fiogf49gjkf0d كيف تنـعم بالعبقرية؟
محمد عبدالعزيز يونس
الحياة معقدة بطبيعتها، لكن يبدو أن الإنسان لا يكتفي بهذا التعقيد، فيخرج عن مساره، ويخلق حواجز يفرض على نفسه تخطيها، ويوجد مشكلات يظل يكافح ضدها، ما يجعله دومًا مشغول بأعماله اليومية، الأمر الذي يجعله ينسى في الغالب أن يستخدم أهم سلاح يملكه وهو التفكير السليم.
وهذا ما يسعى إليه هذا الكتاب من جعل التفكير السليم صفة متأصلة في الإنسان، ويقدم مجموعة من المبادى التي تساعدك في التغلب على المشكلات التي تواجهها في حياتك اليومية، داخل وخارج العمل، ويرشدك إلى كيفية البحث عن حلول بسيطة وأساليب مباشرة، فحتى أذكى الأشخاص يحتاجون إلى أن يكونوا أذكياء حقًا.
هذا الكتاب "العبقرية ببساطة" لمؤلفه فيرجوس أوكونيل والصادر نسخته العربية عن مكتبة جرير بالمملكة العربية السعودية في 202 صفحة من القطع المتوسط، يبسِّط علم الإدارة، ويجعله من أساسيات الحياة بدلا من كونه علمًا معقدًا، فهو يساعدك على تسهيل حياتك المهنية، ويقدم سبع أفكار إذا قام المرء بتطبيق واحدة منها أو أكثر يكون قد استخدم بذلك إحدى أساسيات التفكير السليم.
وعند الالتزام بأول هذه المبادئ السبعة وهو أن العديد من الأمور التي تواجهنا بسيطة، فستجد الكتاب بسيطًا، ويشتمل الكتاب على تسعة فصول تتناول فصول سبعة منها الأفكار السبعة، أما الفصل الثامن فيتناول إنجاز الأمور في أقل وقت ممكن، بينما يتناول الفصل التاسع استخدام العبقرية في منطقة مهمة من إدارة الوقت.
العديد من الأمور بسيطة
ويعني الفصل الأول بمزايا البساطة في تفكيرنا، ويشجعنا على السعي لإيجاد حلول بسيطة، وأول مبادي التفكير السليم أن تتجنب التعقيد وأن تسعى وراء البساطة، والأمور التالية يمكنها أن تساعدك في القيام بذلك:
* ابحث عن حلول بسيطة.
* اسأل: "ما اسهل شيء يمكن القيام به هنا؟".
* اعرف ما إذا كان يمكنك وصف المسألة أو المشكلة أو الحل أو الاقتراح بشكل مترابط في 25 كلمة أو أقل.
* اكتب المسألة/المشكلة/الحل/الاقتراح.
* إذا وجدت أن الأمر انتهى بإيجادك حلا أو فكرة معقدة، فإنك على الأرجح قد سلكت الطريق الخاطئ، ارجع من حيث أتيت وانظر للأمر مرة أخرى لكن ابحث عن حلول بسيطة هذه المرة.
* عندما تصل إلى شيء ما اسأل نفسك: "هل هناك طريقة أسهل؟".
* اجعل الأمر بسيطًا وسلسًا للغاية ويسهل على الناس تذكره.
* اطرح أسئلة بسيطة: من؟ ماذا؟ كيف؟ أين؟ متى؟
* اطلب إجابات بسيطة، وهذه النقطة مهمة للغاية عند التعامل مع المتخصصين.
* تذكر مبدأ جعل الأمور بسيطة للغاية حتى ولو بدت غبية.
* تعلم واستخدم التفكير الابداعي، واتباع طريقة التفكير تلك من أعمال العقل، فالعقل يتعرف على الأنماط، ويستخدمها ولا يدعو إلى تغييرها، لكنه يدعو إلى تغيير الأنماط والأفكار القديمة والهرب منها لتوليد أفكار جديدة، ويتطلب ذلك أمرين أساسيين هما "الهرب" و"الإثارة".
ويعني الهرب إدراك الحكمة الحالية وعلاقتها بأمر ما ثم البحث عن طرق بديلة للنظر لهذا الشيء أو القيام به.. أما الإثارة فتعني إيجاد هذه الطرق البديلة.
فعلى سبيل المثال سر نجاحك في فن التسويق هو قدرتك على شرح السبب الذي ينبغي أن يشتري من أجله شخص ما المنتج الذي تبيعه، على أن يتسم شرحك بالبساطة المتناهية، فإذا أمكنك تبسيط الأمور لأكثر مستوى ممكن تصبح متفوقًا في مجال التسويق.
معرفة ما تحاول القيام به
يتناول هذا الفصل الحكمة القديمة القائلة بأنك إذا كنت لا تعرف الوجهة التي تسافر إليها، فأي ريح تكون مناسبة!
أي أنك إن لم تكن تعرف ما ينبغي أن تقوم به، فسيكون من الصعب أن تقوم به، أما حينما تعرف ما تريد فعله حقًا، فسيكون عليك أن تشغل نفسك بثلاثة نقاطة وهي:
* فهم ما تحاول القيام به: فليس من الجيد أن تنفذ ما يطلب منك دون أن تفهمه.
* معرفة ما إذا كان ما تحاول القيام به هو ما يريده كل شخص: فبمجرد أن تحدد ما تحاول القيام به تصبح أنسب طرق التنفيذ هي تعزيز فرص ربح الأطراف المستهدفين.
* معرفة ما إذا كان ما تحاول القيام به قد تغير: الأمور تتغير، فما كان مهمًا بالأمس قد لا يكون بنفس الأهمية اليوم، لذا فأنت في حاجة إلى مراقية التغيرات التي تحدث حتى تضمن أن ما تقوم به لن يتأثر سلبًا بهذه التغيرات.
تسلسل الأحداث
يوضح هذا الفصل أن القيام بأي شيء يستلزم وجود تسلسل للأحداث، وتمنحك معرفة هذا الأمر مهارات التخطيط وتحديد الأولويات والإسراع بالمشروع، وإنجاز العديد من الأمور في وقت واحد، كما أنه يوضح السر وراء كون المعارك استثناء وليس قاعدة.
السبب الرئيسي وراء تسلسل الأحداث أنه دون هذا التسلسل لن تتمكن من القيام بأي شيء، وهناك سبع أدوات تساعد على تسلسل الأحداث وهي:
* وضع تخطيط التسلسل في ذهنك.
* وضع أكبر قدر ممكن من التفاصيل.
* استخدام المعرفة والافتراضات.
* الاستفادة من الخبرات السابقة.
* دائمًا ما تكون هناط طريقة أخرى.
* تسجيل ما يحدث بالفعل.
* البحث عن علاقات وروابط.
الأمور التي لا تتم من تلقاء نفسها
يركز هذا الفصل على أمر من الأمور البديهية وهي أن الأمور لا تتم من تلقاء نفسها، وبتحديد أكثر لن تتم الأمور إذا لم يكن لدى الناس وقت للقيام بها.. فبمجرد أن تحدد ما تحاول القيام به، وما تحتاج للقيام به، يصبح الأمر التالي المفروض عليك القيام به هو إنجاز المهام، فالأعمال لا تنجز إذا لم يقم بها أحد، لكن هناك بعض الأسباب التي قد تصرف البعض عن القيام بالعمل ومنها:
* الحيرة: وتعني عدم معرفة الأشخاص بما عليهم القيام به.
* كثرة الالتزامات: عندما يعرف الأشخاص أن عليهم القيام بأمر ما لكنهم لا يجدون الوقت الكافي للقيام به.
* عدم القدرة: عندما لا يتمتعون بالخبرة أو المهارة أو التدريب بالقدر الذي يؤهلهم للقيام بالعمل.
وبالطبع ينبغي التعامل مع هذه المعوقات الثلاث ليتثى للشخص أن يؤدي المهام المطلوبة منه بكفاءة.
أيضًا ينبغي القيام بما يلي:
* قم بإعداد قائمة بجميع المشروعات/الأعمال/ المهام/الأمور التي تتحمل مسؤوليتها.
* احرص على أن يكون هناك تسلسل للأحداث بعد كل اجتماع أو مكالمة هاتفية ومع كل كشروع/عمل/مهمة/ أمر تقوم به.
* الوصول بنقاط قوة الفريق الذي تعمل معه لأكبر حد ممكن سواء كانوا مساعدين لك أو رؤساء وعملاء وزملاء أو أي شخص آخر.
* إعداد بطاقة تحديد وقت واستخدامها في تغيير أسلوب الحياة، واخبر من يعملون معك بكيفية إعدادها وأهميتها، ثم استخدمها في تحقيق التناغم بين أهدافك وأهدافهم.
* لتكن لوحة الإنتاج أو الإنجاز طريقتك لاختيار التخطيط للأمور التي تقوم بها.
* قم بحساب الموارد والمتطلبات الخاصة بمؤسستك بعد ذلك حقق التوازن بينهما.
* خصص وقتًا للمقاطعات اليومية.
نادرًا ما تسير الأمور بالشكل المتوقع
على الرغم من بذلنا أقصى جهدنا، دائمًا ما تكون هناك مفاجآت، ويتناول هذا الفصل سبل الحد من المفاجآت وآثارها، وذلك من خلال أداتين هما إدارة الطوارئ ومراقبة المخاطر.
فبالنسبة لإدارة الطوارئ ينبغي وضع الأمور الطارئة في خطتك بمنتهى الوضوح، وفي الوقت ذاته إخفاؤها حتى لا يجدها الآخرون ويستغلونها لصالحهم.
أما مراقبة المخاطر فتتطلب معرفة: أي المخاطر سوف تؤثر على ما نقوم به، مدى إمكانية حدوث هذه المخاطر، تأثير حدوث أي واحدة من هذه المخاطر، حساب نسب حوث كل مخاطرة حتى نتمكن من التعامل مع المخاطر التي ترتفع نسب حدوثها، وكذا الإجراءات التي يمكن اتخاذها للحد من تعرضنا لهذه المخاطر، وأيضًا المؤشرات التي تمكننا من تحديد ما إذا كانت إحدى النخاطر قد بدأت تحدث بشكل ملموس أم لا.
المهام يتم إنجازها أو لا يتم
كيف تعرف ما إذا كنت تحرز تقدمًا في سبيل تحقيق أهدافك؟ فالمهام إما أن تنجز أو لا.. والسر يكمن في عملية تقسيم الأمور وخلق أكبر قدر من التفاصيل، فإذا كنت تعمل في مهمة تستغرق شهرين وأخبرتني أنك قطعت نصف الطريق فإن هذا الأمر لا يعني شيء تقريبًا.. أما إذا بدأت المهمة التي تستغرق شهرين وتعاملت معها على أنها مكونة من 10 أو 15 مهمة أصغر تحتاج كل منها إلى 3 إلى 4 أيام لإتمامها، تكون قد أفدتني بشكل أكبر وزودتني بمعلومات مفيدة للغاية.. فمثلا إذا انقضى الشهر الأول وأخبرتني بأنك لا تزال تعمل في المهمة رقم 1 من 15 مهمة، فهذا يدل على وجود مشكلة.. وبالمثل إذا انقضى الشهر الأول وأخبرتني أنك أتممت المهمة من 1 إلى 7 وأنك بدأت في المهمة رقم 8 فهذا يعني شيئًا مختلفًا، وأنك تسير على الطريق الصحيح في تنفيذ المهمة الأساسية.
فإذا كنت قد حددت تسلسل الأحداث بأكبر قدر ممكن من التفاصيل فلن يكون من الصعب عليك متابعة التقدم في الإنجاز بالشكل المطلوب.
رؤية الأمور من وجهات نظر الآخرين
تمثل رؤيتك للأمور من وجهة نظر الآخرين أداة قوية لفهم الأشياء وإنجاز المهام المكلف بها، لذا ينبغي أن تستوعب كيف ينظر الآخرون إلى الأمور.. وأحرص على أن تحدد من سيتأثرون بما تقوم به وتعرف على رؤيتهم الخاصة للأمر واحتياجهم.. وضعها في اعتبارك. fiogf49gjkf0d |