تمت الإضافة بتاريخ : 11/06/2014
fiogf49gjkf0d

كيف ترى نفسك.. وكيف يراك الناس؟

 

محمد عبدالعزيز

معظمنا لا يرى نفسه جيدًا، قد ترى نفسك إنسانًا طموحًا، اجتماعيًا، شجاعًا.. بينما قد يراك الناس على النقيض من ذلك تمامًا..

وهذا الكتاب يدلك على السبيل لرؤية نفسك، وهل ترى حقًا نفسك إنسانًا حيويًا وفعَّالا، وهل ترى نفسك إنسانًا اجتماعيًا، وهل يراك الناس إنسانًا محبًا للمغامرة والمخاطرة.. أم هل يراك الناس مندفعًا متسرعًا؟

هل أنت حقًا إنسان انبساطي؟ أم انطوائي؟ وهل ترى نفسك شخصية اجتماعية فعلا.. الإجابة على كل هذه التساؤلات تتعرف عليها من خلال الإجابة على أسئلة وضعها علماء النفس والاجتماع كي يتعرف الإنسان إلى حقيقة نفسه، ويعرف حقًا كيف يرى حقيقة نفسه، وكيف يراها الناس؟

وهذا ما يوضحه المؤلف يوسف أبوالحجاج في كتابه "كيف ترى نفسك.. وكيف يراك الناس" الصادر عن دار الكتاب العربي بدمشق في 216 صفحة من القطع المتوسط.

وبعبارة: "من يعرف الناس فهو ذكي، ومن يعرف نفسه فهو أذكى" لعالم النفس والاجتماع الأمريكي ديفيد نيفن صدَّر المؤلف كتابه، موضحًا أن معظمنا يعرف عيوب الآخرين، ويتعامل معهم على هذا الأساس، بينما قليل منا من يعرف عيوب نفسه ومزاياه الشخصية ويتعامل مع نفسه على أساسها.. متطرقًا إلى نقاط حددها عالم النفس الألماني هانز إيزنك لقياس السمات الشخصية، منها: أشهر خصائص السمات الشخصية للشخصيات الانبساطية والتي يميل أصحابها قليلا إلى عدم الاستقرار هي: النشاط، التفاؤل، اعتباطية السلوك وسرعته، التقلب، الرغبة في الإثارة.

أما إذا زادت نسبة عدم الاستقرار النفسي لديهم فإنهم يصبحون عدوانيين مفرطي الحساسية والتأثر.

وعن أشهر خصائص سمات الشخصية الانبساطية المستقرة فهي: الاجتماعية، الانطلاق، الثرثة، سرعة الاستجابة، خلو البال، الحيوية، القيادة.

بينما أشهر سمات الشخصية الانطوائية التي يميل أصحابها إلى عدم الاستقرار النفسي قليلا فهي: التحفظ، التشاؤم، الصرامة، القلق، تقلُّب المزاج.

أما الشخصية الانطوائية المستقرة نفسيًا فتتسم بالسلبية، الحرص، مراعاة شعور الآخرين، معظمهم مسالمون، تسهل قيادتهم، يمكن الاعتماد عليهم، معتدلو المزاج، هادئون.

وبصفة عامة تتسم الشخصية الانبساطية بالمزيد من النشاط، الاجتماعية، تقّبُّل المخاطر، سرعة رد الفعل، القدرة على التعبير عن الذات، قلة الاكتراث، واللامسؤولية.

هل أنت ذا شخصية مسيطرة؟

ويشير المؤلف إلى أن السيطرة من الأشياء التي يتوق إليها كثيرون، والكثيرون يسعون جاهدين لتحقيقها، وهناك من يسعى لتحقيقها أكثر من غيره، وقد يظهر علينا هوس السيطرة بعدة طرق، مثل الاهتمام الزائد بنوع الطعام الذي نتناوله، أو التحكم في الطريقة التي نظهر بها، والتي قد تصل إلى إجراء عمليات تجميلية أحيانًا!

والحقيقة أن امتلاك السيطرة بالنسبة لكثيرين لا يكون فقط على حياتهم، بل أيضًا على حياة من حولهم، ومن الدلالات التي قد تبين لك أنك مهووس بالسيطرة ما يلي:

-      الرغبة في المعرفة، خاصة لما يدور في حياة الآخرين.

-      الرغبة في السيطرة على الآخرين لاسيما شريك الحياة.

-      تلعبْ أحيانًا دور الوسيط في الزواج والعلاقات العامة وتعتبر رأيك مقدسًا!

-      فرط الاهتمام بالمظهر، والرغبة في أن تكون أفضل الموجودين طلة.

 

أي نوع من البشر أنت؟

كما يشير المؤلف إلى أنه من الصعب أن تجد شخصين متطابقين في السلوك والمشاعر والأحاسيس حتى التوائمين المتماثلين يختلفان في بعض السلوكيات والأحاسيس، لكن هناك سمات يشترك فيها فريق من البشر، وسمات أخرى يشترك فيها فريق ثانٍ.. وسمات يشترك فيها فريق ثالث، وهكذا أمكن تصنيف البشر حسب سلوكياتهم إلى فرقٍ متشابهةٍ، ويمكن إيجاز أشهر تلك الشخصيات فيما يلي:

-      أولا: المنفتحون: وهم اجتماعيون، ناشطون، يشعرون بالراحة في تعاملهم مع البشر، والعالم الخارجي يزيد من حيويتهم، ويهتمون باستمرارية التجارب، ويتصرفون أولا ومن ثم يفكِّرون!

-     ثانيًا: المنطوون على أنفسهم: أغلبهم أناس هادئون، متعقِّلون، رزينون، الوحدة تحرِّكهم، يفكِّرون ثم يتصرفون، يهتمون بعمق التجارب، ويكتشفون ما يفكِّرون فيه.

-     ثالثًا: الحسِّيون: هم أناس عمليون، واقعيّون، يعيشون الحاضر، يهتمون بما في متناول أيديهم أكثر مما يهتمون بالإمكانات المستقبلية، يثقون بالمعلومات التي يحصلون عليها مباشرة من حواسهم الخمس، يعملون على مراحل وبطريقة محددة مسبقًا، يهتمون بشكلٍ عامٍ بالتفاصيل.

-     رابعًا: الحدسيون: هم من يحصلون على معلوماتهم من حاستهم السادسة، يمتازون بسرعة البديهة، يحسبون جميع الاحتمالات، يستعملون مخيلتهم ورؤياهم، يحبون إنجاز الأمور بطريقة جديدة ومبتكرة، يركزون على الصورة ككل، ويميلون إلى تجاهل التفاصيل.

-     خامسًا: المفكِّرون: يستعملون المنطق والتحليل ليتخذوا قراراتهم، ويعطون أهمية وقيمة للمبادئ والقوانين والإجراءات، ويميلون إلى الموضوعية والنقد.

-     سادسًا: العاطفيون: يختارون المعلومات بحسب معاييرهم الشخصية، ويعطون أهمية وقيمة للتناغم، يساندون الآخرين، ويتعاطفون معهم، تتفتح شخصياتهم بفعل الإطراءات، بينما تجرح الانتقادات مشاعرهم.

الإنسان الخامل

ويختم المؤلف كتابه بالحديث عن الإنسان الخامل، ويسأل القارئ: هل يراك الناس إنسانًا خاملا؟ وهل ترى نفسك كذلك؟

ويوضح أن من أبرز سمات الإنسان الخامل أنه لا انفعالي، لا حيوي، هادئ جدًا، ويمكن للهدوء أن يأخذ أشكال عدة، منها النزعة إلى التأجيل، فهو على الدوام يرجئ إلى الغد ما يستطيع القيام به اليوم.

ومن هذه الأشكال التي يمكن أن يأخذها الهدوء "المثالية"، فأغلب الخاملين يريدون بلوغ أهدافًا مستحيلة، وبعضهم يميل إلى التشاؤم والتضخيم للمشكلات الواقعية وتوهم مشكلات افتراضية لكي لا يفعل شيئًا.

أيضًا من أبرز سمات هذه الشخصية اللامبالاة تجاه الحياة الاجتماعية، وأغلبهم أكثر توجهًا نحو ذاته.

أيضًا معظمهم حريص على البقاء على التصرفات نفسها، والافتقار إلى الحياة الداخلية المفعمة بالقوة، وأغلبهم شديد المحافظة، متعلق بالماضي وغير متسامح!

كما أن أغلب الشخصيات الخاملة ذات طبع خجول، لا يحب المخاطرة، ولديه مشكلة مع المجهول الذي يخافه، لذلك نجد أغلبهم متحفظًا في علاقاته مع الآخرين ما لم يطمئن إلى طباعهم وتصرفاتهم.

أيضًا معظمهم ينتقد كل تصرف يبدر، وأغلبهم متواضع، وقد يصبح تواضعه إنكار للذات.. كما أن أغلبهم رغم مظهره البارد فهو عندما يغضب يكون وقحًا وتظهر طبيعته الممزوجة بالشك والقلق، خاصة إذا أجبر على تصرف رغمًا عنه، أو استُفز، وهذا ما يجعله متحفظًا ليحافظ على خصوصيته.

كما أن أغلب الخاملين يكره الاعتراف بالخطأ، ومعظمهم يُبقي على التقاليد والعادات المألوفة لأنها تشعرهم بالأمان.. أما التغيير فإنه يخيفهم ويرعبهم.

fiogf49gjkf0d