تمت الإضافة بتاريخ : 08/06/2015
fiogf49gjkf0d

الشباب كنز الأمة المخبوء لوقت الحسم

 

إسلام أحمد

أكد الداعية د.عصام الروبي، أن الشباب مرحلة الحرث والجد والاجتهاد، ويحصد لاحقًا ما اجتهد فيه طوال تلك الفترة، موضحًا أن الشاب إن لم ينل حظًا وافرًا من التعليم وحسن الثقافة في هذه المرحلة فمتى يتعلم؟ وإذا لم ينتج ويزرع في تلك الفترة فمتى يفعل؟ مشيرًا في حواره مع "الوعي الشبابي"، إنه يهتم خلال مناقشته مع الشباب بموضوعات الرقائق التي تأخذ بقلوبهم نحو الرقة وتحببهم في رحمة الله، فإلى نص الحوار:

 

لك العديد من البرامج التي تناقش قضايا الشباب. ما مدى ارتباطك بهم؟

أولًا، سني من سنهم، حيث ولدت عام 1977، مررت بمرحلة الشباب وعشتها ولقيت ما يلاقونه الآن من بعض الأمور، فبذلك أنا على دراية بما يدور عليهم، ولا بد أن نعلم أن الشاب إن لم ينل حظًا وافرًا من التعليم وحسن الثقافة، فمتى يتعلم؟ لأنه في زمن الحرث، ويحصد ذلك حينما يمر به العمر وينتقل إلى فترة الشيخوخة، ولذلك فالرحمن ما بعث نبيًا برسالة سماوية إلّا وقد جاوز سنه الأربعين حيث قال تعالى: "وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىآتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ"، مما يدل على النضج الفكري والثقافي والمعرفي وفي كل جوانب الحياة، وهذا النضج لا يكون إلّا بعدما يمر الإنسان بفترة شباب لاقى فيها ما لاقاه من الأسى والفرح والسعادة وغيرها.

ويقول العلماء عن فترة الشباب إنها أغلى ما يملك الإنسان في حياته، ولذلك إذا استثمرها جيدًا كان من الصالحين، فبشرنا نبي الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف بقوله: سبعة يظلهم الله بظله، وذكر فيهم الشاب الذي نشأ في عبادة الله، كما نرى أن الله سبحانه وتعالى، أشار لنا إشارة كبيرة في قوله: "وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ? إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"، وفيها معنى آخر غير الواضح وهو المراد، وهو إحياء الأرحام في فترة الشباب بالنسبة للمرأة، وبالتالي الرجل والمرأة سواء بسواء، لا بد أن يجتهدا في سبيل حسن العمل والعلم والثقافة والمعرفة، لإدراك وعي التنشأة المناط بكل شيء.

كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله الشريف "لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ منها عَن عُمُرِه فيما أفناهُ"، فهل قام في شبابه خير قيام فأدى ما عليه من حقوق وواجبات نحو وطنه ومجتمعه، وقبل كل شيء نحو ربه ودينه؟ أم أنه تخاذل وتكاسل وتباطأ؟ وقدوتنا في ذلك الرسول، حيث عاش شبابه شأنه شأن أي شاب، إلَّا أنّ الله حفظه من كل مكروه وسوء، فلم يسجد لصنم ولم يشرب خمرًا، ولم يفعل فعلًا من أفعال الجاهلية، كونه معصومًا قبل النبوة وبعدها، واستثمر شبابه، وتاجر في مال السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، كما كان يرعى الغنم وهو شاب، وقام بمسؤولية الشباب في النصح والتوجيه والتقويم والإرشاد.

والنبي وظف طاقات وقدرات الشباب نحو العمل الجاد، فنرى أنه ولى إمرة الجيش لأسامة بن زيد رغم أنه كان شابًا، وكان دونه في إمرته سيدنا عمر بن الخطاب وكبار الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، ولكن الرسول أبى إلّا أن يستخرج من الشباب قوة سواعدهم لأنهم عمدة الأوطان.

وقال الله تعالى: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ"، إذن فالله سماها بمرحلة القوة في كل شيء، العقلية والبدنية والنفسية والعلمية والعملية، وبالتالي جعلها الله بين ضعفين، بين مرحلة الطفولة والشيخوخة، كما أشار إليها إشارة واضحة، ويجب أن تستثمر استثمارًا جيدًا، في كل شيء.

 

ما أبرز الموضوعات التي ناقشتها ولاقت صدى بين الشباب؟

الموضوعات التي يتقبلها الشباب بقبول حسن هي موضوعات الرقائق التي تأخذ بقلوبهم نحو الرقة التي تحببهم في رحمة الله الواسعة، أظن أنه ليس من الحكمة أن نتكلم مع الشباب وهم في فترة القوة والعنفوان عن مظاهر الترهيب والتخويف، فالشاب أحوج ما يكون أن نحببه في ربه، ونعلمه كيف يحب دينه ونبي الله، ومجتمعه ووطنه، كما أحدثهم في الأمور التعبدية، وكيف يكون شاكرًا وصابرًا ومحسنًا من الناحية المعاملاتية، وكيف يكون بارًا بوالديه، وكذا علاقة طيبة مع جيرانه وأرحامه، ومطيعًا لرؤسائه.

 

وما أبرز المخاطر التي تهدد الشباب المسلم في الوقت الحالي؟

هنالك عقبات كثيرة تهدد الشباب، أولًا مسألة الإلحاد التي أطلت برأسها الخبيثة على الشباب، ولابد أن نتصدى لها وأن نضرب بيد من حديد على أيدي هؤلاء العابثين الذين يقولون إنه لا إله وإن هذا الكون خلق عبثًا، وأيضا التطرف الفكري الذي ينشأ نتيجة التفقه من بعض بطون الكتب أو عدم التفقه على يد عالم، أو سوء فهم النصوص الإسلامية فهمًا صحيحًا، أو الجهل المركب؛ كل هذا يؤدي إلى التطرف، وبالتالي علينا أن نجفف منابعه، والأزهر عليه أن يتبوأ مكانته ويقوم بها خير قيام في أن ينشر العلم الديني الوسطي المعتدل، كما أقترح تدريس مادة القيم الحضارية في الصفوف الأساسية لكل طلاب المدارس وطالباتها، وأن تُفعل على أرض الواقع حتى نستطيع أن نحارب القيم السلبية وأن نغرس في الناس أخلاقيات الإسلام المثلى.

 

كيف يقي الشباب أنفسهم من الإحباط والتشاؤم؟

الأمر يتوقف على الإيمان، فإذا كان لديهم إيمان قوي بحرارة متمكنة في القلب، فنعلم أن نفس هذا الشاب ستكون سوية، راضية، مرضية، حرة، عزيزة أبيَّة، ولا يمكن أن يتسلل إليه الجزع أو الخوف أو القلق، أو الاكتئاب أو التقلبات المزاجية، بينما أي شاب يُسرف على نفسه وينحرف في المسار اللاأخلاقي ويتعدى حدود الله، ويحرم على نفسه ما أحل الله أو يحل ما حرم الله، ولا يحفظ الله تعالى حدوده يُصاب بتقلبات مزاجية عالية، وحالة من القلق والضيق والنكد والكرب، وصدق الله تعالى إذ يقول "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى".

ومن المعلوم أن أي إنسان يبتعد بنفسه عن منهج الرحمن يعاقبه بعاقبين مريرين: الأول، أن الله تعالى ينساه؛ حيث قوله "نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ"، والثانية أن الله ينسيه نفسه، بدليل قول تعالى "وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ? أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ".

 

وكيف ترى تفريط كثير من الشباب في القرآن الكريم والسنة النبوية والالتهاء بأشياء لا فائدة منها؟

هنالك بعض الشباب من يضيع دينه ويعصي ربه ويقتل نفسه عابثًا بأنه لم يُحسن استثمار وقته، فأعظم نعمة أنعم الله بها على الإنسان بعد صحته هي الوقت، فيقول الرسول: "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ"، فالوقت قيمة حضارية عليا من قيم الإسلام، فأقسم الله بالزمان قائلًا: "وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ"، بالتالي فالإنسان الذي يضيع وقته عابثٌ لاهٍ غافلٍ، فالشباب الذين يضيعون أوقاتهم ولا يهتمون بالقرآن والسنة أذكرهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ".

 

يعاني المجتمع العربي والإسلامي من اقتداء شبابه بمن لا يمثلون هذه الأمة. لماذا هذا الأمر؟ وكيف نعالجه؟

كثير من الشباب ينظرون الى بعض ممن يتصدرون المشهد الديني، فهناك من يأخذ منهم القدوة، وأحيانًا يفتقدونها، والعلم أمانة ودين؛ فيجب أن ننظر عمن نأخذ منهم، والعالم ينبغي أن يكون ربانيًّا يخلص في علمه لله سبحانه وتعالى، لا يريد من الدنيا شيئًا إلا رضا رب العالمين، والشاب عليه أن يختار القدوة من العلماء الراسخين في العلم والعاملين بعلمهم، وأن يتعلم منهم ولا ينحرف بعيدًا عن علماء الأزهر لأن فيهم ما فيهم من البركة وثبت الله أقلامهم في العلم الراسخ والوسطية وبعيدًا كل البعد عن الإفراط والتفريط، فكما أن الكعبة هي قبلة المسلمين في العالم كله للصلاة، كذلك أرى أن الأزهر هو القبلة للمسلمين جميعًا في العلم وتلقي العلوم، والمعارف والثقافات الشرعية.

 

إدمان التكنولوجيا سبب في انعزال كثير من الشباب عن العالم حوله. كيف يمكن حل ذلك؟

التقدم العلمي التقني الذي أذهل الشباب، كما أذهل غيرهم، فرض نفسه على الساحة فرضًا لا يمكن أبدًا أن نتغافل عنه أو نحاربه، فهذه وسيلة من وسائل التقدم؛ خيرها خير، وحسنها حسن، وقبيحها قبيح، لكن علينا أن نرشد الوقت ونحن نتعامل مع هذا التقدم العلمي التقني، هذا من خلال الدور المناط بالأبوين نحو أبنائهم، عليهم أن يراقبوا الأبناء إلى ماذا ينظرون: هل يا ترى يضيعون أوقاتهم في اكتساب بعض مهارات غير السوية أو القيم السلبية؟ هل يفقدون بعض القيم الحضارية الخلاقة؟، أو حينما ينظرون إلى هذا ويشاهدون ذاك أو يسمعون أو يتواصلون فلا بد أن تكون هنالك مراقبة أسرية ومجتمعيةومدرسية، وتعليمية، وثقافية، ويجب أن تكون هنالك مراقبة دولية على ما يُنشر في هذه الوسائل، لأنها تغرس قيمًا في نفوس الشباب، وإذا كانت إيجابية سيرتقي المجتمعات ويتقدم، وإذا كانت سلبية لاشك أن ثمارها ستكون مُرة تعود مرارتها على الفرد والمجتمع وكل من حوله.

 

 

رغم أننا في مجتمع إسلامي، يتطلع كثير من الشباب إلى الهجرة. ما أسباب ذلك؟

"وَالنَفسُ راغِبِةٌ إِذا رَغَّبتَها .. وإن تُرَدُّ إِلى قَليلٍ تَقنَع". ربما يريد الشاب حياة فيها نوع من الترف المادي أو من الحرية المطلقة؛ فبالتالي يود أن يذهب إلى بلد آخر، لكن المهم أن يحافظ على دينه في أي بلد كان، وعليه أن يعبد الله فيه حق العبادة، وأن يكون قدوة لمن هنالك حتى يعطي عن الإسلام صورة حضارية، خلاقة، أصيلة، نبيلة، وإن كنت مع ممن يجلس في وطنه ليبنيه حتى يكون أداة للبناء، لا أن يكون معول هدم، فمصر الآن أحوج ما تكون إلى قوة سواعد أبنائها المخلصين العلماء العاملين بعلمهم لكي تنهض وتستكمل نهضتها.

 

ما أسباب فقدان الشباب الثقة في العلماء؟

العلماء بشر شأنهم شأن الناس، منهم عالم عابد ومخلص لله تعالى في علمه ومنهم من تعلم العلم لدنياه فحسب، أو ليأخذ به شهرة أو ليحصل به على مال أو ليترقى به منصبًا، وكما يقولون: "الشيوخ أربعة: شيخ شيخه الزمان، وشيخ شيخه الناس، وشيخ شيخه العلم، وشيخ شيخه الشيطان"؛ الفائز من كل هذا هو الشيخ الذي شيخه العلم، بمعنى أنه عالم عابد عامل، تعلم العلم فعلمه للناس دون أن يكتمه ومع ذلك عمل بما يعلم.

الشاب إذا رأى أمامه علماء ثقات راسخين في العلم عاملين بعلمهم لا يكتمون علمهم؛ لا شك أن الصورة ستكون أماهم مثلى، أمّا إذا رأى أن العالم لا يعمل بعلمه أو أنه عالم كتوم لعلمه أو أنه عالم يرائي بعلمه الناس ويتحصل به على الأموال ولم يتق الله في علمه؛ فلا شك أنه سيفر منه وستهتز صورة هذا العالم في عيني الشاب، وهذه من الله سبحانه وتعالى في أنه يضع للعلماء الربانيين القبول في الأرض وأيضًا يمحي القبول من العلماء الذين تعلموا العلم رياءً وسمعة دون أن يقصدوا به وجه الله سبحانه وتعالى.

 

كيف يستغل الشباب شهر رمضان خير استغلال؟

الشباب في مرحلة القوة والبناء والعطاء، وهم كنز الأمة المخبوء للأوقات الحاسمة، وهي الفترة والمرحلة التي يستطيع الإنسان أن يفعل كل أعمال البر دون تعب أو كد أو ملل، وإن لم يحافظ على الصلوات في شبابه فمتى يصلي؟ إن لم يذهب لقضاء مصالح الناس ويعاون الفقراء والمساكين وهو شاب وإن لم يقدم لوطنه خيرًا فماذا يقدم لوطنه بعد ذلك؟ إن لم يغتنم في دينه الحسنات الكثيرة وهو شاب فمتى يحصل على هذه الحسنات؟ فهل بعدما يولي منه الشباب مدبرًا؟

 

ما الذي ينبغي أن يفعله المسلم كي لا يضيع وقته وصيامه فيما لا ينفع؟

الناس عليهم أن يستثمروا أيامهم في طاعة الله، فكما نعلم أنه "يابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يوم ذهب بعضك وإذا ذهب البعض أوشك أن يذهب الكل"؛ فالإنسان لا يحيا إلّا حياة واحدة، فإذا ملأها بطاعة الله سبحانه وتعالى، فهو من الفائزين. أمّا من خاب وخسر ولم يحفظ لله تعالى مقامًا، فقد علمنا ما قال الله في شأن هؤلاء "أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ"، فالإنسان عليه أن يجعل رمضان والأيام كلها عامرة بذكر الله سبحانه وتعالى، وأن يجعل قلبه عامرًا بحب الله والجوارح كلها ساكنة خشية من الرحمن الرحيم، وأن تكون عيناه باكيتين من ربه، ورغبة إليه ورهبة منه.

وفي رمضان، أقترح بعض المقترحات التي من خلالها يمكن أن نستغل الشهر استغلالًا جيدًا، في العبادة والتوجه والتعبد للقادر المقتدر:

أولًا، التوبة النصوح في رمضان وبعده، والترقي فيها من التوبة إلى الإنابة إلى الأوبة إلى الإخلاص إلى الإحسان حتى يصل إلى أعلى مقام في عبودية الله سبحانه وتعالى.

أيضًا، المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها. يضاف إلى ذلك أنه علينا أن نمد يد العون والمساعدة إلى الفقراء والمساكين، وأن نلبي لهم بعضًا من متطلبات الحياة الأساسية والضرورية التي لا تقوم الحياة إلّا بها. فما ينبغي أن يفكر كل واحد منا في نفسه وحسب، إنما عليه أن نفكر في الآخرين؛ لأن المسؤولية جماعية ومشتركة بين كل الناس، لا يحيا الإنسان منفردًا لينعم بالثراء والغنى وغيره من جيرانه وأصحابه أو من يعولهم يتركهم كهذا بلا نفقة أو نظرة رحيمة إليهم.

علينا أن نكثر من تلاوة القرآن الكريم، لأنه غنى لا فقر بعده ولا غنى بدونه، فمن أراد الدنيا عليه بالقرآن ومن أراد الآخرة عليه بالقرآن ومن أرادهما معًا عليه بالقرآن، فعلينا أن نقرأه ونتعايش معه، ليس قراءة تقرأ شأنها شأن أي كتاب آخر، وأن نطبقه على أنفسنا ليكون منهج حياة، وأيضًا الأعمال والأقوال الصالحة، فمن طاب قوله وفعله ورزقه وسعيه طابت حياته كلها، ويلقى الله وهو راضٍ عنه.

fiogf49gjkf0d