المشرف العام
التنمية الذاتية
كيف أنمي حس المسؤولية؟
 
تمت الإضافة بتاريخ : 17/01/2022م
الموافق : 14/06/1443 ??

كيف أنمي حس المسؤولية؟

كثيرًا مايُطلب منّا أن نتحمّل مسؤولية حياتنا كاملة، أو أن نصبح أكثر تحمّلاً للمسؤولية، وقد تتساءل بينك وبين نفسك عن السبب الذي يجعل من هذا الأمر ذا أهمية كبرى. في الواقع، إنّه أمر عظيم بحقّ، أن تكون مسؤولاً يعني أنّك تنتقل من عيش دور الضحية إلى قمّة سلّم النجاح. وعندما تتحمّل مسؤولية حياتك فأنت تتقبّل حقيقة أنّك أنت من يصنع حياتك بدلاً من أن تكون مجرّد شخص يتأثر بما حوله من ظروف محيطة، ستصبح أنت متخذ القرار، وأنت من يختار وأنت من يخوض التحدّيات ويتغلّب عليها بدلاً من أن يُسحق تحتها.

 

 إنّك ببساطة تصبح قائد حياتك! كثيرون من يعيشون في حالة من اليأس والإحباط لعدم قدرتهم على السيطرة على حياتهم، فتجد كلّ شيء ينهار أمامهم دون أن يكون لهم حيلة في تغيير أيّ شيء. التواجد في مثل هذا الوضع لا يعني أنّ هؤلاء الأشخاص مظلومون أو ضحايا الظروف الراهنة، على العكس، بل إنّهم ببساطة يسيئون استخدام مسؤوليتهم، فيقودون أنفسهم إلى الدمار.

 

 إن كنت واحدًا من أولئك الذين لا يعيشون كما يتمنون حقًا، فقد حان الوقت لتبدأ بالتغيير، ولتمسك زمام الأمور وتصبح مسؤولاً 100% عن نجاحك. ولحسن الحظ، فالمسؤولية مهارة مكتسبة حالها كحال أيّ مهارة أخرى، وقابلة للتطوير والتعزيز بالتدريب والتمرين. تقدّم لك منصّة تعلّم اليوم 9 طرق تضعك على الدرب الصحيح لتقود نفسك إلى النجاح.

 

 1- تقبّل أفكارك، مشاعرك، كلماتك وأفعالك الخطوة الأولى تكمن في تحمّل مسؤولية أفكارك ومشاعرك وكلماتك وأفعالك. لأنّ هذه العناصر هي التي تبني خبرتك في الحياة. أنت تخلق حياتك من خلال ما تفكّر فيه، وما تقوله وما تفعله، لنأخذ مثالاً يوضّح الأمر بشكل أفضل: فلنفترض أنّك عاطل عن العمل، وتريد الحصول على وظيفة، إلاّ أنّك مع ذلك تعتقد وتؤمن في أعماقك أنّ البلد الذي تعيش فيه يعاني من مشاكل اقتصادية عظيمة، مما يجعل الحصول على وظيفة فيه أمرًا مستحيلاً.

 

وبناءً على أفكارك هذه فأنت لا تبذل أيّ جهدٍ في البحث، لم تكتب سيرة ذاتية مهنية، لم تحاول تصفّح مواقع التوظيف، لم تسعَ لتوسيع شبكة معارفك من خلال حضور المعارض التوظيفية أو ورشات العمل، بل إنّك لم تفكّر حتى بتصفّح أسماء الشركات المتواجدة في بلدك والتي تعمل في مجال تخصصك.

 

 ليس هذا وحسب، فحتى عندما يخبرك أحدهم بأنّ الشركة الفلانية تبحث عن موظفين، فإن أول ما يخطر ببالك أنّ الرواتب ستكون منخفضة، وقد لا تعمل بتخصصك، وربما سيتمّ تعيين أحد من معارف مدير التوظيف! هل تعتقد أنّك بهذه الطريقة قد تحصل على وظيفة في يوم من الأيام؟! على الأرجح سيكون هذا مستحيلاً، ليس لأن ظروف بلدك صعبة، ولا لأنك غير مؤهل، بل لأنك بأفكارك تضع عوائق في طريقك وتكبّل نفسك، إنّك تخلق واقعك المرير بأفكارك.

 

 في اللحظة التي تتقبّل فيها هذه الحقيقة، أنّك أنت السبب فيما يحصل لك، في هذه اللحظة بالذات، ستصبح أنت المسؤول عن حياتك، وعندما تكون أنت المسؤول عما يحصل لك من أمور سيئة، سيكون من السهل للغاية أن تغيّر الدفّة وتصبح مسؤلاً عن تحقيق النجاح. تقبّل حقيقة أنّ الأفكار التي تدور في رأسك هي أفكار أنت، والتصرّفات التي تقوم بها هي تصرّفات ناجمة عن إرادتك أنت وحدك، أنت الوحيد صاحب القرار فيما يتعلّق بحياتك.

 

 2- توقّف عن إلقاء اللوم على الآخرين لتصبح مسؤولاً حقًا، لابدّ لك أولاً أن تتخلى عن دور الضحية. توقّف عن لوم شريك حياتك، والديك، اقتصاد بلدك، أو حتى حيوانك الأليف على سوء حظك. في اللحظة التي توقف فيها هذه العادة السيئة، ستخرج على الفور من دور الضحية لتصبح صاحب القرار. ويمكنك في هذه اللحظة أن تغيّر الأمور من حولك. في كلّ مرّة تشعر فيها أنّك على وشك إلقاء اللوم على أحدهم، توقّف في الحال واسأل نفسك: ما الذي فعلته يا تُرى وأدّى إلى حصول هذا الأمر معي؟

 

 3- توقّف عن الشكوى تعتبر الشكوى نوعًا آخر من أنواع اللوم، إلاّ أنها في الغالب غير موجّهة على شخص أو جهة محدّدة.

 

 وحالها كحال إلقاء اللوم، تجعل منك ضحية للظروف. ليس هذا وحسب، بل تدفعك أيضًا للتفكير في كلّ النواقص، والأمور التي لا تسير كما يجب، ممّا يشعرك بمزيد من الإحباط واليأس ويدخلك في حلقة مفرغة من الأفكار السلبية التي لا مفرّ منها. في كلّ مرّة توشك فيها على البدء بالتذمّر والشكوى، جرّب الآتي: التزم الصمت للحظات، وحاول التفكير في المستقبل، اسأل نفسك هل شكواك هذه ستكون ذات أهمية بعد بضع يوم، شهر أو سنة؟

 

 ابتعد عن المواقف السلبية والأشخاص السلبيين كثيري الشكوى، واختلط أكثر مع المجموعات الإيجابية. إن اضطررت للشكوى والتذمّر من أمر معيّن، فحاول أن تضيف جملة ايجابية قبل شكواك وبعدها. تجنّب الشكوى والتذمّر على وسائل التواصل الاجتماعي وحاول بدلاً من ذلك أن تشارك مشاعرك مع صديق مقرّب لك أو من خلال كتابتها على يومياتك.

 

 4- لا تأخذ المواقف على نحو شخصي لا تعتقد أنّ الكون بأكمله يدور حولك أنت فقط. لا تعتقد أنّ أيّ خلاف أو تباين في الآراء هو هجوم شخصي عليك. تذكّر دومًا أنّك لا تملك السيطرة على الآخرين وردود أفعالهم، إلاّ أنّك قادر على التحكّم في ردّة فعلك أنت بشكل كامل. وحتى لا تأخذ أيّ موقف يحصل معك على نحو شخصي، جرّب الآتي: بدلاً من وضع الافتراضات، وجّه الأسئلة إلى الطرف الآخر في حال شعرت أنّه يقصدك شخصيًا بكلامه وحديثه.

 

 اسأل نفسك عند أي خلاف: "هل للأمر علاقة بي أنا كشخص، أم بالقضية التي أمامنا الآن؟" تجاهل المواقف السيئة، وانظر إليها على أنّها درس لك بدلاً من التفكير فيها لمدّة طويلة. عندما يسيء إليك أحدهم، أو يقلّل من قيمتك، تجنّب الردّ عليه بالمثل، واسعَ بدلاً من ذلك لأن تظهر قيمتك ورقيّك له.

 

 

 

 5- حقّق سعادتك بنفسك بمعنى آخر، تحمّل مسؤولية تحقيق سعادتك، ولا تنتظر من أحد أن يحققها لك أيًَا كان. تذكّر قبل كلّ شيء أنّ السعادة تنبع من الداخل ولا تأتي من الخارج أبدًا.

 

 إنّها ليست مسؤولية والديك أو أصدقائك أو أطفالك، وإنمّا مسؤوليتك أنت وحدك. خذ القرار بأن تكون سعيدًا الآن وفي هذه اللحظة، وافعل ما يُسعدك أنت فقط، يمكنك البدء بتحقيق السعادة لنفسك من خلال بعض مما يأتي: احتفظ بمفكّرة للامتنان واكتب عليها يوميًا 3 أمور على الأقل أنت ممتن لوجودها في حياتك. افعل ما تحبّه: استمع لموسيقاك المفضلة، أو شاهد فيلمًا تحبّه، تنزّه في حديقة قريبة أو اشترِ لنفسك هدية من وقت لآخر. ساعد الآخرين، وقم بعمل خيري واحد على الأقل كل يوم، ليس عليك أن تتطوّع في جمعية أو تقوم بامر عظيم، فمجرّد مساعدة عجوز في قطع الشارع، والابتسام لعامل النظافة أو تبادل التحية مع البائع في محلّ ما كفيلة بإدخال السعادة للآخرين وبالتالي إشعارك أنت أيضًا بالسعادة.

 

 6- ركّز على اللحظة الراهنة تحمّل مسؤولية وقتك، وتذكّر أنّ اللحظة الحقيقية الوحيدة هي اللحظة الراهنة: "الآن"، فالماضي قد ولّى والمستقبل لم يأتِ بعد. لا تطل التفكير فيما حصل بالأمس أو ما سيحصل في الغد، وااحرص على عيش اللحظة الراهنة كما هي والاستمتاع بها قدر الإمكان وتحقيق أكبر قدر من الإنجاز فيها.

 

 7- ضع هدفًا نصب عينيك واتخذ خياراتك بناءً عليه أنت تملك قوّة الاختيار. في الواقع، أنت تختار وتتخذ القرارات طوال اليوم. الشاي أم القهوة، القميص الأحمر أم الأسود، ممارسة الرياضة أم الاسترخاء في المنزل، إنّك تختار على الدوام، بل حتى عندما لا تختار فأنت فعليًا اتخذت قرارًا بألا تختار شيئًا! احرص دومًا على أن تربط هذه المقدرة بهدفك الأكبر الذي تسعى إليه.

 

 لنفترض مثلاً أن طموحك الأعظم هو أن تصبح كاتبًا مشهورًا، في كلّ مرّة تقف أمام مفترق طرق، ويتعيّن عليك الاختيار، اسأل نفسك: "أيّ الأمرين سيخدمني لتحقيق هدفي في أن أصبح كاتبًا؟" اجعل من هذا السؤال عادة لك، وستجد أن قراراتك قد أصبحت أفضل مع مرور الوقت، وأنّك أصبحت أكثر تحكّمًا وسيطرة على حياتك.

 

 8- ابنِ ثقتك بنفسك الثقة والمسؤولية أمران مرتبطان ببعضهما ارتباطًا وثيقًا، ويكمّل أحدهما الآخر، عندما تكون واثقًا من نفسك، سترى في نفسك شخصًا قادرًا على اتخاذ القرارات السليمة بشأن حياتك، الأمر الذي ينمّي حسّ المسؤولية لديك، وكلّما تنامى هذا الإحساس، زادت ثقتك بنفسك. يمكنك تعزيز ثقتك بنفسك من خلال المثابرة على القيام بما يلي: امدح نفسك على إنجازاتك ولا تقلّل من قيمة ما تفعله. تجنّب جلد الذات.

 

 لا تقارن نفسك بالآخرين. اعتنِ بنفسك من الداخل (من خلال المحافظة على نظام غذاء صحي والحصول على قدر كافٍ من النوم)، ومن الخارج من خلال الاهتمام بمظهرك، وارتداء الثياب المناسبة التي تريحك والاعتناء بنظافتك الشخصية. اقرأ الكتب وشاهد البرامج التي تتناول موضوع الثقة بالنفس. انتبه إلى لغة جسدك، وتدرّب على وضعيات القوّة ولغة الجسد المناسبة التي تعزز ثقتك.

 

 9- ابدأ بخطوات عملية حقيقية لتصبح أكثر تحمّلاً للمسؤولية بعد أن تقبّلت حقيقة أنّ أفكارك ومشاعرك وحياتك هي مسؤوليتك وحدك، وبعد أن اتبعت الخطوات السابقة جميعها، حان الوقت لتبدأ بالتنفيذ وبتطبيق الأمر على حياتك اليومية، حيث يمكنك القيام بأمور بسيطة تجعل منك شخصًا مسؤولا على المدى البعيد مثل ما يلي: رتّب أيّ فوضى تسببها بنفسك، ولا تتركها لأحد غيرك:

 

 إن استخدمت صحنًا أو كوبًا في المطبخ، فنظّفه بمفردك ولا تتركه لوالدتك أو شريكك في السكن، وإن أحدثت فوضى في مكتبك، فرتبه ولا تتركه للعامل المسؤول عن التنظيف، تحمّل مسؤولية أفعالك اليومية. تحكّم بأمورك المادية: ضع ميزانية لنفسك، وقسّم نفقاتك بطريقة صحيحة تتناسب مع دخلك وتتيح لك توفير جزء منه. أنجز بعض المهام دون أن يُطلب منك القيام بها، كأن ترمي القمامة في المنزل، أو تنهي كتابة تقرير في العمل قبل أن يطلبه منك مديرك، أو أن تصلح عطلاً بسيطاً في المكتب...الخ.

 

اعتذر عن أخطائك، وبادر بإصلاحها بدلاً من الشعور بالغضب والتهرّب منها أو تبرير سبب ارتكابها. لا تتردّد في أن تطلب من رئيسك في العمل أن يوكل إليك بعض المهام الإضافية، التي تساعدك في تطوير نفسك، واحرص على إنهائها في الوقت المناسب إضافة إلى مهامك الرئيسية، فهذا الأمر سيرفع ثقتك بنفسك، ويجعلك أكثر تحمّلاً للمسؤولية في نظر مدرائك ممّا يسهم في تطوير مسيرتك المهنية والارتقاء بك إلى مراتب أعلى. ماذا تنتظر إذن؟

 

ابدأ في الحال، تقبّل حقيقة أنّ واقعك الآن هو نتيجة أفكارك وقراراتك السابقة، وابدأ في الحال باتخاذ قرارات جديدة وانتهاج طريقة أخرى في التفكير تضمن لك الوصول إلى ما تريده وتطمح إليه. وحتى تنمي مهاراتك المختلفة وتضع نفسك على الطريق الصحيح للنجاح

         أضف تعليق