يسيطر على كثير من الناس - وتدعم هذا دراسات كثيرة في علم النفس المعاصر- أن مرحلة المراهقة أزمة ومشكلة، وحين يطلق لفظ المراهق فهو يعني عند الكثير الطيش والانحراف والشطط، وأدى الغلو في هذا المفهوم إلى نتائج خاطئة؛ فصار الأب يعتذر عن انحراف ابنه وعن صبوته بأنه مراهق، وحينما نتحدث مع أحد أولياء الأمور، أو مع أحد المعلمين، أو مع أحد ممن يتحمل مسؤولية في بلاد المسلمين – حول شاب من الشباب، أو حول جمع من الشباب مبديا شكواك لما تراه عليه يجيبك بأنه مراهق، وهذا يعنى أن مرحلة المراهقة هي عذر لارتكاب الجريمة، وهي عذر للانحراف، وعذر للصبوة والشطط والغفلة، أو بعبارة أخرى إن هذه المرحلة تعني التلازم مع هذه الحالة، وحين يطلب منه أن يرتقي بابنه أو بمن يتولى تربيته إلى مستوى أعلى مما هو عليه يعتذر لك بأنه لايزال شابا مراهقا فما مدى صحة هذه النظرة؟ وهل ثمة وجه آخر للمراهقين غير هذا الذي نراه؟ |