الرياض/ عبدالفتاح الشهاري
تجربة تخوضها (ركاز) بعد أربع سنوات من انطلاق هذا المشروع التنموي الكبير، والذي وضع لبناته الباحث الإسلامي الكويتي الدكتور محمد العوضي لتكون الكويت أولى منطلقات هذا المشروع ونواة انتشاره، ولم يكن حينها يدرك أن ثمة توجهاً ليكون لهذا المشروع منارة في كل بلد توقد شعلته، وبعد أن أُشعلت هذه الشعلة في كل من الكويت والإمارات وقطر والبحرين وعمان واليمن والأردن، إذا هي تصل إلى الرياض ليمسك بها الإعلامي ماجد بن جعفر الغامدي مدير مشروع (ركاز) في الرياض، والذي كان للإسلام اليوم معه هذا اللقاء:
أستاذ ماجد .. ألا تعتقدون أن (ركاز) الرياض تأخر قليلاً عن موعده؛ إذ كان يفترض به الوصول في وقتٍ مبكر؟
بداية أشكر لشبكة (الإسلام اليوم) استضافتي في هذا اللقاء، وليس بغريب عليكم تغطياتكم المستمرة في مختلف الفعاليات المختلفة. أما من حيث سؤالكم حول تأخر وصول مشروع (ركاز) إلى الرياض، فأنا شخصياً من المعجبين بالحكمة القائلة: أن تصل متأخراً خيرٌ من ألاّ تصل، ومهما كان حظنا متعثراً في الوصول إلاّ أن حدث الوصول يجُبّ ما قبله، وعزاؤنا أن تأخر هذا الوصول زاد من لوعة المحبين، وشغف المنتظرين، وشوق المستقبلين لاحتضان هذا الزائر الذي سيكون أحد أفراد مجتمع الرياض، والذي لن يغادره بإذن الله، وإنما سيأخذ حقه من العناية والرعاية بين أهله وذويه.
متى بدأ مشروع (ركاز)؟ وأين انطلقت فكرته؟ وماهو هدفه؟
بدأ مشروع (ركاز) تحديداً في صيف عام 2005 بفكرة وضع لبناتها وقاد تحقيقها الدكتور محمد العوضي -حفظه الله- وكانت الكويت هي المحطة الأولى لإطلاق هذا المشروع بمساندة مجموعة من الدعاة والمصلحين والمستشارين التربويين والاجتماعيين، والهدف منه تحقيق القيم والأخلاق التي بدأت تصهرها المدنية اليوم والعولمة، وتسحب البساط من تحت شبابنا لتلبسهم لباساً غربياً، بعيداً عن عقيدتنا وعاداتنا وأخلاقنا وقيمنا؛ فكان هذا المشروع لبنة في تجديد الأخلاق والقيم، وبناء الفضيلة والحفاظ على تماسكها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، لتصبح رسالة عالمية فيما بعد نغزو العالم من خلالها، بما يحقق له الحياة الكريمة والطيبة.
من الجهات التي وقفت وراء مشروع (ركاز) الرياض؟
لا أنكر هنا دور جمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي (واعي) في هذا المشروع، ورعايتها المستمرة لأنشطته وفعالياته، كما لا يمكننا أن نغفل مباركة الدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية لوجود هذا المشروع في الرياض؛ فقد قمنا بزيارته في مكتبه وإطلاعه على رغبة (ركاز) الكويت بوجود نواة له في الرياض، فوافق مشكوراً وبارك هذه الخطوة.
ما هي الأنشطة التي قام بها مشروع (ركاز) في الرياض خلال دورته الحالية؟
أطلقت (ركاز) العديد من الأنشطة والفعاليات، والتي فاجأت القائمين على (ركاز) من حيث الإقبال الجماهيري الهائل؛ فقد تنوّعت أنشطته بإقامة العديد من المحاضرات واللقاءات التي يديرها نخبة من الدعاة المشهورين، والمتميزين، والنزول إلى العديد من الأسواق والتجمعات العائلية والشبابية الكبيرة، وهذه تُعدّ بادرة جديدة في إطار حملات تفعيل الأخلاق، وهي من الدعائم التي يرتكز عليها مشروع (ركاز) في سياسته، وقد شملت أنشطة (ركاز) التوجه إلى العديد من المدارس والمعاهد والكليات والجامعات وليس الأسواق وحسب، فهناك فعاليات أُقيمت في مدارس الرواد الأهلية، إضافة إلى فعاليات ستُقام في جامعة الملك سعود قسم البنات بالتعاون مع مركز النشاط في مركز الدراسات الجامعية؛ إذ سيتم في هذا النشاط لقاءات متعددة مع عدد من المتميزات في المجتمع الجامعي النسائي، وستعرض عدد من الأفلام الوثائقية النسائية، إضافة إلى العديد من اللقاءات المتعددة في عدد من الجهات الحكومية والأهلية والمؤسسات الاجتماعية وغيرها.
ماهي الأدوات والوسائل التي يعتمد عليها مشروع (ركاز) في نشر أنشطته وفعالياته؟
لأن ركاز مشروع قائم على العمل التطوعي أولاً وأخيراً فإن كل الوسائل والأدوات المستخدمة لانتشار أنشطة المشروع وفعالياته قائمة على تفاعل أعضاء ركاز، والذي لاتزال بوابته مفتوحة باستمرار لاستقبال الراغبين في المشاركة في هذا المشروع، كلٌ بما لديه من طاقات ومواهب، إضافة إلى دور جمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي (واعي) في مساندة المشروع في كل أنشطته وفعالياته، ومن جهة أخرى فإن ركاز لا يغفل عن الاستفادة من العديد من الآليات والتقنيات التي تساهم في انتشار المشروع، ومن ذلك تأسيس جوال (ركاز)، والذي يعود ريعه لصالح المشروع، ويضم أخبار المشروع وأنشطته وتطوّراته، إضافة إلى استخدام القوائم البريدية للإعلان عن أنشطة المشروع، إضافة إلى إنشاء صفحة لمشروع (ركاز) الرياض على الموقع العالمي الفيس بوك، وغير ذلك من الأدوات المتاحة، والتي تتناسب مع قدرات المشروع.
هل من تعاون إعلامي في تغطية مشروع (ركاز)؟
ولله الحمد وجدنا تفاعلاً لم نكن نتوقعه من العديد من القنوات الفضائية الموجودة في المملكة، وعلى رأسها التلفزيون السعودي، وقناة (دليل) وقناة (المجد)، والتي تمثل الراعي الإعلامي الرسمي للمشروع وقناة (الرسالة) و(اقرأ) وقناة (أوطان) و(الدانة)، وغيرها، والذين أخذوا على عاتقهم الوقوف بجانب هذا المشروع القيمي ودعمه بمختلف الإمكانيات الممكنة، وهذا أمر يُحسب لهم، ويشكرون عليه.
على أي أساس تم اختيار المنجِزين ممن كرمهم مشروع (ركاز)؟
المنجزون كثر -ولله الحمد- و لا أبالغ إن قلت لك: إننا أُصبنا بالدهشة والحيرة جميعاً من عدد المبدعين، والمثابرين الذين تراقصت أسماؤهم بعنفوان أمام أعيننا، ومع ذلك فقد كان لابد علينا من اختيار نماذج ننتقيها لنقدمها أنموذجاً يُحتذى به، ولن نستطيع أبداً القول بأن انتقاء هذا المنجِز هو دليل على تفوّقه على من سواه، ولكن يكفي أننا رأينا الحماس في أعين الحاضرين، وقرأنا عبارات الإعجاب والزهو والافتخار مرسومة في وجوههم، ولو لم يكن من نتائج ركاز إلاّ هذا الإنجاز لكفى، والحمد لله أن في مجتمعنا نماذج مازالت تعطي إحساساً بالأمل، وإحساساً بانتصار الفضيلة، وانتصار القيم في أي زمانٍ ومكان.
هل من خطط مستقبلية لانتشار (ركاز) عربياً؟
بل نحن نخطط الآن بتوجيه القائمين على هذا المشروع إلى ماهو أكبر من الانتشار العربي، إلى الانتشار العالمي، ونأمل بموجب ما وضعنا من خطة لهذا الغرض أن نصل إلى العالمية مع حلول العام 2010م بإذن الله، وهو الآن يعتبر في مشروعه التوسعي الأول بعد أن كان متواجداً فقط في الكويت حيث بدأ يتوسع، وامتد حتى غطّى دول الخليج جميعها، واليمن والأردن ومصر والجزائر.
هل هناك تعاون وتنسيق بين فروع مشروع (ركاز) في عدد من تلك الفروع في مختلف المدن السعودية أو العربية؟
التنسيق بلاشك قائم كمشروع (ركاز) ككل، ولكن لكل منطقة جغرافية تنظيمها الخاص بها، وإدارتها المستقلة في تنظيم أنشطتها وفعالياتها.
______________________
موقع الاسلام اليوم fiogf49gjkf0d fiogf49gjkf0d |