fiogf49gjkf0d كيف تواجه القلق ونوبات الذعر؟
محمد عبدالعزيز
"يكادر يكون من المستحيل العيش من دون قلق أو خوف، ويمكن اعتبار القلق نوعًا من أنواع الخوف الذي تعاني منه عندما تُفكر في بعض الأمور، أو تقلق بشأنها من دون أن تختبرها بشكل مباشر.. علمًا بأن أجسامنا مبنية بحيث تتعامل مع الخوف قصير الأمد، بينما عالمنا يفرض علينا قلقًا يدوم فترات طويلة.. ومن هنا يمكن القول إن القلق عبارة عن خوف أو توتر يستمر لفترة طويلة أو أنه أمر هائل مقارنة بالخطر.. وغالبًا ما يمكن علاج اضطرابات القلق بفاعلية من دون اللجوء إلى تناول أدوية"..
حول هذا الإطار تدور تفاصيل كتاب "القلق ونوبات الذعر" لمؤلفه "كوام مكنزي" وهو بروفيسور في الطب النفسي بجامعة تورنتو، والذي قام بترجمته هلا أمان الدين، بينما تولت نشره مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ضمن سلسلة كتاب العربية، ويقع في 146 صفحة.
ويوضح المؤلف أن هناك فارق طفيف بين القلق والخوف، فالخوف هو الشعور الذي ينتابك عندما ترى أو تختبر بشكل مباشر شيئًا تخشى منه، ويمكن اعتبار القلق نوعًا من أنواع الخوف الذي تعانيه عندما تفكر في الأشياء التي تخاف منها، وغالبًا ما ينجم القلق والخوف عن التعرض للضغط، فهما شعوران ينتابان المرء عندما يكون في وضع حرج أو خطر.
قليل من الخوف مفيد
ويشير المؤلف إلى أنه من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالخوف، فقليل من الخوف مفيد لنا، وقليل من القلق يجعل الحياة أكثر تشويقًا.. فذلك يدفعنا لتقديم أفضل ما لدينا ويحسِّن أداءنا.. كما أن قليلا من الخوف يساعدنا على التفكير بسرعة، ويجعلنا نعمل بشكل أفضل جسديًا، فالتلاميذ الذين لا يشعرون بالقلق يحصلون على درجات أقل من غيرهم في الامتحانات.. غير أن الخوف والقلق الزائدين ليسا مفيدين على الإطلاق، فهما يعرقلان الأداء، فالبعض يشعرون بالقلق الشديد عند إلقاء كلمة على الجمهور لدرجة أنهم يرتبكون ويتلعثمون.
- واعلم أنك إذا كنت شديد الاسترخاء فلن يكون أداؤك جيدًا، وأيضًا إذا كنت شديد القلق أو تعاني من ضغط شديد فإن أداءك سيتراجع لا محالة.
- كما أن القلق يجر القلق ويشكِّل حلقة مفرغة، ويمنعنا الإفراط في القلق من أداء مهماتنا بشكل صحيح.
- هل يحتاج القلق إلى علاج؟: الجواب البسيط أنه يمكنك الاستفادة من العلاج إذا كان القلق يؤثر في طريقة عيشك وتمتعك بالحياة، ولكن على المرء أن ينتبه إلى أن الزخم الذي يحتاج إليه البعض للنجاح يعتمد على قلقه، لذا فإذا ما حاولت القضاء على القلق تمامًا فإنك ستشعر باسترخاء قد يؤثر في اندفاعك لتحقيق النجاح.
- للقلق العديد من الأعراض تنقسم إلى قسمين، أعراض جسدية وتتضمن رجفة القلب، التعرق، الارتعاش، صعوبة التنفس، جفاف الفم، الاختناق، تصلب الصدر، ألم البطن، الانزعاج، الغثيان، ارتفاع الحرارة، تنميل الأصابع.. أما القسم الثاني فهو الأعراض النفسية وتتضمن الدوار، الخوف من فقدان السيطرة، الخوف من الموت، الشعور بالانفصال عن الواقع، فقدان الشهية، قلة النوم، التعب، الشعور بالتوتر، التململ، فقدان التركيز، الاكتئاب.
كيف يمكنك التعامل مع القلق؟
هناك أربع مراحل للتعافي من إحدى مشاكل القلق:
1- قم بزيارة طبيب عام من أجل الحصول على تشخيص صحيح.
2- ثقف نفسك عن الحالة.
3- ابحث عن مساعدة مُعالج مُناسب.
4- إذا لم يكن العلاج مفيدًا، قُم بزيارة طبيبك العام مرة أخرى لمراجعة خياراتك.
- تستجيب مشاكل القلق لدى معظم الأفراد لأنواع مختلفة من مزيج من المساعدة الذاتية، أو العلاج النفسي، أو العلاج بالعقاقير، وذلك لتتناسب مع الأوضاع الخاصة بكل حالة.. وهناك أمثلة عديدة على تقنيات المساعدة الذاتية منها:
1- التحدث مع الأقارب والأصدقاء.
2- مجموعة المساعدة الذاتية.
3- برامج الكمبيوتر.
4- الاعتناء بصحتك الجسدية والذهنية.
5- رياضات الاسترخاء كاليوجا على سبيل المثال.
6- العلاجات المكملة.
7- المساعدة الذاتية المرتكزة على توصية الطبيب العام.
8- المعالجة بالقراءة ـ أي أن تثقف نفسك ـ حول حالتك.
وإضافة إلى ذلك هناك أنواع أخرى للعلاج النفسي منها:
1- العلاج السلوكي.
2- العلاج الإدراكي.
3- العلاج الإدراكي – السلوكي.
4- العلاج بالاستشارة.
5- العلاج بالتنويم المغناطيسي.
6- العلاج بالتحليل النفسي.
7- العلاج بالعقاقير.
- يُمكن للقلق أن يُعالج بفعالية بواسطة عدد من الطرق المختلفة منها الاعتماد على النفس، العلاجات المكملة، العلاج النفسي، المعالجة بالعقاقير الطبية.
- أعلِمْ طبيبك بجميع الأدوية التي تتناولها، ومن ضمنها تلك التي تشتريها من دون وصفة طبية، كالأعشاب، وأدوية الطب المثلي، حتى لا تُحدث تفاعلات ضارة.
- يجب عدم التوقف عن تناول معظم الأدوية فجأة، بل استشر طبيبك قبل إيقافها.
العائلة والأصدقاء
المعاناة من اضطراب القلق صعبة ومؤلمة، فمراقبة صديق مُقرب أو فرد من أفراد العائلة يعاني من مشكلة كهذه أمر محزن، كما أن مشاكل القلق تضع العائلة في حالة إرهاق، فعندما يعاني فرد من أفراد العائلة من مشاكل قلق حاد، تتأثر المناسبات الاجتماعية وروتين مستلزمات الأسرة، بينما يشعر من يعانون من القلق بالذنب، وأحيانًا يشعر الأصدقاء والعائلة بالانزعاج.. ما يؤدي إلى حدوث شعور سيء يجعل المشكلة أشد سوءًا.. فكل شخص سيكون تحت الضغط، ويمكن أن يجد نفسه مدفوعًا باتجهات مختلفة، بدلا من تمالك نفسه..
لذا هناك بعض الأمور البسيطة والعملية التي يمكن للعائلات والأصدقاء أن يقوموا بها ليدعموا شخصًا مصابًا باضطراب القلق، منها:
- أولا: إذا كنت تعتقد أن الشخص مصاب بمشكلة كهذه، فحاول أن تشجعه على زيارة الطبيب العام لإجراء تشخيص للمشكلة، ولكن لا تجبره على فعل هذا إذا كان لا يريد ذلك.
- ثانيًا: حاول أن تتعلم قدر الإمكان عن المشكلة المحددة ـ ليس لأنك ستصبح معالجًا ـ بل لأنك لن تعرف كيف تدعم الشخص ما لم يكن لديك إلمام بالوضع الذي يمر به.
- تأكد من أنك تعرف ما هي مصادر المساعدة الموجودة في منطقتك، وإلى أين تحتاج أن تذهب في حالة الطوارئ.
- حاول أن تكون مرنًا قدر المستطاع بمحاولتك أن تحافظ على روتين عادي، فالهدف هو أن تحاول التأكد من أن شخص يحصل على ما يحتاج إليه.
- لا تغيِّر الأشياء كثيرًا، وحاول أن تلتزم بروتين ثابت، تجنب المفاجآت ولا تخذل الشخص الذي تساعده.
- كن إيجابيًا ولو بإنجازات قليلة، فعادة ما يحارب القلق خطوة بخطوة، ولا يهم كم تكون الخطوة صغيرة ما دامت تسير في الاتجاه لصحيح.
- احذر، لا تحاول أن تسيطر على كل شيء وتتحكم في سرعة الشفاء، فإذا دفعت أحدهم ليفعل الكثير في وقت قليل، فقد يصبح الأمر أسوأ حالا.. بل اترك الشخص الذي تساعده هو الذي يقرر السرعة المناسبة لحالته.
- اعتنِ بنفسك.. فلن تكون جيدًا حيال أحد إذا بدأت تشعر بالتوتر، وتأكد من أنك تدعم نفسك، ولا تأخذ على عاتقك أكثر من قدرتك. fiogf49gjkf0d |