تمت الإضافة بتاريخ : 14/03/2012

عظمة الإسلام

 

كل من يعرف الإسلام على حق ، ويستشعر القرآن بقلبه ويتدبر معانيه ، ليس أمامه شيء إلا أن يسرع في اعتناق هذا الدين العظيم؛ فالهداية والضلالة بيد الله عز وجل ، يقول الله سبحانه وتعالى: { سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا } (الأعراف:146) ، ويقول في أية أخرى : { قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ } (الرعد:27) ، وبين هذا وذاك هناك أسباب من سلكها سهّل الله له طريق الهداية.

فخلاصة المطروح أن نعي تماماً أن الله عز وجل يهدى من يشاء إلى طريق الحق واليقين؛ ففي حياتنا كثير ما نسمع أن فلانا ابن فلان عاد من بلاد الغرب متزوجاً غربية, وهذا ليس بغريب في مجتمعنا ولكن الملفت أن تسلم تلك الزوجة ، ولكل واحدة فيهن قصة مع الإسلام.

فاليوم سنرتحل معاً أخي القارئ إلى اليونان ، مسقط رأس ضيفتنا اسمها ريتا تعرفت على شاب مسلم أعجب بها وقرر أن يتزوجها؛ فوافقت على طلبه, وبالفعل تقدم لطلب يدها من والدها ولكنه قوبل بالرفض، والسبب واضح جداً - بسبب إسلامه - ، ولكن بعد نقاش طال بين الابنة ووالدها استطاعت أن تقنع والدها بأن هذا خيارها؛ فوافق الأب واستمرت فترة الخطوبة لمدة عامين .

وخلال تلك الفترة حرص خطيبها أن يحدثها عن الإسلام؛ ففي البداية لم تكن تشعر بشيء يجذبها لحديثه الذي يحرص فيه في كل حين أن يتطرق إلى دينه, ولكنها صرحت أن ما شد انتباها ولفت نظرها أكثر : المعاملة التي كان يعاملها خطيبها , وقالت : "حينها كانت تدور في رأسي مقارنة كبيرة بين حياتنا وحياة المسلمين".

وتابعت ريتا تقول انطلقت منذ ذلك الوقت أبحث عن الإسلام ، ورأيت خطيبي يصوم فصمت معه، وأصبحت أقلده في الصلاة، وكان كل ذلك دون أن أعلن إسلامي، وهو لم يجبرني أو حتى يضغط علي؛ بل كان فرحاً جدا بأسئلتي حريصاً على الإجابة عليها.

تعرفت على القرآن الكريم ، وأخذت أبحث في معانيه، و أردت أن أتعرف أكثر على الإسلام وأن اقترب كثيراً من المسلمين وحياتهم, تبسمت قليلاً ثم تابعت قائلة : كنت ما زلت أقرأ الإنجيل، ولكن كانت قراءتي بدافع المقارنة وللعجب وجدت الحجاب في الإنجيل كما هو موجود في القرآن.

حصلت على أشرطة دينية، وكذلك ترجمة للقرآن ومعاني الكلمات, وأصبحت متشوقة لمعرفة المزيد عن هذا الدين، كنت مستمعة جيدة لكل صغيرة وكبيرة تتعلق بهذا الدين إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة، وحدد خطيبي موعد الفرح، ولكنه قال لي قبل كل ذلك : ما رأيك أن تعلني إسلامك وتنطقي بالشهادتين ؟!

وقتها شعرت بخوف شديد ورهبه , وطلبت منه أن نتريث قليلاً، ولم يعارض أو ينزعج؛ بل على العكس قال لي : خذي وقتك وفكري، وإن احتجتِ شيئاً أنا متواجد من أجلك.

سعدت كثيراً برده , وذهبت أفكر، كنت مترددة وخائفة ،اجتهدت بالدعاء أن يهديني الله للحق، ولم تكن فترة هينة؛ بل عانيت كثيراً , كنت أحب أن أخرج بقرار صائب لا عودة فيه، وبعد جهد وتفكير استجاب الله لي وقررت أن أعلن إسلامي ، وذهبت مسرعة إلى خطيبي لكي أعلمه قراري، فرح كثيراً وشد على يدي, سعدت كثيرا بهذا القرار الذي اتخذته ولكن !

الحكاية لم تنتهِ بإسلامي كان هناك أهلي ورفضهم للإسلام من جذوره, كنت أعرف أنني يجب أن أكون قويه وألا أضعف أمامهم، ووجب أن أدافع عن إسلامي بكل قواي؛ فذهبت مع خطيبي إلى مركز للأتراك، وهناك أعلنت إسلامي وقرأت الشهادتين، وحصلت على أوراق تثبت ذلك، وبعدها عدت إلى البيت فرحة، وكأنني ولدت من جديد، ولكني قررت أن أخفي عليهم خبر إسلامي.

أصبح لدى أهلي علم بموعد الزواج، ولكن حدث ما لم يحمد عقباه اكتشفت أمي أمر الأشرطة والكتب الإسلامية التي كنت أخفيها داخل غرفتي ؛ فقامت الدنيا ولم تقعد ، أخذت أقنعهم أنها مجرد كتب لأتعرف على دين زوجي ومن سأعيش معهم, لم يعجب والدتي الحديث ولكنها صمتت ولم تعلق كثيراً، و هاج والدي ثائراً ، وفي النهاية تركوا الأمر واقتنعوا أن كل هذا للمعرفة فقط وظل أمر إسلامي سراً مخفياً .

وبعدها تزوجت وقرر زوجي العودة لوطنه، وبالفعل ودعتهم دون أن أخبرهم إنني أعلنت إسلامي، وبقيت على ذلك فترة طويلة, ساعدني على إخفائه تلك المدة أنني انقطعت عن زيارتهم، ولكني كنت أحدثهم عبر الهاتف، ولا أخفي عليكم إنني بقيت مدة ستة عشر سنة وأنا أخفي إسلامي عن أهلي.

وتمنت ريتا أن يأتي الوقت الذي تستطيع فيه أن تبوح بسرها لوالديها وأن تدعوهم للدخول في الإسلام .

وطلبت في ختام قصتها أن ترسل رسالة لغير المسلمين ، قالت فيها : " إن من يبحث عن الحق لا يقول أنا يهودي، أو أنا مسيحي يجب على كل إنسان أن يقرأ بفهم وعندها سيعرف الحق ".

وتؤنب المسلمين على تقصيرهم حيث تقول : " هناك تقصير في الدعوة إلى الإسلام؛ فأنا في اليونان ، وقد ولدت مسيحية ولا أعرف شيء عن ديني ، ولم أكن أفهم ما يقرأ في الكنيسة ، وأيضاً لم أقرأ أو أعرف شيء عن الإسلام، وخاصة أن صورة المسلمين مشوهة في كل مكان في العالم .

وتختم قائلة : لو لم أعرف زوجي لما عرفت الإسلام ؛ فالحمد لله على النعمتين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موقع دعوتها

fiogf49gjkf0d
fiogf49gjkf0d