إفشاء السلام طريق المحبة

"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"

إفشاء السلام عبادة عظيمة اهتمت به الشريعة الإسلامية لما له من أثر كبير في تآلف القلوب وإشاعة الوحدة بين المسلمين، وإزالة الشحناء والتهاجر وفساد ذات البين، واعتبرته حق من الحقوق المشروعة أما في إلقاء السلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم:{ : "إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه". وأما في رده  فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "خمسٌ تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، واتباع الجنائز".

ويكفي في السلام أنه تحية أهل الجنة قال الله تعالى: {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ} [إبراهيم:23]. وجل عن أهل الجنة: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ} [الأحزاب:44]، وقال سبحانه وتعالى: {لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا * إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً} [الواقعة:26].

والسلام من أعظم الأسباب للدخول في قلوب الآخرين وكسب محبتهم  وهذا أعظم مقصد جاء الدين لتحقيقه وسبب لدخول الجنة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم".

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ثلاثٌ يُصْفِين لك وُدَّ أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه.

فتأمل أخي الكريم وأنت تلقي السلام على إخوانك ما تحمله التحية من كلمات جميلة وطيبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فمعناه الدعاء بالسلامة من الآفات في الدين والنفس وطلب الرحمة والبركة، فعندما نتبادل هذه المعاني الطيبة فيما بيننا فسيكون له أثر كبير في زرع المحبة وتقوية الإخاء.

وقد كثرت النصوص في الحث على هذه العبادة واعتبرته الشريعة الإسلامية سبب من أسباب كمال الإيمان جاء في البخاري عن عمار رضي الله عنه قال: (ثلاثة من جمعهن فقد استكمل الإيمان: الإنصاف من النفس، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار).

وكان السلام من خير الأعمال فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنّ رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» [رواه البخاري ومسلم].

والسلام سبب لمغفرة الذنوب لقول نبينا صلى الله عليه وسلم :«إن من موجبات المغفرة بذلَ السلام ، وحسن الكلام» [الطبراني] .

عرف الصالحون فضل هذه العبادة فحرصوا عليها وأكثروا منها فعن الأغر أغر مزينة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر لي بجريب من تمر عند رجل من الأنصار ، فمطلني به ، فكلمت فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال :«اغد يا أبا بكر فخذ له تمره». فوعدني أبو بكر المسجد إذا صلينا الصبح ، فوجدته حيث وعدني ، فانطلقنا ، فكلما رأى أبا بكر رجلٌ من بعيد سلم عليه ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : أما ترى ما يصيب القوم عليك من الفضل ؟ لا يسبقك إلى السلام أحد . فكنا إذا طلع الرجل من بعيد بادرناه بالسلام قبل أن يسلم علينا [رواه الطبراني في الكبير].

fiogf49gjkf0dfamily: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi"> 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كنا إذا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتفرق بيننا شجرة ، فإذا التقينا يسلم بعضنا على بعض [رواه الطبراني].

وفي موطأ مالك أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَخْبَرَهُ : أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَيَغْدُو مَعَهُ إِلَى السُّوقِ ، قَالَ : فَإِذَا غَدَوْنَا إِلَى السُّوقِ لَمْ يَمُرَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَلَى سقَّاط وَلَا صَاحِبِ بِيعَةٍ وَلَا مِسْكِينٍ وَلَا أَحَدٍ إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ، قَالَ الطُّفَيْلُ : فَجِئْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَوْمًا فَاسْتَتْبَعَنِي إِلَى السُّوقِ ، فَقُلْتُ لَهُ : وَمَا تَصْنَعُ فِي السُّوقِ وَأَنْتَ لَا تَقِفُ عَلَى الْبَيِّعِ وَلَا تَسْأَلُ عَنْ السِّلَعِ وَلَا تَسُومُ بِهَا وَلَا تَجْلِسُ فِي مَجَالِسِ السُّوقِ ؟ قَالَ : وَأَقُولُ اجْلِسْ بِنَا هَاهُنَا نَتَحَدَّثُ ، قَالَ : فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : يَا أَبَا بَطْنٍ -وَكَانَ الطُّفَيْلُ ذَا بَطْنٍ - إِنَّمَا نَغْدُو مِنْ أَجْلِ السَّلَامِ ، نُسَلِّمُ عَلَى مَنْ لَقِيَنَا.

فيا أخي الحبيب بعد هذا الفضل كله نبخل على أنفسنا ونحرمها  هذا الخير وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن من أبخل الناس من بخل بالسلام جاء في الحديث:" أعجز الناس من عجز في الدعاء ، وأبخل الناس من بخل بالسلام ".

نسأل الله الكريم أن يجعلنا ممن يفشون السلام وأن يدخلنا وإياكم الجنة بسلام، والحمد لله رب العالمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تجارب مع إفشاء السلام

"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"

لقد شرع الإسلام إفشاء السلام واعتبره حق مشروع فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "حق المسلم على المسلم ست: قيل: وما هنّ يا رسول الله؟ قال: إذا لقيته فسلّم عليه. وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشَمِّته. وإذا مرض فعُدْه، وإذا مات فاتْبَعه" رواه مسلم.

والمقصود من هذه الشعيرة العظيمة تحقيق المحبة والألفة في قلوب المسلمين والذي هو من أعظم مقاصد هذا الدين فما فرضت الفرائض وشرعت الشرائع إلا لتحقيقه ولهذا جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئاً إلا امرأً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول : اتركوا أو أركوا هذين حتى يصطلحا" رواه مسلم  وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبراً: رجل أمَّ قوماً و هم له كارهون، و امرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وأخوان متصارمان). حديث حسن رواه ابن ماجه.

ليبين أن المحبة وسلامة الصدر من الكراهية وغيرها سبب لقبول الأعمال، وإفشاء السلام كغيره من الشعائر التي جاءت لتحقق هذا المقصد العظيم من غرس المحبة والإخاء قال النبي صلى الله عليه وسلم:" لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم".وليس المقصود من إفشاء السلام مجرد النطق باللفظ، وإنما تحقيق معانيه، فإذا أقبل الأخ على أخيه وقد علته البشاشة ، وفاض وجهه بالغبطة وصافحه بحرارة فقد تحقق معنى من معاني إفشاء السلام، وكتب له أجر على ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:" لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق" رواه مسلم.

وكم منا من يبخل على إخوانه بالبشاشة ويضن عليهم بالطلاقة ويحقر هذا المعروف ولا يلتفت إليه.. إن لإفشاء السلام مع الابتسامة والرحابة عند اللقاء له أثر عظيم في كسب محبة الآخرين. 

وتتقوى معاني السلام عندما يصاحبه التصاق الأيدي بالمصافحة لكي تترجم معاني السلام عملياً؛ ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا".

 fiogf49gjkf0d:p>

إذا التزمنا بهذا الأدب وسلمنا على الآخرين سواء من عرفنا ومن لم نعرف مع الابتسامة الطيبة والمصافحة فسيؤدي إلى تقوية أواصر الإخوة والمحبة ويقلل من المشاكل، وإليكم هذه التجربة:

ـ أجرى معلم غربي دراسة عن المصافحة كل صباح وأقنع طلابه بمصافحة بعضهم البعض كل صباح ومع مرور عدة أسابيع وجد انخفاض في معدلات المشاكل السلوكية بينهم.

 وأعظم تجربة في هذا الموضوع ما وصل إليه الصحابة رضوان الله عليهم عندما التزموا بهذه العبادة وحافظوا عليها حتى قال أنس بن مالك رضي الله عنه كنا إذا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتفرق بيننا شجرة ، فإذا التقينا يسلم بعضنا على بعض [رواه الطبراني]. ولهذا تغيرت أوضاعهم وقلت مشاكلهم، وضربوا أروع الأمثلة في الإخاء والألفة والتسامح وكان أفضل مجتمع وجد على كوكب الأرض.

فعلينا أن نلتزم بهذا الأدب العظيم ونحث الآخرين عليه وهو عبادة سهلة جداً وفيه ما فيه من الأجر العظيم فلا نحرم أنفسنا بركته وثوابه.

وفي الختام أقول لكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة أحمد والسلام ...

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

أشرقت الشمس وملأت الكون نوراً .. وداعبت أشعة الشمس المتخللة لنافذة المنزل .. عيني أحمد الصغير ..

ففتح أحمد ذو الستة سنوات عينيه .. ونهض من فراشه .. وذهب ليغسل وجهه ..

انطلق أحمد إلى والدته وقال لها في فرحة..

صباح الخير يا أمي ..

فردت عليه الأم مبتسمة : صباح الخير يا بني الحبيب , هيا بنا لنتناول وجبة الإفطار سويا ..

جهزت أم أحمد الطاولة للفطور .. ثم نادت أفراد الأسرة ليجتمعوا لتناول الفطور..

جلس والد أحمد إلى الطاولة وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا زوجتى الحبيبة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أبنائي..

فرد الجميع السلام : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

دار سؤال في ذهن أحمد .. ثم قال: لماذا يا والدي لم تقل صباح الخير وقلت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟؟

تبسم والد أحمد واحتضن صغيره قائلا.. إنها تحية الإسلام يا بني الحبيب..

فنظر أحمد وقد عقد حاجبيه وبدت على وجهه أسئلة كثيرة .. بعد أن قضم جزءا من الخبز ,,

ثم قال والده ..يا بني الحبيب إن ديننا هو الإسلام الحنيف .. دين السماحة والسلام .. وتحيته هي السلام..

فلقد شرع الله لنا هذه التحية فيكون لقاؤك لكل من تراه هو دعوة له بأن يكون في سلام ورحمة من الله وبركة.. كما أن إفشاء السلام يزيد المحبة بين الناس .. فلقد قال الرسول عليه الصلاة و السلام: (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم).

سأل أحمد ولم لا نقول صباح الخير مثلا؟؟

يرد والد أحمد قائلا ..لأن أجر هذه التحية كبير عند الله يا بني..

فما الأفضل لنا .. أن نقولها أم أن نقول غيرها من العبارات؟؟

يرد أحمد في سرور: أكيد نقولها يا والدي الحبيب,,

ويكمل أحمد قائلا ولكن يا والدي من الذي يبدأ بالسلام وهل نسلم على كل الناس حتى من لا نعرفه ؟

يبتسم والد أحمد .. .. لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير) وقال صلى الله عليه وسلم ( يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد ، والقليل على الكثير)..

ونعم يا بني علينا أن نسلم على من نَعرف ومن لا نَعرف.. فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال ( تطعم الطعام، وتقرأ السلام، على من عرفت وعلى من لم تعرف).fiogf49gjkf0deme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi">

أرأيت يا بني الحبيب أهمية إلقاء السلام في ديننا الحنيف؟؟

يقول أحمد نعم يا والدي الحبيب عرفت .. ولكن .. هل واجب على أن أرد على من سلَّم على ؟؟

يرد والد أحمد قائلا: نعم يا بني .. يقول الله في كتابه العزيز في سورة النساء (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا)

إذا فعلينا رد السلام سواء بنفس القدر أو بالزيادة عليه فرد السلام واجب يا بني, بمعنى أنه يا أحمد إذا قال لك أحد السلام عليكم .. فيمكنك الرد عليه بعليكم السلام .. ولكن لكي تنال مزيدا من الأجر فقل وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. ألا تحب أن تنال الأجر والثواب من الله يا بني

احتضن أحمد والده في سعادة : بلى يا والدي أحب ذلك .. وسوف ألقي السلام وأرد السلام .. على من عرفت وعلى من لم أعرف.

الآن يا أصدقائي الصغار بعد أن قرأتم هذه القصة .. أريد منكم جميعا أن تجيبوا على الأسئلة التالية..

ما هي تحية الإسلام؟

2- ما هو أجر تحية الإسلام؟

3- هل واجب علينا رد السلام أم ليس بواجب ؟

لحظة قبل أن أترككم في رعاية الله وأمنه

الآن قولوا لي ... ماذا ستفعلون .. هل ستكتبون السلام في كل موضوع وكل رد على موضوع ؟؟؟

هل ستلقون التحية على كل الناس وهل ستردون السلام أم لا ؟؟