fiogf49gjkf0d د. راغب السرجاني : متفائل بدور الشباب في رفعة الأمة
اللجوء إلى الله وإحسان البحث والعمل العلمي.. سبيلنا للنهوض
خجلت في البداية لما لم أجد لدي معلومات دينية وفيرة مع ثقافتي العامة الواسعة
الشباب الغيور على دينه موجود بامتداد وطننا الإسلامي.. بل في الدول الغربية أيضا
أوجه شبابنا إلى الحرص على التفوق العلمي والتمسك بروح العمل الجماعي أكثر
الهزيمة النفسية وراء ارتماء الكثيرين في أحضان الغرب والاعتقاد بمناسبة تجربته
نحيا في عصر التكتلات الحضارية ولا بديل عن وحدتنا لتبوؤ مكانتنا الحضارية
نظرية المؤامرة لا يفلح عملها فينا إلا إذا كنا ضعاف الإيمان
حوار - محمد ثابت توفيق
الدكتور راغب السرجاني صاحب فكرة إنشاء موقع قصة الإسلام والمشرف عليه، وهو موقع للتاريخ الإسلامي على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، كما يرأس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة. وهو أستاذ في كلية الطب في جامعة القاهرة، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. تخرج في كلية الطب في جامعة القاهرة عام 1988م عن عمر يناهز أربعة وعشرين عاما. ولد في مدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية عام 1964م. نال الدكتوراه المشتركة بين مصر وأمريكا عام 1998م في أحد فروع الجراحة، وهو يمارس حياته العملية كطبيب حتى اليوم، وفي الوقت نفسه يواصل مشروعه الفكري «معا نبني خير أمة» عبر دراسة متأنية للتاريخ الإسلامي، خصوصا في فترات الازدهار عقب المحن؛ للاستفادة منها عمليا في واقع أمتنا اليوم. ألف في هذا المضمار 57 كتابا، علاوة على محاضراته الصوتية التي سبقت جهده التأليفي بعامين، والتي بدأت عام 2000م، بالإضافة إلى برامجه التاريخية الإسلامية -أيضا- في الفضائيات العربية. نال عددا من الجوائز عن هذا الجهد، منها: في مسابقة نبي الرحمة العالمية عن كتابه «الرحمة في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم »، كما نال جائزة الأمير نايف العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية عن بحثه «البيئة في الإسلام.. استثمار وحماية» عام 2012م.
التقينا الدكتور راغب السرجاني في هذا الحوار حول مسيرته الفكرية، ورحلته مع التاريخ الإسلامي، وما يفتقده الشباب اليوم، وحال الأمة الإسلامية، ومقارنتها بتاريخ محنها، وكيفية نهضتها اليوم، وموقفه من فكرة المؤامرة، ورؤيته لمستقبل الأمة.
البداية والطموح
ماذا عن بداية حياتك وطموحك في وقت مبكر من نشأتك؟
ـ ولدت لأسرة ملتزمة بالأصول الإسلامية المتعارف عليها، من أداء للفرائض والالتزام بالأخلاقيات الحسنة وآداب الحوار وحسن التعامل مع الآخرين وبر الوالدين. وفور ولادتي انتقلت الأسرة للإقامة في العاصمة المصرية القاهرة. ومنذ بداية رحلتي التعليمية حرص والدي على بث روح الطموح بداخلي، خصوصا مع استعدادي الفطري لذلك، فكتب والدي لي لوحة معدنية وضعها على مكتبي فيها اسمي وتحته عرفني بـ«طبيب وجراح»، وما زلت احتفظ بهذه اللوحة منذ عامي الثاني الابتدائي حتى اليوم. والشاهد أن حث الأبناء على التفوق منذ نعومة أظافرهم من قبل والديهم كثيرا ما يؤدي بهم إلى التفوق، أضف إلى ذلك حرصي على القراءة في جميع المجالات. وكان والدي يحرص -أيضا- على الإتيان لي بكتب ومجلات متفرقة، وقد زاد هذا من طموحي في مواكبة كل ما هو جديد في عالم الثقافة والعلم، بل الأدب العربي والعالمي.
وما سبب نمو التطلع بداخلك للتعمق في دراسة التاريخ الإسلامي، وهو ما تطور مع الأيام؟
ـ بدأ تطلعي لأن أصبح داعية في منتصف دراستي في كلية الطب، وكانت علاقاتي الاجتماعية جيدة، وحفزتني -أيضا- كثرة القراءة في مختلف المجالات، بخاصة الأدبية العربية والعالمية، أما ما آلمني فهو حينما قرأت كتابين إسلاميين وشعرت بقلة معلوماتي الدينية وعدم علمي الكافي بتعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته، على الرغم من ثقافتي. ومنذ عام 1990م بدأت أهتم أكثر بالجانب التاريخي، ولم تتوقف قراءتي الإسلامية، لكن كان هناك تركيز أكثر في هذا الجانب.
إلى الشباب
أما وقد استطعت التفوق في دراسة الطب ومزاولته، ودراسة التاريخ الإسلامي والمحاضرة والتأليف فيه.. فبم تنصح الشباب الملتزم الواعد؟ وما الذي ينقصه برأيك؟
ـ أوجه الشباب إلى أن تكون له هواية تنمو مع الجانب الاحترافي، ويسخر هذه الهواية، ما استطاع، لتعينه في هذا المجال. وحبذا لو كانت إحدى هواياته مناسبة لمجال دراسته، فقد كنت أحب -مثلا- أن ألخص المقررات الدراسية للزملاء في الكلية، بل أقوم بإعادة تدريسها إليهم، وهو ما أعانني كمحاضر لاحقا.. وهكذا. حتى حب السفر والرحلات أمكنني توظيفه في قراءة معالم حضارية مختلفة في ألمانيا واليابان -على سبيل المثال- وكانت هذه المعلومات تفيدني في المجال الدعوي الاحترافي وتصب في مصلحة خدمة أفكاري. ولهذا، أقول للشباب من المفيد أن تكون لكم هوايات يمكن استغلالها في مجال احترافكم.
وللحقيقة، فإني أحمد الله تعالى أن من على الأمة بعدد كثير من الشباب المتحمس لخدمتها وخدمة الإسلام، بل يحاولون القيام بدور إيجابي في سبيل خدمتها، ولديهم الروح الدافعة القوية لهذا، وهم منتشرون في معظم دول العالم الإسلامي، بل حتى في الدول الغربية التي فيها جاليات إسلامية مميزة، مثل: الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، ألمانيا وإنجلترا. وهم شباب مخلصون، لكني أرى أن يهتموا بالجانب العلمي، بشقيه الديني والدنيوي، أكثر في حياتهم. ومن يريد التخصص في العلم الشرعي منهم، فلا يأخذ الأمر على محمل الهواية، فيقرأ عددا من الكتب من دون أن يأخذ عن عالم يبسط له العلم الشرعي على حقيقته، حتى لا يفتقد القدرة على الترجيح بين الصواب والخطأ، والصحيح والسقيم. ويجب أن يفهم الشباب الأمر على محمله الحقيقي، فالعلم الشرعي مثل كل علم، لكي أتخصص فيه أو أتحدث عنه يجب أن أطرق باب العلماء المتخصصين فيه، وأتواضع في الأخذ عنهم.
وهناك أمر أعيبه على شبابنا، وهو متصل بالعلم أيضا، فأنا أرى المحترفين في مجال من مجالات الحياة يقنعون بما دون التفوق في مجالاتهم، في حين أن أمتنا لن تستطيع النهوض إلا بتفوق أبنائها المخلصين في جميع المجالات، فما تبنى الأمم إلا بالعلم، ومن يتصدى لذلك إن لم يكن الشباب المسلم المخلص المتوثب، خصوصا أن هذه العلوم تحتاج إلى صبر شديد وتركيز كبير؟! وبظهور علماء من بيننا تستطيع أمتنا النهوض، بل ستتحول من عالة على الغرب إلى منتجة. وفي هذا الشأن، فإن لي كتابا خاصا أثبت فيه للعالم أن نظرة الإسلام الحاثة على العلم والتعلم كانت منذ أول يوم من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن المقصود بها العلم الشرعي فقط، بل العلم بشقيه الشرعي والدنيوي. وإن شبابنا حينما يذاكرون دروسهم جيدا فإنهم يخدمون دينهم وأمتهم في الدنيا، ويثقلون ميزان حسناتهم في الآخرة.
أما آخر توجيهاتي إلى الشباب المسلم اليوم فهو الحرص على روح العمل الجماعي، فروح العمل الجماعي ما زالت تنقصنا، للأسف الشديد، فيما نجح الغرب في قيادة العالم حينما تحلى بهذه الروح، وهو الأمر الذي تعاني منه أمتنا اليوم، حتى أن بعض الشباب الملتزم لدينا أحد أكبر اهتماماتهم في الحياة الطعن في فريق آخر من الشباب يعملون لخدمة الدين! أتمنى أن نعود لروح الفريق وحسن الظن بين الجميع، ولنتذكر المهاجرين والأنصار على الدوام والروح الإيمانية العظيمة التي سادت بينهم، وليكن هذا الأمر نصب أعين شبابنا على الدوام.
«معا نبني خير أمة»
حدثنا عن مشروعك الحضاري «معا نبني خير أمة» المبني على أسس قوية من دراسة التاريخ الإسلامي.
ـ أسس مشروعي الحضاري قائمة على دراسة العوامل التاريخية التي أدت إلى نهضة الأمة الإسلامية من جديد عقب فترات ضعفها الشديد، ومحاولة إسقاط عوامل النهضة هذه على حال الأمة اليوم من أجل استعادة أمتنا لدورها من جديد. ومن هنا، فالبداية مع قراءة جيدة للسيرة النبوية العطرة، ثم النظر إلى عوامل النهضة في فترات الضعف مع محاولة تطويرها بما يناسب عصرنا الراهن، وتجاربنا المعاصرة.
ألا ترى أن هذا الأمر يحتاج في البداية إلى النظر المحكم في واقعنا الراهن من جميع أبعاده، ثم تحديد سبل مواجهته؟
ـ برأيي أن أمتنا، التي قال الله تعالى فيها: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون} (آل عمران:110)، تعاني معاناة كبيرة اليوم وتحاول التغلب عليها. ومن أهم أسباب المعاناة سيرها وراء تجارب غيرها من الأمم المعاصرة، ونسيانها أن خيريتها في الآية الكريمة ارتبطت بالله تعالى، وبالتالي اختلفت معايير النهوض لديها بحيث صارت شرقية أو غربية، المهم أنها لا تنتمي إلينا. والهزيمة النفسية هذه مطلوب الخروج الحثيث منها، بل إن معظم برامج إعادة الأمة إلى مكانتها «مشلولة» بالأفكار الغربية كمشروعات بناء.. بينما آلياتي وخلفيتي عن كيفية بناء أمتنا مختلفة تماما، بل بالغة الوضوح، إن لم ترها بعض العيون المنتمية إلينا فإن العيب يكمن فيها هي، وفي قمتها أن النصر يتنزل من عند الله بشرطين: أولهما أن نعلن انتماءنا إلى الإسلام بوضوح تام وجلاء، وارتباطنا به وحرصنا على تمام الصلة بالله، من دون تلاعب بالألفاظ، وحين نفعل ذلك فإن الله يساعد الأمة بمدد من عنده، بشرط أن تتشبع بمحبته واليقين به، هنا يضاعف الله قوتها، ويضعف عدوها. وبرأيي إن الارتكان إلى جنب الله تعالى مع حسن العمل هما ما افتقدناه في السنوات الأخيرة، وليس عبثا بناء الرسول صلى الله عليه وسلم للمسجد فور ذهابه إلى المدينة المنورة.
أما الأمر الثاني والأخير برأيي فهو وحدة الصف الإسلامي، مع نبذ الفرقة داخل الأوطان وخارجها، فلو تنازعنا لفشلنا جميعا، مصداقا لقوله تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين} (الأنفال:46). فلا ننتظر نصرا حتى تحل المشاكل بين المسلمين أنفسهم. وإن الأوروبيين وجدوا أنفسهم من خلال الاتحاد الأوروبي، الذي تناسوا به أقاليمهم المختلفة، لاغين الحدود والعملة، مع كون تاريخهم عدائيا بحتا، فألمانيا احتلت فرنسا في الحرب العالمية الثانية، وسالت دماء، غير أنهم تناسوا كل هذا ليكونوا في المقدمة الاقتصادية. وهكذا تتكتل الولايات المتحدة الأمريكية مع اتساع حدودها المترامية: شمالها ثلج وجنوبها بالغ الحرارة! وإحدى الولايات الأمريكية اقتصادها يساوي سدس اقتصاد العالم (ولاية تكساس)، وولاية كاليفورنيا مساحتها ضعف مساحة مصر، لكن الولايتين لا تنظران إلى المال والمساحة في سبيل علمهما أن استمرارهما لن يكون إلا عبر الوحدة، وهكذا فعلت نمور شرق آسيا. وحينما ننظر إلى أمتنا الإسلامية أتعجب، بل أبكي للإمكانات الهائلة والدعم الرباني اللامحدود لو اختارت الوحدة، ثم هي تختار أسسا بعيدة محاولة النهوض! والله تعالى يقول: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} (آل عمران:103).
وهل بلغت الأمة هذا المبلغ من الضعف من قبل؟ وماذا عمن يقولون إن التحدي الراهن هو الأكبر على مدار تاريخها؟
ـ نعم، وقفت الأمة مواقف مشابهة، واستطاعت النهوض منها بسلام، وعلى سبيل المثال: قبل الحروب الصليبية، وعند محاربة التتار، وفي فترة ملوك الطوائف في الأندلس. لكن الأمة كانت على وعي بأمر لا يمكنها التخلي عنه، حتى إن جاءت مرحلة أجلتها لكنها موجودة، أعني الشريعة الإسلامية، وهكذا فلا مجال للتذاكي على سنن الله تعالى الكونية، أو القول بعدم الأخذ بالشريعة حتى حين، فلن يجدي الأمر إلا إذا اقتنعنا بأن النصر من عند الله وحده، وهو أكبر من مختلف القوى على الأرض. وإذا سرنا من دون معيته تعالى لبعض الوقت فإننا معرضون للانهيار طالما لم يكن الله معنا، ولندقق في قوله تعالى: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} (الحج:40).
عفوا أنت ترى أن المشروع الإسلامي الذي أقام الأمة قادر على بعثها من جديد اليوم مع الأخذ بسبل التقدم العلمي، ووحدة الأمة، ومع الأخذ في الاعتبار معية الله تعالى لا معية الأسباب وحدها، ومن دون هذا نفقد مقعدنا الحضاري في العالم.
ـ إنني مع الأخذ بالأسباب العلمية للقيام الحضاري تماما، لكن مع الأخذ في الاعتبار أن هذا لن يتأتى لنا كمسلمين من دون معية الله تعالى، وإن كانت المناهج العلمانية ترى القوة في الدولة على مرجعية علمية فقط، فإننا كمسلمين لن تقوم لنا قائمة إلا بالأخذ بالكتاب والسنة مع العلم، وإلا فتن الناس. ففي فلسفتي لنهضة الأمة أن محاولة إقامة مشروعنا الحضاري على تجارب غيرنا محاولة فاشلة تماما، فلن تقوم لأمتنا قائمة إلا إذا عادت إلى نهج ربها متعلقة به مع أخذها بجدية العمل والبناء الحضاري، وعندها يمكن الله تعالى لها ويضعف عدوها.
نظرية المؤامرة والمستقبل
ماذا عن نظرية المؤامرة التي يرى الكثيرون أنها سبب من أسباب موقفنا الحضاري اليوم؟
ـ إنني أحبذ الوسطية من هذه النظرية، بل أراها حتمية، فإنه من التهريج والغباء افتراض عدم وجودها، فروح المنافسة، شئنا أم أبينا، تظلل مواقف الأمم، كما تسود مواقف الأفراد. لكن هذه النظرية لا تثمر إعاقة حضارية لأمتنا إلا إذا كانت الأمة ضعيفة من داخلها، وابتعدت بالتالي عن التمسك بالإيمان. ولنتأمل الحديث الشريف: «عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها. قال قلنا يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ؟ قال: أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل». فإذا فسرت الحديث بأنه المؤامرة، فإن إكماله يفيد أسباب ذلك: «ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن. قال قلنا وما الوهن؟ قال: حب الحياة وكراهية الموت» (رواه الإمام أحمد في مسنده).
وهكذا نزعت المهابة من قلب الأعداء لأننا تركنا معايير إلهية، ومن المستحيل أن يسعى عدونا إلى نهضتنا لكنه لن يضعفنا إلا إذا ضعفنا داخليا وابتعدنا عن الله تعالى.
ومستقبل أمتنا الإسلامية كيف تراه؟
ـ متفائل جدا حياله، فعوامل الأمل فيه قوية، لا سيما فيما يخص شبابنا الذي إن وجّهناه لم نشك في روحه ورغبته القوية في إحداث النهضة والبحث عنها، وهو ما لا يضيعه الله تعالى مصداقا لقوله: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} (العنكبوت:69). وشبابنا اليوم يحمل هم الأمة بقوة، وحينما يلهمه الله السداد المطلق سيلهمه القيادة الرشيدة، لكن هذا يحتاج إلى تمحيص شديد للصف، ولا ينبغي أن نتوقف بالسؤال حول زمن ذلك، فإنه قادم ما لم نتعجله. fiogf49gjkf0d |