fiogf49gjkf0d التطوع وثقافة المتطوعين
أحمد الشلقامي
إن العمل التطوعي بما يحمله من معاني إنسانية ودلالات حضارية هو نموذج للحراك الايجابي في أي مجتمع ، وتتميز المجتمعات الإسلامية بوجود حافز إضافي في انتشار ثقافة التطوع والحرث عليه حيث أن التطوع هو مرادف لأفعال الحير التي تمثل مقصد من مقاصد الشرع الإٍسلامي الحنيف بحيث يمكن ربط المصطلح بدلالات المسئولية المجتمعية التي نص عليها الشرع قرآن وسنة .
إلا أن هذه الخصيصة أصبحت تواجه مجموعة من الإشكاليات التي تتطلب وضع آليات لحلها والحد من سلبياتها وهو الدور الذي يقع جزء كبير منه على المؤسسات العاملة في المجال الخيري الإنساني والمعنية بالأساس باستيعاب الراغبين في التطوع خاصة فئة الشباب .
والتطوع بشكل عام هو عمل غير ربحى ، لا يقدم نظير أجر معلوم، وهو عمل غير وظيفي ، يقوم به الأفراد من أجل مساعدة وتنمية الآخرين، من جيرانهم أو المجتمعات البشرية بصفة مطلقة.
وهناك الكثير من الأشكال و الممارسات التي ينضوي تحتها العمل التطوعي، من مشاركات تقليدية ، إلى مساعدة الآخرين في أوقات الشدة وعند وقوع الكوارث الطبيعية والاجتماعية دون أن يطلب ذلك وإنما يمارس كرد فعل طبيعي دون توقع نظير مادي لذلك العمل .
منظمة المؤسسات الخيرية
وتبدأ إشكالات العمل التطوعي في المؤسسات الخيرية من مشارب عدة تتوزع بين قانوني وإداري وثقافي وتنظيمي ولعل أغلب هذه الإشكالات تنبع بالأساس من كون بيئة التطوع لازالت تعتمد على النظرة التقليدية للعمل والتي تتجسد في صورة نمطية في كونه عمل غير مجزي أو أنه رحلة ترفيه او اضاعة للوقت .
ولأن العمل التطوعي هو مكون أساسي في دعم المؤسسات الخيرية الإنسانية فمسئولية تطوير منظومته وتنمية ثقافة الراغبين فيه هي مسئولية تقع على عاتق المؤسسات الخيرية الإنسانية كما أنها من صميم مسئولية الدول من حيث تهيئة البيئة القانونية والاجتماعية لدعم التطوع وثقافته بين فئات المجتمع المختلفة وخاصة الشباب .
ثقافة المتطوعين
ورغم الإشكالات المتعلقة بالمؤسسات الخيرية التي تعتبر البيئة الطبيعية للعمل التطوعي إلا أن الإشكالية الأبرز تتمثل في ثقافة المتطوعين ومفهومهم عن التطوع ومدى المساحة المتاحة من حياتهم لأنشطتهم التطوعية فلازال الكثير منا ينظر للتطوع نظرة تقليدية تتمحور في خدمة تقدم من قبله في دعم ومساندة المحتاجين على الرغم من أن الواقع يؤكد على أن التطوع هو مسئولية والتزام .
كيف نتغلب على اشكالات التطوع
الإشكالات السابقة تحتاج لخطوات عملية للحد من أثارها السلبية والتي نجملها في :
- تهيئة مجتمعية تربوية عبر مناهج دراسية يتم تطبيقها في المراحل الأساسية في التعليم تتبنى رؤية التطوع من منطلق المسئولية والتكليف .
- منظومة قوانين تتضمن إدراج التطوع ضمن العمل العام الذي تشجع عليه الدولة .
- تبني المؤسسات الخيرية لاستراتيجية العمل التطوعي التي تنطلق من أسس عليمة لدمج المتطوعين في العمل التنظيمي للمؤسسة بحيث يكون جزء منها وليس وافداً عليها .
- منح المتطوعين فرصاً في مجال المشاريع الخيرية تعتمد على ربطهم بهذه المشاريع وتبنيهم لها .
- وضع أسس لنقل الخبرات وتبادل المعارف بين المتطوعين وبين أصحاب الخبرات في المؤسسات الخيرية .
- تبني المؤسسات الخيرية لبروتوكول تعاون بينها وبين المؤسسات التعليمية والتربوية لتقوم بتنمية ودعم المتطوعين عبر التدريب والتأهيل والتثقيف والمعايشة العملية .
– بناء شراكة بين المؤسسات الخيرية ذات الثقل تاريخياً وعملياً لتقوم بتبادل الخبرات بينها في مجال التطوع والمساهمة بشكل أكبر في خلق فرص للمتطوعين تستوعبهم .
- تأسيس مؤسسات تربوية وعلمية تستهدف إعداد وإصدار أبحاث وكتب وإصدارات عليمة في مجال التأصيل للعمل التطوعي وألية تنظيمه وتلافي إشكالياته ومعوقاته fiogf49gjkf0d |