fiogf49gjkf0d غريبة، متجددة، نحب مواكبتها مجاراة للعصر ولروح الشباب
الشباب وتقليعات الموضة
في هذا الزمن الغريب تلفت انتباهنا أمور غريبة وعجيبة، ومن هذه الأمور ما يحدث لشبابنا هذه الايام من تسريحات للشعر، منها ما هو مضحك ومنها ما هو مبكٍ.
تتميز مرحلة الشباب والمراهقة على وجه الخصوص بالاهتمام أكثر فأكثر بالشكل، والبحث عن الجديد، كما تتميز بالتأثر بالآخرين، والاهتمام بكل ما هو موضة بمختلف أنواعها، فكل ذلك يمثل مرحلة طبيعية، يمكن أن تصل بالشباب الى الاستقرار، وإيجاد عالمه الخاص إن صح التعبير، ومما لا شك فيه أن أنواع الموضة المتعلقة بتقليعات الشعر، لها جاذبيتها الخاصة، بالنسبة للشباب والشابات أيضًا، فهناك "صرعات" وأشكال ابتكرها الشباب؛ لتصبح ضرورة حياتيـــة، رغم غرابتها..!.
ويمكن لهذه الفئة الشبابية أن تتعلق بأنواع الموضة أكثر من الفئات العمرية الاخرى؛ بسبب طبيعتها وحيويتها.
"شـــــر" لا بد منه
إن الاهتمام المتزايد بالموضة، والمساحة الكبيرة التي تشغلها في حياة الشباب، أصبح ظاهرة لا غنى عن الحديث عنها، والتمعن فيها؛ ذلك أن اتباع الموضة تعدى مجرد البحث عن الظهور بمظهر لائق ومقبول، وأصبح محور حياة الشباب؛ الذين بات أغلبهم "ضحية للموضة"، بالرغم من أن البعض يرى في اتباع الموضة مساوئ كثيرة، منها إهدار الوقت، وتبذير الأموال، وفسخًا للشخصية، والتقليد الأعمى للآخرين، والدخول في حلقة مفرغة، من خلال الركض وراء مجاراة صيحات الموضة؛ التي تتغير بشكل سريع جدًّا".
الهوس بالموضة
لمعرفة المزيد عن واقع "شباب الموضة"، ومحاولة فهم خلفيات هذه الظاهرة طرحنا بعض الأسئلة على شاب، يبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا، يبدو من خلال شكله الجديد - والغريب في الآن نفسه- مولعًا بالموضة، ولعل السؤال الجوهري يتمثل في أهمية الموضة في حياته، فأجاب بحماس وفخر، قائلا: "اتباع أحدث خطوط الموضة بالنسبة إليّ أمر طبيعي جدًّا، ومهم في حياتي، ولا أستطيع تصور شكلي من دون أحدث الصيحات، خاصة تقليعة الشعر؛ التي توارثتها الأجيال عن بعضها.
فأصبح الشاب الذي يحلق شعره حلاقة عادية "رجعيًّا" ولا يمت لهذه الفئة بصلة، وأضاف بشير، أن تسريحة شعره التي أخذها عن اللاعب "بيكهام" تلائم أحدث خطوط الموضة؛ فهي غير مكلفة، ولا تتطلب وقتًا طويلا إلا في بعض المواعيد الخاصة فيخصص لشعره وقتا إضافيا ليكون بذلك أكثر وسامة!!!.
أشهر القصات هي قصة شعر ديفيد بيكهام؛ الذي اشتهر في الآونة الأخيرة بقصات غريبة في كل مرة.
ضرورة مجاراة الموضة
على نفس الخط سار الشاب الآخر، كيف لا وهو في مرحلة المراهقة، وعبر عن تشبثه بالموضة، قائلا: "مظهري أساسي، ومهم جدًّا بالنسبة إليّ؛ لذلك لا أدخر جهدًا ليكون مظهري لائقًا أمام أترابي؛ الذين يواكبون أحدث الصيحات.
وردًّا على سؤال، عما إذا كان هذا الاهتمام الكبير؛ الذي يصل الى حد الهوس، أمرًا مقبولا لدى والديه، وما مدى تأثيره على ميزانية العائلة، قال: "الحفاظ على مجاراة الموضة يتطلب أموالا كثيرة، وأنا ألجأ لوالدي لطلب ما يلزمني، وأحيانًا ما تحدث خلافات جراء كثرة طلباتي".
الموضة تواكب العصر
إن الموضة سرعان ما تتطور وتواكب العصر؛ فهي قابلة للتجديد في وقت قياسي، فلا سبيل للحديث عــــن موضة تتواصل لسنوات متتالية، بل أصبحت ضمن طيات الماضي؛ لتتشكل ملامح جديدة، و "موديلات" حديثة العهد، على كامل المستويات.
فتسريحات الشعر تتجدد مع مرور الوقت، كذلك أدوات الزينة للشاب أو الشابة، على حد السواء، مثل النظارات والساعــات اليدوية الرياضية والجينز، كل هذه الأشياء تسير على عجلة التجديد والابتكار".
طريق اختاره معظم الشباب فــي حياتهم لترويج مبدأ الاختلاف، اختلاف وتباين، وربما ثورة على عصور ولّت ومضت، شباب ابتدع الموضة والجديد، في كل شكل من أشكال حياته اليومية، ملامح يصعب قراءتها، أو فك رموزها، فرغم محاولة الاقتراب من عالم الشباب المهووس بالموضة، والتعرف على أسباب تمسكه بهذه الصرعات والتجديدات؛ فإن الأمر يصعب، ويظل التساؤل قائمًا: عن أي جمال أو جاذبية يتحدث بعض الشباب بتسريحات غريبة، وتقاليد أغرب...؟!.
إن انتشار هذه الظاهرة يعني انكباب الشاب على المظهر؛ الذي بات هاجسًا مقلقًا، والغريب في ذلك أن بعض الشباب لا يعرفون أن الجمال المستعار، أو الزينـة الظاهرية، مهما بدت جذابة، لا تعادل الجمال الحقيقي، وهو جمال الروح. ويبقى المهم ضرورة الاهتمام بالمكونـات الداخلية، من فكر وعقل وثقافة، إضافة الى الاهتمام بالشكل الخارجي، ويبقى السؤال: كيف يبني الشاب نفسه حقيقة بشكل إيجابي؟، وكيف يستفيد من طاقته وحيويته في أشياء تنفع فلا مجال لإهدار الوقت في تسريحه شعر، تضفي على المظهر غرابة أكثر مما تجمله...!.
آخر تقليعات الحلاقين
الفرق بين الإبداع والجنون.. شعرة
مسألة حيوية وأسباب غير مقنعة
إذا اقتربت من شباب الموضة لتعرف أسباب تعلقهم بهذه الصرعات، في قصّات الشعر، فقد لا تجد شيئًا مقنعًا بمعايير العقل والمنطق، لكنه من وجهة نظرهم مسألة حيوية، تكلفهم الكثير من المال والجهد، وبالتالي فهم يحصلون منهما على ما يبرر هذا الإنفاق.
أحد أصحاب قصّات الشعر الغريبة يرى أن تلك القصة تبرز جماله وأناقته، وأنه يرتاح إليها، وأنها الأكثر انتشارًا بين أصدقائه المقربين، حزمة من الأسباب قد لا تجد حيلة في تنفيذها.
نظرة المجتمع
يبدو أن مراهقي هذا الجيل بدأوا بتعدي خطوط مجتمعنا الإسلامي الحمراء؛ التي رسمت شكلا معينًا للرجل والمرأة، ربما بسبب هوسهم وإعجابهم بالنمط الشبابي الغربي؛ الذي يشاهدونه على شاشات التلفزة، من خلال الأفلام والفيديو كليبات، أما المجتمع العربي فتتباين نظرته حيال هؤلاء: فمنهم من يؤيد هذا المظهر، على أساس أنه نمط حياة جديد، يواكب الموضة، أما البعض الآخر فينتقده ويرفضه؛ لأنه تشويه لصورة البشرية.
ولكن مما لا شك فيه أن الدعاية المستمرة التي يقوم بها مصففو الشعر، وافتتاح مواقع إلكترونية تروج لهذه الموضة، يُسهمان في تعميم هذا "الستايل" كما يسمونه!.
على ذمة الراوي..
وإن كان هذا الكلام صحيحًا فما هي الأسباب لهذه الظاهرة...؟
قال صاحبي:
أقسم بالله العظيم أن جميع ما سأقوله حقيقة، ولم ولن أكذب في كل حرف أقوله:
دخلت في أحد الأيام ، إلى أحد محلات الحلاقة، في منطقة ما من مناطق وطننا الغالي، وكان أمامي شاب في مقتبل العمر، يبلغ تقريبًا 22 سنة أو 23 سنة، المهم جلس هذا الشاب على كرسي الحلاقة، وبعد أن حلق وجهه قام بحلاقة رأسه، بتسريحة غريبة، أقرب ما تكون إلى تسريحات شباب هذه الأيام (شباب الغزل)، ورواد الفيصلية والمملكة، وبعد أن أنهى له الحلاق تسريحته الغريبة قام بوضع مجموعة من المساحيق على وجهه، وكمية من الكريمات على تسريحته.. ثم نزل من كرسي الحلاقة يتهادى، بمشية تشبه مشية الفتاة، وهو ينظر إلى من حوله نظرة استهتار غريبة، كلها غرور، وحقيقة لا أدري سبب الغرور ما هو، هل هو بسبب النعومة والمياعة اللتي يتمتع بها، ولا تتمتع بها معظم الفتيات؟!.
خرج من محل الحلاقة وهو على تلك الحالة، بتسريحته الغريبة، جلست بعده وحب الاستطلاع (واللقافة) تدفعني إلى أن أسأل الحلاق: من هذا؟.. جاوبني وليته لم يقل لي من يكون، قال لي بالحرف الواحد: هذا ملازم أول في الشرطة!، بالله عليكم شاب في منتهى الميوعة - يهتم بتسريحة شعره بتلك الطريقة الغريبة- كيف يكون مسؤلا أمنيًّا؟!.. كيف سيكون حاله في مواجهة مجرم أو لص أو شاب ضائع؟.. أين رئيسه عن تلك التسريحة؟، كيف سيطلق النار ولو من باب التدريب؟.. أسئلة كثيرة دارت في ذهني لحظتها، وعرفت الآن سبب معظم الجرائم والسرقات التي تحدث في بلادنا، ما دام هذا وأشكاله هم المناط بهم حفظ الأمن.
رأي المراقبين
المراقبون والخبراء يرون أن الأمر يتجاوز رغبات الشباب، بل يعتبرون تلك الرغبات نتيجة - وليست سببًا في مسألة ولع الشباب بالموضة، ففي عصر ثقافة الصورة التي تسود العالم، وفي عصر الفضائيات والإنترنت، أصبحت شركات الأزياء أكثر قدرة على الترويج لمنتجاتها وصرعاتها، واتخذت من الشباب فئة مستهدفة، فما أكثر المجلات والبرامج ومواقع الإنترنت؛ التي تعرض الجديد من كل موضة للشباب، وترغّبهم فيه، حتى أصبحت أخبار الموضة تنافس أكثر الأخبار الساخنة في مناطق الصراع.
ومن المثير للعجب أن وكالات الأنباء العالمية بثت بالكلمة والصورة خبر استدعاء نجم الكرة الإنجليزي ديفيد بيكهام لحلاقه إلى ألمانيا، أثناء مشاركته لفريق بلاده في مباريات كأس العالم؛ حتى يحلق شعره على طريقته المعهودة؛ التي أصبحت صرعة جديدة بين الشباب.
كل هذا الولع لماذا؟
لا نجافي الحقيقة إذا قلنا: إن الأمر يتجاوز ولع الشباب بصرعات الموضة، فالمعضلة في دلالة ذلك الأمر، وليس في مظهره، فهذا الولع قد يكون مؤشرًا لخواء وضعف انتماء، وأزمة هوية، وضعف ثقة بالنفس، ومؤشرًا على قدرة الآخرين على التلاعب بنا.
كان الدكتور حامد ربيع؛ الذي أسس لدراسة الرأي العام في العالم العربي، ينظر إلى شركات الموضة كأكبر خطر يهدد العقول، فهي تتلاعب بالناس، وتغير قناعاتهم بين ليلة وضحاها، وما تعتبره اليوم تخلفًا تُقدمه غدًا على أنه رمز لصرعة جديدة، وهكذا دواليك.. ونظرًا لأن هذه التغيرات تحدث بوتيرة متسارعة؛ فإن الجمهور المستهدف، وهم الشباب، تضيع لديهم القدرة على التمييز والحكم على الأشياء، ويصبحون لعبة في أيدي بيوت الأزياء.
فإن قيل:
لماذا يتحكم الدين بالشعر؟، ما سبب كره القزع؟، ما هو موقف المسلمين من هذا العمل؟.
قلنا:
ليس عيبًا أن يبحث الشباب عن التغيير والتجديد، لكن العيب أن يحدث ذلك على أرضية مختلفة تمامًا عن دينه ومجتمعه، ووفق نسق قيمي مغاير بل معادٍ لأمته، وأن يكون ذلك مؤشرا لخواء مخيف؛ بحيث تصبح قصات شعر حثالات المجتمعات الغربية، من نزلاء السجون وفرق البوب والروك و"الهيبس"، موضة لشبابنا، ومؤشرًا لتقدمهم، ومجاراتهم لروح العصر!!.
فانتشار عادة في المجتمع ليست دليلا على إباحتها، فالقزع المنتشر بين الشباب المسلم اليوم لا يبيحه، بل نص الفقهاء على أنه مكروه، كما أن أصله عند غير المسلمين، والأولى أن يكون للمسلم شخصيته المميزة، يقول الشيخ سيد سابق من علماء الأزهر (رحمه الله):
حلق بعض الرأس وترك بعضه مكروه تنزيهًا، لحديث نافع عن ابن عمر (رضي الله عنهما) قال: "نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن القزع"، فقيل لنافع: ما القزع؟، قال: أن يُحْلَق بعض رأس الصبي ويترك بعضه" متفق عليه، ولحديث ابن عمر (رضي الله عنهما) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:" احلقوا كله، أو ذروا كله" رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي. انتهى
ويقول الدكتور صبري عبد الرءوف، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر:
إن الدين الإسلامي دين واقعي اجتماعي، يَتماشَى مع الناس في كل زمان ومكان، ولا يمنع إنسانًا من التصرف إلا إذا كان التصرف يتعارض مع نص من كتاب الله، أو سنة سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
والواجب على المسلم أن يتبع، ولا يجوز له أن يبتدع، كما لا يجوز له أن يتشبه بالأوربيين في حلق شعر رءوسهم.
وقد اتفق الفقهاء على كراهة القَزَع؛ وهو حلق شعر بعض الرأس دون بعض، لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) نهى عن القَزَع، وقال: "احلِقُوه كلَّه أو اترُكوه كلَّه".
وذكر الإمام ابن حجر في فتح الباري، أن أبا داود روى أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "القَزَعُ من زي اليهود"، وذلك النهي لما فيه من تشويه الخِلقة، ولما فيه من التشبه بالشيطان. وقيل: هو زي أهل الشر والدِّعَارة.
وما دام الأمر كذلك فإن الواجب على شبابنا أن يتخلَّقوا بأخلاق الإسلام، وألاّ يقلدوا الأجانب إلا فيما يتعلق بالتقدم الصناعي ونحوه، وألاّ يكون التشبه بملابسهم ومظاهرهم التي لا تتفق مع تعاليم الإسلام.
والحرية الشخصية إنما تتعلق بكل ما يُفيد الإنسان علميًّا أو اقتصاديًّا، وتنعكس آثاره على الفرد والمجتمع، بما يجلب الخير والسعادة للمجتمع، أما ما يتعارض مع تعاليم الإسلام فهو مرفوض؛ لما يجلبه من ضرر، والإنسان حر ما لم يَضر.
وعلى الشباب أن يتخلقوا بأخلاق ذَوِيهم من الشباب الواعي المستنير؛ الذي يحرص على التمسك بتعاليم دينه، والالتزام بالقيم، ويعمل على النهوض بالمجتمع، وأن يأخذوا من الكبار العبرة والقدوة الحسنة.
وفسر الإمام البخاري القزع بحلق الشعر من عند الناصية، ومن جانبي الرأس، مع ترك الباقي.
وقد جاءت الأحاديث النبوية ناهية عن ذلك: فقد أخرج الشيخان البخاري ومسلم عن نافع عن ابن عمر قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن القزع، فقيل لنافع: ما القزع؟، قال: أن يُحلق بعض رأس الصبي ويُترك بعض).
وفي سنن أبي داود أن الحجاج بن حسان قال: (دخلنا على أنس بن مالك فحدثتني أختي المغيرة قالت : وأنت يومئذ غلام ولك قرنان أو قصتان فمسح رأسك وبرك عليك، وقال احلقوا هذين أو قصوهما فإن هذا زي اليهود).
وعن ابن عمر "أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبيًّا قد حلق بعض رأسه وترك بعضه، فنهاهم عن ذلك، وقال: احلقوا كله أو ذروا كله" رواه أحمد وأبو داود والنسائي بإسناد صحيح.
واختلف العلماء في علة النهي عن القزع، على النحو التالي:
1- قيل: لأنه يشوه الخلقة، ويغير شكل الإنسان على نحو غير محمود.
2- وقيل: لأن القزع زي الشيطان.
3- وقيل: لأنه زي اليهود.
4- وقيل: زي أهل الشر والسوء.
وهذه العلل التي ذكرها العلماء هي من باب الاجتهاد، وكذلك للنظر في أهل الزمان، وربما يجتمع معنا في عصرنا أن القزع أصبح شعارًا لكثير من أهل الشر والفسوق، مع كونه تغييرًا للخلقة، وهذا شيء ثابت، ولكن كونه زي اليهود أو زي الشيطان غير مسلم به.
وقد حذر الشرع الحكيم أن يكون الإنسان المسلم تابعًا للشر، فعن حُذيفةَ قال:
قالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم): (لا تَكونوا إمَّعَةً، تقُولونَ: إنْ أحسَنَ النَّاسُ أحسنا، وإنْ ظَلَموا ظَلَمنا، ولكنْ وطِّنُوا أنفُسكُم إنْ أحسَنَ النَّاسُ أن تُحسنُوا، وإنْ أسَاءوا فلا تَظلِموا) رواه الترمذي.
قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه-: لا يكن أحدكم إمعة، قالوا: وما الإمعة يا أبا عبد الرحمن، قال يقول: إنما أنا مع الناس، إن اهتدوا اهتديت، وإن ضلوا ضللت، ألا ليوطن أحدكم نفسه على أنه إن كفر الناس أن لا يكفر، رواه الطبراني.
وقال ابن مسعود أيضًا: لا يتبعن أحدكم دينه رجلا، إن آمن آمن، وإن كفر كفر، فإنه لا أسوة في الشر.
هذه آخر أنواع التسريحات، يسمونها هناك تسريحة الكلب!..
ثم إن الإسلام يدعو إلى أن يكون للمسلم شخصية متميزة، لا أن يكون تابعًا للغير، بل يتخير من الغير ما ينفعه، ولا يضره، وأن يبتعد عن كل ما يجعله مسخًا.
روى البخاري عن أبي سعيد (رضي الله عنه): أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه). قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: (فمن؟).
والمقصود من الحديث شدة الموافقة لهم في عاداتهم، رغم ما فيها من سوء وشر، ومعصية لله تعالى ومخالفة لشرعه.
والواقع الذي يعيشه الناس يصدق كلام النبي (صلى الله عليه وسلم)، فكثير من الشباب لا هم لهم إلا أن يقلدوا غير المسلمين في عاداتهم السيئة، ومع كون غير المسلمين عندهم من الخير النافع، ولكن كثير من الشباب لا ينظر إلى خيرهم، ولكن يولي شطره تجاه شرهم، في هيئة الملبس، وطريقة المأكل، وتسريحة الشعر، والحلق وغير ذلك، مما يوحي بالتبعية العمياء، لا الاستفادة النافعة.
تقليعات تزيين وتلوين الشعر
رأس الديك أو جسد القنفد "تقليعات" جديدة دخلت إلى عالم تصفيف الشعر القصير، يتسابق عليها الشباب والفتيات على حد سواء، إنها الموضة التي تعبر عن نمط حياتهم كما يقولون، أو الحرية التي يحبون ممارستها، من خلال مظهرهم الشخصي، ولكن أية موضة هذه؟، وماذا تضيف إليهم؟، وهل يتقبلها المجتمع؟!.
في أحد الصالونات المتخصصة بـ "التقليعات الشبابية" يجتمع الزبائن، من الشباب والفتيات، في مكان واحد؛ لتصفيف وقص وتلوين شعرهم، جميعهم من المراهقين، مع بعض الاستثناءات لجيل العشرينيات والثلاثينيات، هنا يلعب الشعر القصير دور البطولة المطلقة، دون منافس؛ بل خرج عن شكله التقليدي؛ ليتجه نحو الأعلى أو يمينًا أو شمالا، من خلال تسريحات قصيرة، يستخدم فيها الـ Gel أو الـ Moose مع مثبت الشعر؛ لرسم لوحات في الرأس، تشبه القنفد أو ذيل الديك أو رأس الدجاجة.
لون مبتكر
والأمر لم يقتصر على هذه التسريحات "المبتكرة" حسب طالبيها، بل تتعداها إلى استعمال ألوان "فاقعة"، مثل الأخضر والأزرق والأحمر؛ لتلوين الشعر، أو عمل خليط منها، بعد أن بات اللونان الأسود والبني عاديين، وغير مرغوب فيهما.
وهنا يقول مصفف الشعر جوبي: إن زبائنه يأتون إلى الصالون بقصد تغيير "اللوك" كليًّا، وبطريقة غير مألوفة؛ "لذلك أشجعهم على التغيير، بل أقترح عليهم تسريحات مختلفة!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فور شباب fiogf49gjkf0d |