fiogf49gjkf0d 14 طريقة تعلم طفلك الاحترام
أ. دعاء راجح
في حياة كل منا طفل صغير... يحتاج كى ينمو إلى الرعاية و العناية و الاهتمام كالزرعة الصغيرة التي نرعاها حتى تصبح شجرة كبيرة، وكما يحتاج الطفل إلى الماء و الغذاء الذي يبقيه على قيد الحياة.
عاطفة الطفل وصحته النفسية
والعاطفة إحدى مقومات شخصية الطفل والتي لابد أن نوليها اهتماماً كبيراً؛ كي يتمتع مستقبلا بالصحة النفسية و النضج العاطفي ، فالطفل في سنين حياته الأولى يعتمد على عاطفته في فهمه لذاته و فهمه للحياة من حوله ..فعقله الصغير لم ينم بعد و لم يكتسب من الخبرات ما تؤهله لهذا الفهم ..لذلك نجده يعتمد على مشاعره و أحاسيسه في التعامل مع واقعه.
وإهمال هذه الحقيقة أو الجهل بها تجعلنا نتهاون في احترام احتياجاته العاطفية وحمايته من الأمراض العاطفية؛ والتي من الممكن أن يتعرض لها, فضلا عن الإهمال في تنمية و ترقية هذه العواطف.
الحاجة إلى الاحترام
ومن أهم الاحتياجات النفسية التي يحتاجها الطفل و كثيرا ما نهمل في منحها إياه خلال سنين حياته الأولى هي الحاجة إلى الاحترام .
يظن الكثير منا أن الطفل لا يفهم معنى الاحترام و لا يشعر به مما يدفعنا إلى سهولة إهانته اللفظية و البدنية ولا نجد أي حرج في ذلك ؛ لأنه طفل لا يفهم ولأننا بنربيه، و مع الإهمال يظهر أثر هذا الإهمال في شخصية لا تحترم الآخرين ولا تحترم مشاعرهم بالإيذاء اللفظي و البدنى.
فنجد الأم تشتكي من أن ابنها يضرب أخواته أو أصحابه ...و يعضهم و يؤذيهم ..يأخذ أشياءهم ..يسبهم ...يتعامل بعنف معهم .
وقد تشتكي من انزواء الطفل و ضعفه ..يضربه أصحابه فلا يدافع عن نفسه ..يسبه الآخرون فلا يحرك ساكنا ..ضعيف بليد لا يبالي.
وهذه نتائج عدم الاهتمام بمشاعره، و إيذائه المستمر وعدم احترامه فيكون رد فعله شخصية انفعالية منتقمة أو شخصية منزوية تفضل الانعزال حتى لا تتعرض لمزيد من الأذى .
الطفل يحتاج إلى الاحترام أكثر مما يحتاجه الكبير ...لأن الكبير لديه من العقل ما يجعله يتقبل بعض الإهانات البسيطة والتي يعلم أنها غير مقصودة من أحب الناس إليه كوالديه مثلا ..لكن الطفل لايعلم ذلك؛ لأن عقله لم ينم بعد و بالتالي وقع الإهانات والأذى النفسي قد تكون أكبر من وقعها على الكبير العاقل البالغ.
يحتاج الطفل إلى الاحترام حتى ينشأ إنسانا محترَما في ذاته (بفتح الراء ) محترِما لغيره (بكسر الراء ) وذلك عن طريق:
- احترم شخصيته و تفرده عن غيره فلا تقارنه بالآخرين من أقرانه ..أصحابه أو إخوته ..فالمقارنة كما هي مؤذية لك فهي تؤذيه أيضا.
- احترم شخصيته بسلبياتها (القبول ) : لا تعايره بعيوبه و اخطائه فهو طفل من حقه أن يخطئ كي يتعلم بالتجربة.fiogf49gjkf0dtyle="FONT-SIZE: 13pt; FONT-FAMILY: 'Arial','sans-serif'; LINE-HEIGHT: 115%; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi">
- احترم عقله و فهمه للأمور حسب عمره، فلا تسخر من أفكاره و كلماته و أسئلته البسيطة .
- احترم مشاعره و أحاسيسه و تعامل معها بجدية فلا تتجاهل غضبه و لا تقلل من قيمة مشاعره، و لا تهمل فرحته و سعادته.
- احترم لغته و ألفاظه و طرق التعبير عن ذاته ولا تهزأ بطريقة نطقه للكلمات أو بأسلوب كلامه كالتهتهة مثلا .
- احترم قدراته و إمكانياته فلا تكلفه مالا يطيق و لا تقلل من حجم ملكاته ومهاراته .
- احترم أشياءه و ملابسه و لعبه فلا تتعامل معها وكأنها ملك عام ؛ بل استأذنه إن احتجت شيئا منها .
- احترم شكله و ملامحه ولا تسخر منها .
- احترم رغباته و حاجياته بأن توافقه عليها وتناقشه فيها, ولكن لا تسارع إلى تلبية أي رغبة إلا في حدود المعقول والمقبول.
- احترم علاقاته و أصدقاءه فلا تسخر منهم و لا تكن دائم النقد لهم و العيب فيهم.
- احترم مدرسيه و مدربيه الذين يحبهم، فلا تذكرهم أمامه بما يكرهه.
- حاول أن تتعامل مع طفلك كإنسان محترم تقدره و تحترمه حتى ينشأ كما تريد.
وإليك بعض السلوكيات المدمرة لاحترام الطفل لنفسه و لك و للآخرين:
- النواهي مع التهديد بدون فهم؛ لماذا هذا منهي عنه.
- الأوامر مع التهديد بدون فهم لماذا هذا مأمور به .
- النقد الهدام و التركيز على الفشل والأخطاء.
- الإهمال لحديثه و الانشغال المستمر عنه، و عدم منحه الوقت الكافي للحديث معه.
- العبوس في وجهه بشكل مستمر.
- المقاطعة لفترة طويلة.
- السخرية من شكله أو تصرفاته أو بعض صفاته و كلماته.
fiogf49gjkf0d-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin">- اللمز و التغامز عليه.
- التنابز بالألقاب وإلقاء ألقاب ساخرة أو معيبة عليه.
- الحديث عن أخطائه أمام الناس(الفضيحة ).
- الغيبة و ذكر أخطائه وعيوبه للناس، وتعريفه أنك قلت عنه هذا.
- السب و الشتم و التجريح و التعيير.
- الضرب والصراخ وهو من أبشع الإيذاء النفسي، والذي نتهاون فيهما كثيرا.
التعامل مع الطفل يحتاج قدراً كبيراً من الحساسية للأسف نفتقدها في تعامل الكبار بعضهم مع بعض ..و لكن تأثيرها على الطفل توجد جروحا وندوبا قد تؤثر على التكوين العام لشخصيته .
وكما ترعى الشجيرة الصغيرة بتغذيتها و حمايتها من الأمراض ..لابد أن تعطيها من الفيتامينات و الأملاح التي تساعد على نموها
وإليك سلوكيات تساعد الطفل على احترام ذاته، و تعلمه كيف يحترم الآخرين:
- افصل دوما السلوك عن الشخصية : لا تقل أنت مهمل و لكن قل : أنت لا ترتب حجرتك ..لا تتهم الطفل بصفات عامة حتى لا تترسخ في عقله صورة سلبية عن نفسه.
- الطفل غير مسئول عن تحقيق طموحك و توقعاتك، فلا تكلفه من المذاكرة و الاجتهاد ما لا يطيق .فلكل طفل قدرات .
- اعترف باستقلاله و فرديته، فهو ليس صغيرا و ليس تافها .
- امنح لكل طفل ما يسعده، واحترم الاختلاف بين أبنائك.
- تقبل اقتراحات ابنك و ناقشه فيها : الطفل مبدع يطرح أفكاراً مبدعة.
- تقبل صداقات الطفل .و ناقشه حول المشاكل و الأخطاء التي تقابله معهم .
- قارن بين واقع الطفل و ماضيه ليس بينه و بين الآخرين : درجاتك الشهر الماضي كانت أفضل من درجاتك هذا الشهر
- كلف الطفل ببعض المهمات التي تتناسب مع قدراته و شجعه و علمه كيفية تنفيذها فإن ذلك يعطيه الثقة في نفسه و احترام ذاته.
وأخيرا تعامل مع طفلك كما تعامل إنساناً كبيراً في احترامه و تقديره حتى يعاملك بنفس الاحترام و التقدير.
فما تزرعه ستحصده بعد حين. |