fiogf49gjkf0d نجاحك يكمن في ثلاثية "احلم.. خطط.. نفذ"
أكد د.صديق عفيفي، أستاذ الإدارة، ورئيس جامعة النهضة ورئيس المجلس العربي للتربية الأخلاقية أنه لابد من تغيير نظرتنا بشأن الإدارة، مشيرا إلى أن المطلوب لا يتمثل في حوار مع الآخرين بقدر ما يتمثل في تغيير قيمنا وسلوكياتنا وممارساتنا.
ودعا إلى الاهتمام بنقل التكنولوجيا إلى دولنا العربية.. وكشف عن مفهوم الإدارة المعلوماتية ومقارنتها بنظيراتها الإلكترونية.. ولخص ثلاثية النجاح الإداري في 3 خطوات أساسية.. وهذا نص الحوار:
سبق أن توليتم رئاسة الجمعية العربية للإدارة.. فهل الإدارة العربية الآن في حاجة إلى إنشاء جمعية لتصبح على غرار مؤسسات أهلية؟
تأسست الجمعية العربية للإدارة؛ تعبيرًا عن الاحتياج الشديد الذي استشعره فريق من العاملين بحقول الإدارة والمتصلين بها في الدول العربية، وقد جرت محاولات مختلفة لتجسيدها في شكل كيان فاعل يحقق الغاية المستهدفة، وقد كانت أهم مبررات البحث عن كيان يعبر عن مشكلات وطموحات الإدارة العربية ويعمل على دراسة مداخل وأساليب تطويرها الشعور المتعاظم بأهمية دور الإدارة على الصعيدين القومي والوطني، وتأثيرها البالغ سلبا وإيجابا في مسيرة التنمية والانطلاق الاقتصادي والاجتماعي والحضاري لشعوب العالم العربي.. أيضًا الإدراك السليم بمحدودية الآثار التي أنتجتها تنمية وتطوير فكر عربي إداري يعبر عن خصوصيات العالم العربي وقيمه وتقاليده وقدراته، كما يعكس في الوقت ذاته العلاقات الواجبة مع العالم الخارجي بكل ما يتفاعل فيه من متغيرات، والشعور بالانفصال الواضح بين الفكر الإداري في المجال الأكاديمي "التعليمي والتدريبي" وبين الممارسات والتطبيق العملي لآلاف المدراء في مختلف منظمات الأعمال في الدول العربية، والإيمان بأن القدرة التنافسية لبلدان العالم العربي (متفرقة ومجتمعة) بالضرورة أن ترتكز على وجود إدارة فاعلة.. من أجل هذا جاءت فكرة تأسيس الجمعية العربية للإدارة كضرورة تاريخية، وإن تأخرت زمنيا إلا أنها تعمل الآن على تعويض ذلك، بالارتكاز بكل قوتها للعمل العربي الفاعل منفعلة بقضايا وطموحات الإدارة في العالم العربي، وحين تتدارس الجمعية موضوعات تتصل بالواقع الإداري المحلي في دولة عربية فإنها تنطلق من النظرة الشاملة للواقع العربي والمستقبل المشترك وتعمل على إيجاد الصيغ والنماذج التي يغلب عليها خصائص عربية مشتركة.
ثلاثة محاور
كيف يمكن تفعيل ذلك؟
نعمل في هذا الصدد على ثلاثة محاور، الأول خلق منتدى إداري للمناقشة والحوار حول المفاهيم والقضايا الإدارية في العالم العربي وخلق هذا الحوار وهذا النقاش في حد ذاته مقدمة لتطوير فكر الممارسين والمسئولين.. والمحور الثاني خاص بمجال البحوث والنشر، وأعني بهذا أننا سنقدم عددا من البحوث في مجال تنمية المعرفة الإدارية أو المساهمة في حل المشكلات التي يواجهها المجتمع، والمحور الثالث تدريب الكوادر الإدارية.
ماذا عن تعاون الجمعية مع نظيراتها في الدول العربية؟
هناك بالفعل تعاون مع جمعيات عربية في تونس والأردن واليمن، ويتم عقد لقاءات وتنفيذ دراسات مشتركة وبرامج في مجال الإدارة، ونعمل على تفعيل المشاركة مع دول عربية أخرى لها اهتمامات كبيرة في مجال الإدارة مثل الكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات في ظل أنماط وممارسات ظهرت حديثا في مجال الإدارة عالميا.
تحديات رئيسية
برأيك.. ما نوعية المخاطر التي تواجه الإدارة العربية في الوقت الحالي؟
لعل من أبرز المخاطر التي تواجه الإدارة العربية الانفصال بين الحكومات والشعوب وانخفاض مستوى الشفافية والحكم الرشيد، فهذه تحديات رئيسية تواجه الحضارة الإسلامية والعربية، نحن مهددون بالتلاشي والانقراض إذا لم يتم تصحيح أوضاع الإنسان العربي والإسلامي، فهو إنسان لا يتمتع بالحقوق الكاملة، هذا فضلا عن أن أسلوب اختيار قائد العمل الإداري لا تحكمه اعتبارات موضوعية، وبالتالي لا يشعر المسئول بأن كفاءته هي التي تحدد استمراره أو عدم استمراره في موقعه، وإنما الذي يحدد ذلك هو قربه للمسئول الأكبر أو رضاء هذا المسئول عنه والنتيجة الحتمية تدهور الأداء وقهر الكفاءات واستمرار التخلف.
الشراكة أصبحت أسلوبا من أساليب الإدارة الاقتصادية.. فما مدى أهمية الشراكة في تقدم فكر الإدارة العربية؟
الشراكة مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى إذا أردنا التقدم بفكر الإدارة العربية وذلك لثلاثة أسباب.. الأول نقل التكنولوجيا من دول أكثر تقدما على بلادنا التي لم تحظ بنصيب وافر من هذه التكنولوجيا، وحينما أقول التكنولوجيا لا أعني الآلات والكمبيوتر وإنما أعني التطبيقات الحديثة لمختلف العلوم إلى أن تصل هذه التكنولوجيا في إدارة السوبر ماركت وأيضا التكنولوجيا في التعليم وحتى تسجيل الطلاب بالجامعات، والسبب الثاني الاستفادة من الخبرة العالمية لشركائنا الأجانب في الإدارة، فهي هدف لتطوير أساليبنا الإدارية، والسبب الثالث أن الشراكة تعمل على احتكاك ثقافي، وهذا النوع من الاحتكاك يعمل على تطوير منظومة القيم.
وما علاقة "الشراكة" بمنظومة القيم؟
علاقة قوية، مثال لذلك عندما يعمل معك في إحدى الإدارات شخص إنجليزي سوف تتعلم منه الحفاظ على المواعيد ودقة الحساب وإتقان العمل كأنك اكتسبت قيم الوقت والدقة والإتقان، ولو عملت مع فنان فرنسي فسوف تكتسب منه قيم الإبداع والخلق وآفاق الخيال.
في تقديرك.. ما نوعية المهارات التي من شأنها خلق إداري عربي متميز؟
إذا كنا نريد قائدا إداريا عربيا متميزا، فلابد أن يحظى بمهارات خاصة، منها القدرة على التخيل الجريء، والقدرة على التخطيط السليم، والمتابعة الدقيقة للتنفيذ، هذه المهارات الثلاث هي الروشتة السحرية لنجاح العمل الإداري، وأنا شخصيا أردد دائما ثلاثية تقول "احلم بجرأة" "خطط بدقة" "نفذ بإتقان" وأنا أضمن لك النجاح في أي موقع إداري.
هل يمكن القول إن الإدارة المعلوماتية ونظيرتها الإلكترونية قد ألغيتا العقل البشري؟
المعلومات هي أساس القرارات ومجتمع المعلومات، ومجتمع المعرفة هو مجتمع القرن الـ21، وثروة المعرفة الآن أهم من ثروة النفط أو ثروة الذهب أو السلاح وأغنى أغنياء العالم حققوا ثرواتهم من صناعة المعلومات قبل صناعة السلاح أو البترول، ولكن هذه المعلومات وتحليلها وفهمها يجب أن يعتمد على العقل البشري وليس الكمبيوتر، فهو أي "الكمبيوتر"ما هو إلا آلة تسهل الحساب والتخزين وانتقال المعلومات، ولا يجب أن تحمل هذه الآلة مسئولية أكبر من ذلك.
هناك اتجاه لإنشاء بنك معلومات عن الممارسات الإدارية الفاشلة.. ما تقييمك لجدوى هذا البنك في مجال الإدارة؟
فكرة جيدة تحسب للمنظمة، ونحن في الجمعية العربية للإدارة نرحب بها، وعلى استعداد أن ندعم هذا العمل، وأقترح بأن يعرض بجانب الممارسات الإدارية الفاشلة النماذج الإدارية الناجحة لتكون قدوة ومنهاجا للإداريين. fiogf49gjkf0d |