fiogf49gjkf0d
عايض العمري: نشجع الأفكار الإبداعية ونغرسها كثقافة في بيئة العمل الخيري
أكد الدكتور عايض بن طالع العمري المدير التنفيذي والمتحدث الرسمي لجائزة التميز في العمل الخيري" من "مؤسسة السبيعي الخيرية"، أنَّ الجائزة تهدف لمواكبة التحولات الحديثة في مجالات عمل المنظمات غير الربحية في العالم، وتعمل على رقيه وتحضُّره، وتساهم في نهضته، في أول تجربة يتم تطبيقها في الشرق الأوسط للمنظمات غير الربحية.
وأشار إلى سلسلة معايير واضحة وعلمية، لتقييم أداء عمل المؤسسات الخيرية، بلغت 11 معيارًا، و42 بندًا ، وبمجموع نقاط بلغ 3 آلاف نقطة يقوم عليها نخبة من الخبراء والمحكمين المحليين والدوليين.
وأعرب ـ خلال حواره لـ"الإسلام اليوم" ـ عن أمله أن تمثل الجائزة إضافة جديدة إيجابية ضمن سلسلة المبادرات التحفيزية الهادفة لدعم المؤسسات العاملة في خدمة المجتمع، وتشجيع الأفكار الإبداعية، وغرسها كثقافة في بيئة العمل الخيري، وتكريم أصحابها، وتبنيها ورعايتها.
كيف يمكن لجائزة التميز أن تسهم في الارتقاء في العمل الخيري؟
الدعوة إلى إنشاء جائزة السبيعي للتميز في العمل الخيري تلبي اليوم حاجة حقيقية، وهي تعبير عن مطلب حتمي في أهمية إحداث نقلة نوعية في بنية المنظمات الخيرية وتشجيعها على تبني مفهوم الجودة والإتقان والتميز، وفرصة مهمة للارتقاء بكفاءة وفعالية هذا العمل، ولذلك فالمعول على الجائزة أن تسهم في رفد رُوح المنافسة بين المنشآت العاملة في المجال الخيري منافسة تستوحي الإبداع في العطاء، ومن ثم يمكن تقديم هذه الممارسات والتجارب الرائدة المتميزة كنماذج قابلة للتفاعل من قبل المنشآت الأخرى ومن قبل المبدعين في هذا القطاع.
ومن هذا المنطلق جاءت جائزة السبيعي للتميز في العمل الخيري من أجل نشر مفاهيم الجودة والتميز المؤسسي بقطاع العمل الخيري بالمملكة؛ حيث تم تطوير النموذج العلمي للجائزة من قبل خبراء متخصصين وباستخدام منهجية علمية جمعت بين المفاهيم الأساسية للتميز والاستفادة من النماذج العالمية المماثلة في الجودة والتميز، مع تضمينها بالمعايير الخاصة بالعمل الخيري بالمملكة العربية السعودية، لتكون بمثابة نموذجًا وطنيًّا يمهد الطريق أمام المنشآت العاملة بالقطاع الخيري نحو تبني المفاهيم الأساسية لتحقيق الجودة والتميز والتحول إلى العمل المؤسسي المبني على قياس النتائج والتقييم الذاتي.
ألا يمكن أن تؤثر المنافسة بين المؤسسات الخيرية في ظل إشكاليات يعانيها القطاع بالسلب على أداء هذه المؤسسات وربما تفقدها زمام المبادرة في التصحيح؟
هناك جهود ومبادرات متنوعة تقوم بها المؤسسات الخيرية لتحسين أدائها وتطوير بنيتها الإدارية، ومع ذلك فهذا القطاع كغيره من القطاعات به مستويات، ولا يمكن وضع كل المؤسسات في مستوى أداء واحد، لكننا متفائلون بأن فرصة المشاركة الطوعية في المسابقة ستتزايد، وستتأكد معها الجمعيات الخيرية أن دخولنا مضمار المنافسة -حتى ولو كانت الأدوات غير مكتملة- هو مفتاح حقيقي لبوابة الإتقان؛ فالمبادرة ليست جائزة فحسب، بل هي معايير أداء وتقييم عالمية، ومراجعات مهنية للأداء، ومقارنة نوعية بمتطلبات التغيير، بالإضافة إلى استفادة مهمة للمؤسسات المشاركة من التقارير التعقيبية الفنية التي تحدد نقاط القوة وفرص التحسين، كل هذا يتم من خلال خبراء ومحكمين عالميين في مجال الجودة والتميز، والأثر الإيجابي سيعود كبيرًا على القطاع بلا شك، وفرص ارتقائه ستكون واضحة المعالم في السنوات القادمة بإذن الله، عبر هذه المبادرة وغيرها من المبادرات الإبداعية في هذا المجال.
ما هي المجالات التي يشملها إطار جائزة السبيعي للتميز في العمل الخيري؟
بالتأكيد، الجائزة تسعى لتحقيق أهدافها عبر ثلاثة مجالات واضحة المعالم، أول هذه المجالات هو المنشآت الخيرية المتميِّزة، والهدف إيجاد بيئة تنافس مؤسسية، وتقديم نماذج بارزة ورائدة في هذا القطاع، ويشمل ذلك، المنشآت العاملة في القطاع الاجتماعي والإغاثي بفئتيها: الكبيرة التي يبلغ عدد العاملين فيها -من غير المتطوعين- 50 فردًا أو أكثر، وفئة المنشآت المتوسطة والصغيرة التي يقل عدد العاملين فيها -من غير المتطوعين- عن 50 فردًا، وتستهدف تطوير أداء هذا القطاع وإعادة ترتيب أبرز المنشآت الأكثر فاعلية وعطاءً كنماذج لأفضل الممارسات في العمل الخيري يمكن الاقتداء بها من قبل المنشآت الأخرى، إضافة إلى المنشآت العاملة في القطاع التعليمي والدعوي، وهو ما تم تقسيمها إلى فئتين بحسب حجمها أيضًا.
وأما المجال الثاني في الجائزة، فيختص بالمشروع الخيري المتميز للمنشآت، وهي محاولة من الجائزة لتقدير المشاريع والتجارب المبدعة التي ساهمت في إحداث تعظيم للفوائد التي يتحصل عليها المجتمع بشكل أكبر، والارتقاء بالمبادرات المتميزة في هذا القطاع، وتتم عملية التقييم بناء على: المنهجية المنفذة، وأسلوب التطبيق، والفوائد المحققة.
والمجال الثالث للجائزة، فمرتبط بالفكرة الإبداعية المتميِّزة للأفراد والمنشآت، والهدف هو تشجيع الأفكار الإبداعية، وغرسها كثقافة في بيئة العمل الخيري، وتكريم أصحابها، وتبنيها ورعايتها، لما لها من أثر إيجابي في الارتقاء بالعمل الخيري المؤسسي.
حينما نتكلم عن التميز في العمل الخيري؛ هل هناك اعتبارات ومقاييس واضحة لقياس التميز بين منظمة وأخرى؟
نحن في جائزة التميز انطلقنا من قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"، وحتى نتجاوز ما ذكرت من إشكاليات نظرية فقد وضعنا سلسلة معايير واضحة وعلمية، وقد بلغت معايير الجائزة 11 معيارًا، و42 بندًا معياريًّا، وبمجموع نقاط بلغ 3 آلاف نقطة موزعة على ثلاثة مجالات للجائزة كما أسلفت سابقًا، وبات لكل جائزة معايير دقيقة خاصة يقوم عليها نخبة من الخبراء والمحكمين المحليين والدوليين؛ فتجد مثلاً في جائزة المنشآت الخيرية عدة معايير، منها معايير القيادة الإدارية والإستراتيجيات، وإدارة الموارد البشرية والمتطوعين، وإدارة وتنمية الموارد المالية والأوقاف، وإدارة الموارد والشراكات، وإدارة العمليات والخدمات، والحوكمة والشفافية، ونتائج الموارد البشرية، وغيرها من المعايير، وهكذا تتوزع المعايير بشكل تفصيلي، ويقيم كل معيار، ويتم إخضاع الممارسات التنفيذية للمؤسسات والمشاريع والأفراد المشاركين لهذه السلسلة المحكمة من المعايير، ومن ثَم إعلان المستحقين للجائزة، وهي جائزة في تصوري ستحدث نقلة نوعية في أداء المنشآت العاملة في العمل الخيري، وذات أثر كبير على القطاع، ليس في السعودية فقط، بل وحتى في المنطقة، حين تبرز آثارها، ويتم الاستفادة منها، ونقل ثمرات نجاحها.
هل المشاركة مختصة بقطاع بعينه أو مؤسسات محددة أم أنها متاحة لكل مؤسسات المجتمع المدني ؟
بالنسبة للمشاركة فهي متاحة وحق لكافة المنشآت الخيرية المسجلة رسميًّا في الجهات الحكومية، كما يحق للمنشآت والأفراد التقدم لمجال الفكرة الإبداعية المتميِّزة، ونحن بهذا الصدد نهيب بجميع المنشآت الخيرية بالمملكة المشاركة والتقدم للمنافسة، والمساهمة بالارتقاء الثقافي والعملي بالقطاع الخيري، عبر هذه المبادرة المباركة، وأود بهذه المناسبة أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى القائمين على مؤسسة محمد وعبد الله إبراهيم السبيعي الخيرية على تبني وإطلاق هذه الجائزة، والاهتمام بالجودة والتميز المؤسسي بالقطاع الخيري في بلادنا الغالية.
_____________
الاسلام اليوم fiogf49gjkf0d |