مقدرة تقديراً ولا تسير بفوضى.

والتماس دلال هذا التوحيد تنطبق بها أحوال العبد في الساعات التي تلي فعله للحسنة والسيئة كما كان بعض السلف يقول : (إني لأعرف طاعتي من معصيتي من خُلُق دابتي).

النهاية يحتكرها المؤمن والمصلح والمظلوم:

هل رأيت أحدا سار على سنن العدل ثم ساءت أموره ؟ لم نر ذلك في فرد أو حكومة.

وكم من رهط مؤمن عجز عن دفع ظلم يقع عليه فينجيه الله ويبطش بالظالم ، تصديقاً لميزان {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا }الحج38

ويرزق من يشاء قرائن تخبره خبر الغد:

(ظاهرة السيطرة المستقبلية) الله تعالى مالك الملك والغيب والزمان ، وإذن بعض خلقه أن يعلم بعض العلامات والقرائن على ما يحدث في المستقبل من غير جزم إذا لا يعلم الغيب إلا الله ومن سبل هذا العلم:

1.الرؤيا الصالحة.

2.الفراسة.

3.الإلهام الرباني للعبد المؤمن.

4.حديث النفس التي طالت استقامتها واعتادت الطاعة.

5.الفأل الحسن.

6.معرفة علامات الدعاء المستجاب.

7.معرفة علامة قبول الله تعالى لتفويض العباد إياه وتوكيلهم له سبحانه في أمورهم.

نشتق فقه الدعوة من صفات الخَََلق وموازين القدر:

بتسخير المؤمن لظاهرتي (الولاء) و (حركة الحياة) لخدمة مقاصده الخيرية وبتعليم الله تعالى له سبل (السيطرة المستقبلية) يستطيع بإذن الله أن يصنع الحياة بالطريقة التي يؤديه إليها اجتهاده أن الله يريدها ويحبها.

فبهذه النظرية الثلاثية، نصنع الحياة باستثمار الولاء، وبمعرفة دور القَدَر في معركة الحياة والتصدي لقدر الخير بفعل الخيرات وبتحديد المستقبل والسعي الهادف له.

فريق البناء

مقدمة:

*أنا مسلم ، فلم لا أكون بؤرة ومحوراً ومركزاً ؟ ولم لا استقطب الناس حولي؟

*إذا كان حجم الولاء الإيماني للمؤمنين في المجتمع مقابلاً لحجم الولاء الجاهلي فقد أذنت لهم الغلبة في الصراع . بل إذا كان الثلث فالمؤمن منصور بإذن الله.

*صناع الحياة ينسقون عملهم وينظمونه .

* إذا كان المسلم اسبق وأقوى وأكثر تفنناً في صناعة الحياة :دارت في فلكه وتبعته.

* وإذا كان الفاجر امهر وأيقظ وأفصح في صناعة الحياة سارت خلفه.

* الولاء اعم من الطاعة واهم أركانه: أن يتحرى الموالي المصالح فيجلبها لمن والاه ويدفع عنه الضرر ما استطاع ، وينصره حين الحرج بالقول والفعل والحال ، ويحفظ سره من دون التزام قاطع مسبق ، ولكنه قد يتحمس الموالي فيمنح من والاه في ساعة العسرة أكثر مما يمنحه المبايع المطيع.

* كل صاحب مهنة ذي مهارة فيها يمكنه أن يكون صانعاً للحياة ومحوراً تدور حوله أعداد كبيرة من الناس ويتحلقون في ولاء قد يتعاظم إلى طاعة. مع العلم أن الشخص الموالي قد يتعدد التأثير عليه من عدد من صناع الحياة المؤثرين في الآن الواحد.

والأمثلة التي توضح ذلك :

(أ) بركة العلم الشرعي وأثره الثقيل:

1.العالم الشرعي من صناع الحياة: إذا تجرد وتعب في تربية نفسه وأطال السهر وحنى الظهر.

2.رواد الفكر الإسلامي من صناع الحياة:بالتعريف بالإسلام وخصائصه.

3.الوعاظ من صناع الحياة:ومهمتهم الضرب على الوتر العاطفي وتحريك المشاعر وإنهاض الهمم وتناول حديث الجنة والنار.

(ب) حروف ومنظار ومشرط:

1.شعراء الدعوة وكتاب القصص من صناع الحياة: لأن بعض الناس عقلاني يقتنع بالمنطق والتأصيل وكتابة قصص تحتوي على جمل تستقر في القلب.

2.الفلكي في مرصده من صناع الحياة: حيث يصبح عين من أعيان الأمة حري أن قال أن يجاب ، وسيدعى في المدارس وغيرها ليتكلم وكلهم يسمعون وكأن على رؤوسهم الطير ، وسيؤذن في مرصده كما يؤذن الواعظ في منبره.

3.الأطباء من صناع الحياة: في تخصصات مختلفة مثل القلب والدماغ وغيرهما ، حيث يجري الجراح 1000 عملية خلال عشر سنوات ومع كل عملية يشكر أبناء المريض وأصدقاءه وغيرهم وتتوطد بينهم علاقة ، وهو خلال ذلك يؤذن فيهم أن امنوا.

(ج) صفحات الجمال تُهدي نفحات الاجتهاد:

المهندس المعماري من أهم صناع الحياة: تعادل العقلانية والعاطفية في الأداء الدعوي يلزمه الاقتران بالمعايير الجمالية التي بها استواء الصناعة الحيوية.

إن مدينتنا الفاضلة تبنيها أبيات الشعراء وتضع قوانينها طوائف الفقهاء وتلألأت بلمسات فنون العمارة لتكون وحدة متجانسة بمادتها ومعانيها.

(د) بين صَرِير القَصَبة ..... ورَنَّة الذَهَب:

1.الخطاطون من صناع الحياة: الخط من أهم وسائل الفن الإسلامي النظيف والخطاط يمتع أنظار الناس باستدارة العين واستقامة الألف وتداخل الهاء وامتداد السين وركوع الكاف وسجود الراء وانفتاح الدال ، وينقلهم من ثلث إلى ديواني ومن تعليقات فارس إلى أعمدة الكوفة.

والزخرفة من قبل ذلك وبعده تتفجر بين يديه وتمتد إلى حيث اللانهاية.

فان شغله هو الحرص على تكييف اعماق الذات من خلال حركات ظاهرة فهو مسلم ولَعُه إنطاق حروف آيات الإسلام ودُرر قول نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام ووجهته تربية ذوق رجال الإسلام وغايته جلاء جمال الإسلام ومصب أحباره وألوانه في وادي الإسلام فهو للإسلام ومن الإسلام وبالإسلام.

2.الكشف عن الآثار: صنعة المؤمنين أيضا. فان المحافظة على الاثار الاسلامية وابرازها تغرس في النفوس احترام الاسلام في اللاشعور.

3.الكشف عن آثار الظالمين: فيه موعظة للناس بالمنظر الشاخص أن:إياكم أن تظلموا ! حيث في جثة فرعون الناجي ببدنه أية رادعة ودليل إعجاز.

الراعي الذي ظهر بمكة صلى الله عليه وسلم بعيداً عن العروش والبلاطات والفلسفات التعميمية، فأشار وخصص، وارشد المستضعفين، فاهتزت أركان الجبابرة، وتحطمت الطواغيت.

إن اكتشاف الدعاة لإبعاد نظرية صناعة الحياة هو سطر في إعلام انتصار الدعوة الإسلامية في الربع الأول من القرن الخامس عشر.

4.الفيلسوف من صناع الحياة: لا بد أن نقول للناس خبر أرسطو وسقراط ، وان دعوة لا تملك ثلاثة باحثين في الفلسفة مع فيلسوف مبدع على رأسهم هي دعوة لا يمكنها أن تؤثر في جميع المثقفين.

ولماذا نشطب بجرة قلم سهلة على كل المتأثرين بالثقافة الغربية؟ ألا يجوز أن نفترض أنهم ضحايا وان نحدثهم بلسان يفهمونه؟

5.النسّابة (العالم بأنساب القبائل والعوائل وشجرات الشرف) من صناع الحياة: فالناس يحتاجونه ويأنسون به والدعوة تحتاجه بعد ما تعمدت التربية الحديثة طمس أنساب الناس.

حيث إذا اجتمع النسب الشريف مع العمل الصالح فنعما هو.

ووجدنا بالاستقراء الاجتماعي أن الأخلاق الطبيعية الأساسية هي أوفر لدى أبناء العائلات العريقة ، من شجاعة وكرم ووفاء وعدم غدر وصدق مع أنهم يتلبسون بمنكرات من زنا وشرب خمر إلا أن هذه سيئات طارئة يمكن التوبة منها من قريب ، وإنما البناء في الحياة :بناء تلك الأخلاق الأساسية.

6:التاجر المسلم من صناع الحياة:ونعم الصناع هم بل هم صناع الصناع ،وعلى خطة الدعوة أن تتوب توبة نصوح من إسرافها القديم في تعليم الدعاة كراهة المال وحب الوظائف الحكومية.

* كلنا يجيد سب اليهود الذين استحوذوا على الأموال والأسواق، ويضجر من الأقباط... إذا كان منهم السبق إلى المال ، ولكننا لم نحسن غير المسبة.

* بدل أن تلعن الظلام أوقد شمعة.

* يجب أن نزيح الفاسقين ونحل بدلهم على نظرية الفيزياء في الإزاحة والإحلال.

* قوة الاقتصاد الإسلامي ستكون عاملاً من عوامل قوة الدعوة الإسلامية ، إضافة إلى اطمئنان المسلمين في التعامل مع سوق إسلامي وإضافة إلى ما سيشيعه رجل المال المسلم من معنويات في النفوس وأذان في المسلمين أن كونوا أقوياء وزاحموا بالمناكب ، فان قوة المال ستكون في خدمة الأمة والدعوة والسياسة والفكر.

* نعم ، سبقت حصيرة في الميزان ناطحة سحاب ، لكنها الناطحة النفاقية الفاجرة ، أما حين تنطح السحاب استمداداً من عزها الإسلامي وشموخها بالعفاف الإيماني فإنها تسبق مليون حصيرة.

* لنترك المنطق غير المسؤول ، فقد آن نكتسب بعض الوعي وان نتعلم بعض إسرار الحياة.

* لا بد أن ننزل إلى ميدان الصناعة والزراعة والعقار والاستيراد والتصدير، وبخاصة في البلاد الحرة التي لا ينال أموالنا فيها ظلم، وفي العالم الفسيح متسع للاستثمار.

* كن حمالاً في السوق، لكن قرر مع أول خطوة لك أن تصير تاجراً أو عقارياً أو مدير شركة، فستصير وتصل بإذن الله. المهم تصميمك وان لا تستطيب جلسة الوظيفة الحكومية.

* قرر قبول الجوع سنة تأكل الخبز بالخل ، هذا هو المهم ، إذ ستأتيك الأموال من بعد.

(هـ) معادلة المال والعلم والجمال تجعلنا الأكفاء: وهكذا أهل العلوم والفنون والمهن الأخرى.

• هكذا الفيزيائي الذي يشارك في بحوث الذرة والليزر ويكون فخر الناس في بلده أو لدى أبناء الأمة الإسلامية عموماً.

• المدرس في المدرسة الثانوية الذي يبني أساس العقول والمعنويات لدى الجيل الصاعد.

• الأستاذ الجامعي الذي يملأ الأسماع ببحوثه ومحاضراته ، والمؤرخ ، والاقتصادي المنظر ، والخبير النفطي.

• المجاهد في ارض الثورات، والإعلامي الجري المبتكر، والفنان المصور بالكاميرا، والرسام التجريدي، والمهندس المخترع، وخبير المخطوطات، إلى ألف تخصص ومهنة.

• حتى أصحاب الصوت الجميل الذين يتلون القرآن ، فإنهم سبب استرواح أنفس المؤمنين ، وتغمر سامعيهم السكينة.

• أن نظرية صناعة الحياة في خلاصتها هي تنبيه لضرورة إمساك الدعاة بمصادر القوة العلمية والمحركات العاطفية والجاذبية الجمالية والتسهيلات المالية. إنها نظرية القدوات ، والنقاط الجامعة ، والبؤر اللامعة.

التقعيد الجامع

• كانت الحياة الإسلامية زمن النبي صلى الله عليه وسلم تعتمد على طبقات من الإتباع مثلما تعتمد على وزراء النبي صلى الله عليه وسلم وبقية العشرة المبشرين وقادة السرايا وفقهاء الصحابة. ففي صحيح البخاري عن سهل بن سعد قال :

( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى امرأة : مري غلامك النجار يعمل لي أعوادا اجلس عليهن ).

وفي الصحيح أيضا ( أن رجلاً اسود وامرأة سوداء كان يقم المسجد فمات، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقال: مات. فقال : أفلا كنتم آذنتموني به؟ دلوني على قبره أو قال : قبرها ، فأتى قبرها فصلى عليها).

فالسوداء الضعيفة جزء من الحياة الإسلامية.

فصانع الحياة يتميز بقدرته على توظيف طاقات أخرى معه أيضا.

 

* هي خصائص النفس منذ الآف السنين:

قابلية النفس الإنسانية على التأثر بالمسموع والمنظور ، مما جعل أهل التأثير في محاولات دائبة مستمرة لتجويد كلامهم وتكلف إبداء مناظر ذات مدلول خاص يلتقي مع العقيدة التي يروجون لها.

وكل صناع الحياة يستطيعون الانطلاق من حقائق الظاهرة التربوية لتكثيف وتقوية أثار بصماتهم الخاصة في الحياة العامة.