fiogf49gjkf0d ومن خلال تجربتي في الحياة
أبو عبد الرحمن
ومن خلال تجربتي في الحياة ..أقول لك :
أني عرفت أناسا كانوا ابعد الناس عن الله سبحانه ، وانجرفوا في صور من الملذات والشهوات ، ثم عادوا إلى باب مولاهم الذي لا غنى لهم عنه .. واصطلحوا معه ، وحسنت توبتهم ، وصدقوا في طاعتهم .. فتجدهم يقولون لك : والله إنا لنشعر اليوم بحلاوة في قلوبنا ما كنا نذوق عُشرها ، لا والله ولا دون العُشر منها !!
وقد يقول لك بعضهم وهو يقسم لك بالله : إني اشعر كأنما ولدت من جديد !
بل ربما سمعت بعضهم يقول : والله إني حين أتفكر في حياتي السابقة ، أبكي حسرة على ضياع ذلك العمر ، بعيدا عن ربي سبحانه .. ثم أبكي مرة أخرى فرحا وحمدا وشكرا ، حيث لم يقبضني على تلك الحالة السابقة !!
والقصص كثيرة جدا في هذا ، تجدها تحت كل سماء ، وفي كل أرض ..!
فكل صادق مع الله سبحانه يجد مثل هذه المشاعر أو قريب منها ..
يحس معها أنه في جنة معجلة ، كرما من الله ورحمة ..!
قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم )
لاحظ كلمة ( يحييكم ) .. نعم إن الإقبال على الله حياة ، ونعم الحياة !
وكأنما المعنى : أن البعد عن الله والإعراض عنه : موت قبل الموت !
وثق أنك لن تجد سعادة القلب ، إلا بقدر إقبالك على ربك سبحانه .. على قدر ما تجتهد في الإقبال عليه، يذيق قلبك ألواناً من كرمه ، تجعلك تطرب أي طرب وتردد في انتشاء قول القائل :
ومما زادني فخراً وتيها ** وكدتُ بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي ** وأن صيرت أحمد لي نبيا
أما المعرضون عن ربهم ، المنغمسون في وحول شهواتهم الصغيرة ، فهم أضل من الأنعام كما قرر الله سبحانه ، وهو الذي خلقنا وخلقهم حيث قال :
( إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل !! ) أتعس حالاً من هذه البهائم !!
فلا يغرنك ما تراه عليهم من مظاهر الأبهة والبهجة ، إنما هي أشبه بالورم ،
وليس من صحة أن يكبر الورم !!؟
( ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل ) لاحظ أنه جعل حياتهم هي هي حياة البهائم .. أكل وشرب وتمتع بشهوات البطن والفرج ثم لا شيء !!
فإذا فارقوا هذه الحياة سيعضون بنار الندم ، ويقرعون سن الحسرات ويصيحون:
( رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت !!! )
أما المؤمنون الصادقون فإنهم في جنة قبل دخول الجنة !
يقول أحدهم : إنه لتمر علي ساعات من فرح القلب ، حتى أني أقول : لو كان أهل الجنة يشعرون بما اشعر به الآن ، إنهم لفي عيش طيب !!!!
ويقول آخر : لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من لذة ، لقاتلونا عليها !!
ويختصر لك كل هذه المعاني والأقوال ، قول الله سبحانه :
( إن الأبرار لفي نعيم ) في الدنيا ، وفي البرزخ ، وفي القيامة
( وإن الفجار لفي جحيم ) في الدنيا ، وفي البرزخ ، وفي القيامة !!
فلا يستخفنك الذين لا يوقنون حين تراهم يظهرون منتفشين كالديك ..!
أخي الحبيب ..
مرة أخرى أعود فأقول لك .. الحديث ذو شجون … لأنه حديث عن الحبيب ، وما يقرب من الحبيب .. ولذا فإني أؤكد لك أنني لا زلت حتى الآن في مقدمة رسالتي ..!! ويبدو لي أني سأكتفي هذه المرة بالمقدمة ..!!
على كل حال .. لن يخفى عليك سر هذه المقدمة ، وسبب هذا الاسترسال في هذه المعاني ، فلقد فرحت والله أيما فرح حين بلغني أنك اصطلحت مع مولاك سبحانه، وعدت إليه ، وأقبلت بقوة عليه ، وصرت مرابطا على بوابات الطاعة ، تنافس فيها المتنافسين ، وخلعت نفسك مما كنت فيه مما كان يصرفك عن باب الله سبحانه ، ويشغلك بملهيات كثيرة تشدك بعيدا عن باب السماء ، ولكم كنت أدعو الله لي ولك ، أن يأخذ بأيدينا إليه أخذ الكرام عليه ..
لقد جربت _ كما جربت أنت _ حياة البعد عن الله ، فلم نذق منها إلا كدر القلب ، وعذاب النفس ، وغربة الروح ، رغم ما كان الواحد منا يتوهم أنه سعيد ، لكن تكشفه ساعات الخلوة بينه وبين نفسه ، حتى ليكاد يضيق بالأرض كلها ، وتضيق به الأرض وما عليها ..!
--------------------------------------------------------------------------------
تجارب حية لأمهات نجحن في غرس حب الرسول في قلوب الأبناء
•المكان.. قاعة الدرس في أحد معاهد البنات.
•الزمان.. صباح يوم دراسي.
•الأشخاص.. المعلمة وطالبات أحد الفصول.
•الموقف: بود ومرح ألقت المعلمة بعض أسئلة السيرة على الطالبات في بداية حوار أرادت أن تجعله تمهيداً لأحد الدروس، ولم تشك لحظة في قدرة الطالبات على الإجابة، فهي أسئلة بديهية وأساسية عن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم وصحابته وآل بيته.
النتيجة:
الإجابات غير الصحيحة ومنها:
-اسم الرسول محمد بن عبد المطلب.
-أمهات المؤمنين عددهن (6).
-أمهات المؤمنين هن " بنات النبي".
-أنجب الرسول (3) أبناء.
-أنجب النبي (4) بنات فقط.
-توفى الرسول وعمره (50) عاماً.
-أدى الرسول الحج (3) مرات.
-اسم أم النبي آمنة بنت خويلد.
-بعث رسولاً في سن الـ 25 .
-كان صاحبه في الغار " علي بن أبي طالب" وعندما سألنا هؤلاء الأبناء عن أغاني ومطربي الفيديو كليب، كانت الإجابات متوفرة وسريعة لا تردد فيها وذلك على مستوى عينة مؤلفة من "19" من الأبناء ما بين سن العاشرة إلى الستة عشرة عاماً، ولم يجهل الإجابة سوى اثنين فقط!!!
بين الدين والغرب
والسؤال الذي يفرض نفسه بعد ظهور ذلك الجهل البين بسيرة النبي وفي المقابل إتقان سيرة مطربي الفيديو كليب وأغانيهم هو كيف لنا أن نقتدي بمن لم نعرفه؟!! ومن المسؤول عما صار إليه أبناؤنا؟ ذلك ما سعت ولدي لبحثه من خلال التحقيق التالي، لنضع بين يديك- عزيزي المربي- الصورة الكاملة لطبيعة المشكلة، والحلول المقترحة لعلاجها.
اعتدالfiogf49gjkf0dn; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi">
بداية علينا أن ننوه على نقطة هامة وأساسية وهي أن الاعتدال هو منهج الإسلام، فلا إفراط ولا تفريط، ومن حكمة الله تعالى أن تمثل ذلك الاعتدال والوسطية في كل جوانب حياة الرسول الكريم حتى في الصفات الشكلية والجسدية، فلا هو صلى الله عليه وسلم بالقصير ولا بالطويل، ولا بالأبيض ولا الأسمر وإنما هو وسط في كل شيء، وقد دارت في أذهاننا عدة تساؤلات- فالأمر يستحق الاهتمام- ومن تلك الأسئلة ما الوسائل التي تعيننا على الإقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم بصدق واعتدال؟ وما الأسلوب الأمثل لنحب ونحبب أبناءنا في الرسول الكريم؟ وما تلك التجارب التي عاشتها بعض الأسر؟ وما نتائجها؟ وهل في مكتبتنا العربية الإسلامية من الإصدارات والكتب ما نستعين به في تلك المهمة؟
كل تلك التساؤلات تجد إجاباتها- عزيزي المربي- من الحوار التالي عن السنة النبوية، والذي خرجنا منه بنتيجة هامة وهي أن حب السنة والتفاعل معها بشكل عملي هو المدخل الرئيسي لحب الرسول صلى الله عليه وسلم.
فلسطين أو المدينة
ومن التجارب النافعة التي ذكرتها إحدى القارئات في رسالة وردت إلينا والتي تعد مدخلاً هاماً يوضح لنا الأثر الكبير لدراسة شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم عن قرب في هداية الإنسان، قصة أحد الأمريكيين الذي يروي أنه كان من رجال العصابات ووقع بين يديه كتاب يتحدث عن رجل اسمه محمد، وقد أعجبه هذا الكتاب كثيراً، فراح يقرأ على أبنائه الصغار قصة حياة محمد.. الذي أحب الإسلام عن طريقه، وأدى هذا الحب إلى أن أسلم مع ولديه وجاء إلى فلسطين وقال إنه إن لم يستطع العيش في فلسطين فسوف يعيش في المدينة المنورة.
سنة عملية
وكان رأي الأستاذ منتصر "ماجستير في الحديث النبوي" من المهم أن ننتقل بالحديث لحيز التطبيق فلن يحقق حفظ أبنائنا لبعض الأحاديث هدفه إلا إذا انتقلنا بها من مجرد الألفاظ إلى حيز التطبيق، فمثلاً يمكننا أن نوضح لطفل عمره "5 سنوات" أثر السلوك على الفم بالممارسة العملية، ثم نبين كيف اهتم الإسلام على لسان الرسول الكريم بأدق ما ينفع المسلم في دينه ودنياه حين قال: " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة" وكذلك الوضوء وأثره، وقد أوردت إحدى الصحف خبراً عن أن دولة جنوب إفريقيا توجد بها أقل نسبة في الأشخاص الذين يتعرضون للعمى وذلك لأنهم دائمو الوضوء والغسل.
دور القدوة
وفي مجال تحويل السنة لسلوك عملي تفيد القدوة كثيراً، وتؤكد التجربة ذلك. فقد روت "سميرة عمر" وهي معلمة وحاصلة على ماجستير في الحديث الشريف أنها تمارس القدوة العملية مع تلاميذها فحين أذن لصلاة الظهر جعلت الطالبات يتوقفن لحين الانتهاء من الأذان مع الترديد خلف المؤذن ثم الدعاء بعد الأذان، ومع تكرار ذلك أصبح هذا الأمر عادة يفعلونها دون توجيه، ولا يقتصر ذلك على الطفل المدرك فقط بل يبدأ دور القدوة من سن الرضاعة، وذلك بترديد الأدعية والأذكار المرتبطة بالصباح والمساء والمواقف المختلفة وثبت أن ذلك ييسر قبول الطفل لأداء السنة بحب وارتياح لأنه تشربها منذ البداية.
وقد روى أحد القراء مشاهدة وتجربة مفيدة فيذكر أنه رأى في إحدى زياراته للهند وفي أحد المساجد أباً يرفع يد طفله ذي الثلاث سنوات للدعاء، وعندما سأله وهل يعي في هذه السن؟.. قال له: حتى يعتاد، كذلك هناك أب اجتمع على مائدة الطعام مع أبنائه الثلاثة، ثم وضع أمام كل طفل على الطاولة بطاقة، كتب على إحداها حديثاً يخص آداب المائدة " كل مما يليك" والبطاقة الثانية عن التسمية " سمِّ الله" والثالثة فيها حديث يوضح أن من السنة لعق الأصابع، وقد جعل كل ابن يحفظ الحديث الوارد في بطاقته، ولا يخبر الآخرين به، ثم يقوم كل منهم بتمثيلية بسيطة يعبر بها عن الحديث في بطاقته، والفائز من يتعرف على هذا الحديث دون ذكره.
تشويق وقد وردت إلينا رسالة توضح أن لعنصر المفاجأة والتشويق أثره البالغ في نفس الطفل فقد روت إحدى الأمهات تجربة نافعة حين ظلت تقص على طفلها قصة مشوقة عن رجل خلوق ولين يتعامل مع الأطفال والحيوانات وجميع المخلوقات برفق ولين وسعة صدر ولم تذكر اسم ذلك الرجل الرحيم وعندما يسألها الطفل في نهاية القصة كل يوم تقول له، غداً أخبرك، وبعد أسبوع كامل من التشويق والإثارة أخبرته أن هذا الرجل هو النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد تعلق به وأحبه.. فكان من السهل عليه بعد ذلك قبول بقية السنة.
ومن تجارب الأمهات
كانت الأم تحكي لطفلها منذ نعومة أظفاره سيرة الرسول وكيف كان خَلقه وُخلقه، ولما بلغ العاشرة من عمره أكرمه الله تعالى بزيارة قبره ، ولما عاد قال لها: " إني أحب الرسول جداً وأتمنى رؤيته، ومقابلته في الجنة: ولكني لا أحب أن يكون ملتحياً؛ فأنا أفضله بدون لحية! فكان على الأم أن تتصرف بلباقة فقالت له: " أنا متأكدة يا بني أنك حين تراه ستحبه أكثر بكثير، سواء كان ملتحياً أم لا"، ولكنه أصر قائلاً: " لا ، أنا أحبه بدون اللحية " ، فقالت له الأم: " هل تعلم لماذا كان يربي الرسول لحيته؟"
قال: "لا"، فقالت له: " لأن اليهود كانوا يحلقون اللحية، ويعفون الشارب، فأراد أن يخالفهم.. أم أنك كنت تفضل أن نتشبه بهؤلاء القوم؟ " فرد على الفور: " لا ، لا يصح أن نتشبه بهم أبداً" وانتهى الحوار، ولم يعد يتكلم في هذا الموضوع أبداً.
وكانت أم أخرى تعاني من أن أصحاب ابنها من الجيران والزملاء لا يلتزمون بالأخلاق التي ربته عليها، مما تسبب له في إحباط وعدم ثقة في تلك الأخلاق؛ لأنه لا يريد أن يشذ عن أصدقائه وزملائه، فقررت الأم أن تدعو مجموعة من هؤلاء الأصحاب في الإجازة الصيفية ليلعبوا معه بمختلف الألعاب التي لديه، وفي نهاية الجلسة كانت تقدم لهم بعض الفطائر والعصائر أو المرطبات وتجلس معهم لتحكي قصصاً عن خلق معين من أخلاق الرسول مع توضيح فائدة الالتزام بهذا الخلق، وكانوا يقاطعونها أحياناً ليكملوا حديثها، فكانت تتركهم يتكلمون- لأن ذلك يسعدهم – ثم تكمل حديثها؛ وكانت تكتفي بالحديث عن خلق واحد في كل مرة.. حتى شعرت في نهاية الإجازة بتطور ملحوظ في سلوكياتهم جميعاً، وفي طريقة حديثهم عن رسول الله .
وكانت أم ثالثة تحكي لأطفالها عن أخلاقه ، وطباعه، وكيف كان يفكر، وكيف كان يحل شتى أنواع المشكلات، حتى اطمأنت إلى أنهم قد فهموا ذلك جيداً، فصارت بعد ذلك كلما مر أحدهم بمشكلة جمعتهم وسألت: " تُرى كيف كان سيحلها رسول الله ؟!".
ثم تكافئ من يقدّم الحل الصحيح.. فكانت بذلك تعلمهم كيف يطبقون هديه في حياتهم بطريقة عملية متجددة، حتى يعتادوا ذلك في الكبر، ويعتادوا أيضاً مشاركة بعضهم بعضاً في حل مشكلاتهم. |