خاص بيت القيم
يجب على المسلم أن يتعاهد قلبه وأن يكون له جلسات يحاسب فيها نفسه لأنه معرض للخطأ وخاصة هذا الزمان وما فيه من فتن ومغريات سواء من الإنترنت والمجلات والفضائيات وغيرها فإذا ما وقع في إثم وخطيئة استغفر وتاب وسارع إلى غسل قلبه جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير على قلبين : أبيض بمثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه " رواه مسلم وجاء أيضا عند الترمذي وابن ماجة في الحديث الذي صححه الألباني من حديث أنس أنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " فقلت : يا نبي الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا ؟ قال : " نعم إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء " .
وكما هو المعلوم أن الإنسان إذا كان في شركة أو عمل معين ويعلم أن عليه رقابة فإن خالف فإنه سيعاقب وقد يفصل من عمله فيكون شديد الحرص على الالتزام بلوائح العمل وينضبط أشد الانضباط حتى يستمر في عمله وحتى ينال المكافآت من ترقية وغيرها، وهكذا بل وأحسن أيضا الصادق في سيره إلى الله يجاهد نفسه ويلزمها على طاعة الله عز وجل فيحاسب نفسه باستمرار هل التزمت بما يحبه الله وهل امتنعت عن ما بغضه الله حتى إذا وقف بين يدي الله يجد الإجابة المشرفة التي ترضي الله عز وجل وترفع من مكانه في الجنة.
والمسكين من يعرف هذا المصير ثم لا ينتبه لنفسه فيعرضها للهلاك.
ولهذا أنصح بأن يكون مع الفرد المسلم جلسة مستمرة قبل أن ينام فينظر إلى عمله خلال يومه ويقف مع كل عمل عمله من خير وغيره فيحمد الله على توفيقه له لفعل الخير ، ويستغفر ويتوب عن ما بدر منه من تقصير وخطأ ، وهكذا يفعل كل يوم وعندها سيجد توفيق الله له قال تعالى {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} وقال تعالى {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ }محمد17.
fiogf49gjkf0d fiogf49gjkf0d |