تمت الإضافة بتاريخ : 09/12/2014
fiogf49gjkf0d

مظاهر ومصادر الحضارة الإسلامية

 

د/ كامل صلاح

كان العرب قبل الإسلام يضربون في الصحراء دون أن يحس بهم أو يخشى بأسهم أحد حتى بعث الله رسوله – صلى الله عليه وسلم – فلفت القرآن أنظارهم لفتا قويا إلى النظر في آيات الله في الآفاق وفي الأنفس , واستجاب العرب لذلك ، فأخذوا يدرسون ويستوعبون ، ويبحثون ، ويستنتجون ، ويطبقون حتى غدوا قبلة الأنظار في العلوم والمعارف .

 

الأساس الذي تقوم عليه الحضارة الإسلامية :

تقوم الحضارة الإسلامية على أساس روحي , والإيمان ، وطهارة النفس , والمباديء الإنسانية  الأخلاقية السامية ومنها ( المساواة ، والحرية , والشورى ، … .

 

أصول أو مصادر حضارة الإسلام :

    القرآن الكريم والسنة النبوية

    الحضارة العربية قبل الإسلام

    الحضارة القديمة شرقية كانت أو غربية

 

من مظاهر الحضارة الإسلامية :

    تدوين الدواوين ( سجلات الرواتب – العمال – الجند – العطاءات المختلفة – الإيرادات – المصروفات – .. ) وكانت الدواوين تحرر في كل إقليم بلغة أهله ، حتى انتشر تعليم اللغة العربية أصبحت اللغة العربية هي لغة الدواوين في عهد عبدالملك بن مروان

    عملة خاصة بالمسلمين : كان العرب يتعاملون بنقود الروم والفرس , وفي السنة الثامنة عشرة من الهجرة أمر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بأن تضرب دراهم عربية ثم تطور الأمر وفي عهد معاوية – رضي الله عنه – ضرب الدنانير ، ثم أنشأ عبدالملك بن مروان دارا جديدا لسك النقود , واصبح للمسلمين عملة جديدة موحدة الأوزان فضية ، وذهبية سنة 76 هـ ونقش عليها ( قل هو الله أحد ) ، ولم تعد الأمة الإسلامية عالة على الروم والفرس .

    النظام القضائي : في البداية كان الوالي هو الذي يقضي بين الناس , ثم لما اتسعت الدولة تم تعيين قاضي لكل إقليم ثم تم تعيين قاضي القضاة ( وزير العدل ) وهكذا تطور النظام القضائي باتساع الدولة

    ديوان المظالم : كان الغرض الأساسي من إنشائه وقف تعدي ذوي الجاه والنفوذ من الأمراء والولاة وكبار الموظفين , وكانت سلطته أعلى من القاضي ، وكان صاحب المظالم يحاط بالحماة والأعوان , والفقهاء ، والشهود , والكتاب لاثبات ما يجري بين الخصوم .

    الحسبة : وهي لغة اسم من الاحتساب ، وهو ادخار الأجر عند الله تعالى ، وفي الاصطلاح ولاية الأمر بالمعروف إذا ظهر تركه ، والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله , وكان المحتسب يحافظ على الآداب العامة , وكان يطوف بالأسواق لمراقبة الأوزان والأسعار .

    البريد : وكان معاوية أول من عني بالبريد في الإسلام ، وأحكم نظام البريد من بعده عبد الملك بن مروان ثم تطور بدرجة كبيرة في عهد الدولة العباسية ، واستخدموا في ذلك الدواب من الخيل ، البغال ، والإبل , والسفن , وسعاة البريد , والحمام الزاجل .

    الإشارات الضوئية : عن طريق النار ، وذلك في القرن الثالث الهجري على الساحل الافريقي الشمالي .

    البحرية الإسلامية : وذلك في عهد عثمان بن عفان – رضي الله عنه – حيث استأذنه معاوية بن ابي سفيان , فأذن له فقام معوية بإنشاء أول أسطول إسلامي ، وأنشأ دارا لصناعة السفن في الشام ، ثم أنشأ عبدالله بن أبي السرح أمير مصر دورا لصناعة السفن في مصر , ولم يكن لأوربا سلطان على البحر الأبيض المتوسط خلال القرن العاشر فقد كان بحرا عربيا .

    الكتابة وتدوين العلوم : كانت أول سورة أنزلت هي سورة ( اقرأ ) , وبينت سورة القلم أهم أدوات الكتابة وهي القلم ، ونبغ كثير من الصحابة في الكتابة مثل كتاب الوحي مثل زيد بن ثابت ، أبي بن كعب ، وكان ثاني الخلفاء من بني العباس هو أبوجعفر المنصور أول خليفة قد شجع العلماء على التدوين ، وازدادت النهضة التدوينية غايتها في عصر الخليفة المأمون ، حيث كان مولد أفكار الكثير من العلوم والفنون والآداب ، وترجمة الكثير من المخطوطات اليونانية والفارسية والسريانية .

    الرياضيات : العرب أول من عرفوا لفظ ( صفر ) منذ العصر الجاهلي , وكان يكتب في صورة حلقة ، وعرف المسلمون علامة الكسور العشرية , والخوارزمي أول من ألف كتابا في الجبر ، وإن علماء المسلمين أول من وضعوا أسس الهندسة التحليلية , ومهدوا لنشأة التفاضل والتكامل ، ومن أعظم علماء المسلمين في الرياضيات الخوارزمي والبتاني والبيروني ، ومعظم مؤلفات هؤلاء ترجمها الأوربيون إلى اللغة اللاتينية ز

    الطب : لم يقتنع العرب بما ترجموه من كتب اليونان الطبية ، وإنما عدلوها وصححوا ما فيها , وبرع الكثير من أطباء العرب في الطب ، ومن هؤلاء الرازي ، وابن سينا .

    الجغرافيا : نضج علم الجغرافيا عند المسلمين من خلال رحلاتهم التجارية البرية والبحرية , ومن أشهر علماء الجغرافيا العرب المقدسي ، والادريسي والبكري ، وابن بطوطة ، وابن جبير ، وغيرهم . ووصل العرب لحقائق جغرافية عديدة ، ومنها كروية الأرض ، وخطوط العرض ، وقد لخص ابن خلدون معلومات العرب الجغرافية في مقدمته أحسن وأوفى تلخيص .

    العمارة الإسلامية : ظهرت العمارة الإسلامية في المساجد ، وظهر دورها في التعليم , ومن أشهر المساجد ( الجامع الأزهر ) الذي شع بعلمائه على مصر والعالم , والجامع الأموي بدمشق , وظهرت العمارة في المدارس وغيرها المؤسسات .

    نموذج : من ألوان من الحضارة الإسلامية في الأندلس ( إسبانيا )

أحيا العرب موات أرضها ، وأقاموا فيها أفخم المباني في مدنها ، ووطدوا صلاتهم التجارية بغيرهم من الأمم والشعوب ، وأنشأوا المدارس والجامعات والمكتبات , وأدخلوا أشهر المحصولات مثل القطن , والموز ، والسكر , وأنشأوا الكثير من السدود , والكثير من المصنوعات .. إلخ

fiogf49gjkf0d