fiogf49gjkf0d قدرات غير محدودة.. لحياة أفضل
محمد عبدالعزيز يونس
إذا كنت قد حلمت يومًا بحياة أفضل، فإن كتاب "قدرات غير محدودة" للأمريكي أنتوني روبينز صاحب العديد من المؤلفات في مجال تطوير الذات والتواصل والإقناع وتعزيز العلاقات، والصادر نسخته العربية عن مكتبة جرير بالرياض، والذي يقع في 662 صفحة من القطع المتوسط، يؤهلك لكيفية تحقيق الطابع المميز للحياة التي ترغبها وتستحقها، وكيف تتقن فن الحياة الشخصية والعملية.
وقد أثبت روبينز للملايين من البشر من خلال كتبه وشرائطه ومحاضراته أن تسخير سلطان العقل سوف يمكِّنك من القيام بأي شيء أو الحصول على أي شيء، أو تحقيق أو ابتكار أي شيء تريده بالنسبة لحياتك.
ويساعد هذا الكتاب في تزويد القارئ بالنص المحدد في تعريف وتحفيز حركة الطاقات البشرية.. فأفكار "أنتوني" حول الصحة والضغط وتحديد الهدف والتخيل وما شابه ذلك هي من الضرورات الحتمية لكل فرد ألزم نفسه بالوصول إلى التميز الشخصي.
معرفة وعمل
وفي الباب الأول الذي سمّاه "سلعة القادة" أوضح الكاتب الأمريكي أن مفتاح السلطة في العصر الحالي مفتاح للجميع، موضحًا أنه في العصور الأولى والوسطى كان من المستحيل أن تصبح قائدًا ما لم تمتلك القوة والسطوة، وكذلك في عصر الثورة الصناعية، فلم يكن بإمكانك أن تمتلك السلطة ما لم تكن تمتلك المال.. أما في عصرنا الحديث فبإمكان أي شاب رث الثياب أن يبني شركة، وأن يغير بها العالم، فالمعلومات في العصر الحديث هي سلعة القادة.. إن أولئك الذين لديهم القدرة على الحصول على أشكال معينة من المعرفة المتخصصة يمكنهم أن يغيروا العالم وأنفسهم.
إلا أن روبينز يوضح أنه ورغم أن المجتمع الأمريكي باعتباره رمزًا للتطور وامتلاك جميع أنواع المعرفة المتخصصة، إلا أن الجميع بالطبع لا يملكون السلطة والنجاح.. ويوضح أن السبب في ذلك يكمن في أن المعلومات وحدها لا تكفي حتى في عصر المعلومات، فلو كانت الأفكار والتفكير الإيجابي هو كل ما يحتاج إليه المرء لتمتع الجميع بالثراء في طفولتهم، ولكان لهم الحياة التي لطالما حلموا بها.. ويكمن السر هنا في أن العمل هو العامل المشترك بين كل النجاحات الباهرة، فهو الذي يؤدي إلى تحقيق النتائج، فالمعرفة ما هي إلا طاقة كامنة، وتبقى كذلك، حتى تصل إلى يد شخص يعرف كيف يحمل نفسه على اتخاذ الإجراء العملي الفعَّال، وفي واقع الأمر فإن التفسير الحرفي لكمة "السلطة" هو "القدرة على الفعل والعمل والتصرف".
ويضيف أن ما نفعله في الحياة يحدده اتصالنا بأنفسنا، وفي العصر الحديث فإن جودة الحياة هي من جودة الاتصال.. والاتصال بحد ذاته قوة، ومن يجيدون استخدامه بحنكة يستطيعون تغيير رؤيتهم للعالم، ورؤية العالم لهم، ومدى إجادتك لفن الاتصال في العالم الخارجي يحدد مستوى نجاحك مع الآخرين على المستوى الشخصي والعاطفي والمالي والاجتماعي، والأهم من ذلك فإن مستوى النجاح الداخلي لما تحققه من سعادة وفرح ونشوة وحب وأي شيء آخر ترغبه، هو نتيجة مباشرة لكيفية اتصالك بنفسك.
وأضاف أن من حققوا التميز والتفوق يتبعون طريق الإصرار على تحقيق النجاح، وهو ما يسمى "الوصفة المثلى للنجاح" والخطوة الأولى لهذه الوصفة هي أن تعرف نتيجتك ومحصلتك، أي أن تحدد ما تريد على وجه الدقة، والخطوة الثانية هي الفعل أو العمل، الذي لولاه لبقيت أمنياتك مجرد أضغاث أحلام.. وعليك أن تقوم بأنماط من الأعمال التي تعتقد أنها تحمل أكبر احتمال لإحداث النتائج المرجوة.. ومن ثم فإن الخطوة الثالثة تتمثل في سرعة اكتساب قدرة حسية إدراكية كبيرة تجاه الأعمال أو الأفعال التي تحقق أو لا تحقق الأهداف المرجوة.
الآليات السبع للنجاح
1-الشغف كل الذي نجحوا في حياتهم وجدوا سببًا وهدفًا مسيطرًا ونشطًا يكاد يصل حد الهوس يدفعهم إلى أن يعملوا وينموا وأن تزداد قدراتهم نحو تحقيق أهدافهم.
2-الإيمان والاعتقاد فإن إيماننا بما نحن عليه وما ينبغي أن نصل إليه يحدد على وجه الدقة ما سنكون عليه في المستقبل.. ولو اعتقدنا أن حياتنا محاصرة بالقيود والحدود الضيقة فإنها ستكون كذلك أمرًا واقعًا.ز فما نؤمن بصحته وبإمكانية حدوثه يتحول إلى أمر واقع بالفعل.
3-الاستراتيجية هي وسيلة لتنظيم الموارد، وهي الإدراك بأن أفضل المواهب والطموحات تحتاج أيضًا إلى طريق صحيح، فبإمكانك أن تفتح الباب إما بكسره أو بالعثور على المفتاح الذي يفتحه دون المساس به.
4-وضوح القيم عندما نفكر في الأمور التي جعلت من أمريكا دولة عظمى فإننا نفكر في أشياء من قبيل الوطنية والفخر والتسامح وحب الحرية، وهذه الأشياء قيم، والقيم هي الأحكام الأساسية والأخلاقية والعملية التي نفرق بها بين ما هو ضروري ومهم حقًا، والقيم هي نظم وأعراف محددة لدينا تتعلق بالصواب والخطأ في حياتنا.
5-الطاقة فالنجاح الباهر لا ينفصل عن الطاقة الجسمانية والفكرية والروحية التي تسمح بتحقيق أقصى استفادة مما نملك.
6-القدرة على الارتباط يشترك جميع الناجحين تقريبًا في قدرة غير عادية على الارتباط بالآخرين، وهي القدرة على الاتصال وإقامة علاقات قوية مع أناس من مختلف البيئات والمعتقدات، وبكل تأكيد هناك العبقري الذي يخرج من وقت إلى آخر، والذي يخترع شيئًا يغير به العالم.. ولكن لو قضى العبقري كل وقته في منطقة معزولة فسوف ينجح على مستوى واحد، ولكنه سيفشل على مستويات عديدة!
7-إتقان وإجادة فن الاتصال وهذا هو جوهر هذا الكتاب، فإن طريقة اتصالنا مع أنفسنا ومع الآخرين تحدد في نهاية المطاف جودة حياتنا.
مولد التفوق: النجاح
وأشار الكاتب في الفصل الرابع من الكتاب الذي عنونه بـ"مولد التفوق: النجاح" إلى أنه ليس هناك قوة أقوى من الإيمان لتوجيه الإنسان، فالإيمان هو العنصر الثابت الوحيد الذي كان له أكبر تأثير على مختلف العباقرة والمتميزين.. ويبدأ مولد التفوق بإدراك أن لنا الخيار فيما نؤمن به، وفي العادة لا ننظر إلى الأمر من هذه الناحية، إلا أن الإيمان يمكن أن يكون اختيارًا نقوم به عن وعي، فبإمكانك أن تختار المعتقدات التي تساندك أو التي تحد من قدراتك.. والمهم هو أن تختار المعتقدات المحفزة للنجاح، والتخلص من تلك التي تعوقك.
ويوضح في الفصل الخامس 7 محددات للنجاح هي:
1-كل شيء يحدث له علة وغرض.
2- لا يوجد شيء اسمه الفشل.
3- تحمل المسؤولية في كل الظروف.
4- ليس من الضروري أن تفهم كل شيء كي تكون قادرًا على استخدام كل شيء.
5- الناس هم أعظم مواردك وهذا يكمن في العمل بروح الفريق.
6- حب ما تعمل.. فلا يوجد من يحقق نجاحًا باهرًا في مجال يكرهه.
7- لا يوجد نجاح دائم دون التزام، فالأفراد الذين يحققون نجاحًا لديهم إيمان بقوة الالتزام.
كيف تصنع محفزات نجاحك؟
1-وضح النتيجة التي تريد استخدام المثير لتحقيقها، وحدد الحالة التي سيكون لها أكبر تأثير في المساعدة على تحقيق هذه النتيجة لنفسك وللآخرين.
2- حدد التجربة التي يقوم المثير على أساسها.
3- هيئ الشخص للدخول في التجربة المطلوبة عن طريق استخدامك للحوار اللفظي والإيماءات.
4- استخدم فراستك في تحديد أقصى درجة تألق للتجربة، وفي هذه اللحظة الحاسمة قدم المثير إليه.
5- اختبر المثير عن طريق:
أ. تغيير فسيولوجية الشخص موضع الاختبار من أجل تغيير حالته.
ب. استدعاء الحافز أو المثير.. ولاحظ إذا كانت الاستجابة هي المطلوبة أم لا.
الوصايا الخمس للثروة والسعادة
1-يجب أن تتعلم كيف تعالج الفشل وتتغلب عليه.
2- أن تكون قادرًا على التعامل مع الرفض سواء الداخلي أو الخارجي.
3- ينبغي أن تتعلم كيف تتعامل مع الضغط المادي.. وهذا يتطلب معرفة كيف تحصل وكيف تعطي، ومعرفة كيف تكسب، وكيف توفر.
4- ينبغي أن تعلِّم نفسك كيفية التعامل مع الرضا الذاتي.
5- أعط دائمًا أكثر مما تتوقع أن تأخذ.. وقد تكون تلك أهم وصية لأنها تضمن لك السعادة الحقيقية بالفعل.. فـ"سر الحياة في العطاء". fiogf49gjkf0d |