fiogf49gjkf0d
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:ـ
لقد حبب الله الصبر إلى عباده وجعله من أفضل العبادات التي تقرب إليه سبحانه وتعالى بل وأخبر الله أنه يحب الصابرين فقال في كتابه الكريم:{ والله يحب الصابرين} فهل هناك مكافأة وشرف أعظم من حب الله تعالى فهنيئا للصابرين، ووعدهم الله سبحانه من الثواب بغير حساب فقال تعالى:{ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}.
وأخبر الله أنه معهم بهدايته ونصره وتوفيقه ، فقال تعالى : ( واصبروا إن الله مع الصابرين ) .وجعل الصبر والتقوى من أسباب النصر والفلاح فقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) .
ولقد بشر الصابرين بثلاث كل منها خير مما يتحاسد عليه أهل الدنيا ، قال تعالى : ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) .
والآيات التي تتكلم عن الصبر كثيرة نحو التسعين وهذا يدل على أهمية وعظم الصبر .
كما تعددت الأحاديث المبينة في فضل وأهمية الصبر ومنها:ـ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ ) متفق عليه .
وعن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ " إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا " إِلا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا ) رواه مسلم . وعن صُهَيْبٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمfiogf49gjkf0d َ : ( عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ) رواه مسلم. وأكمل الناس إيمانا أشدهم ابتلاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد به بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة). أخرجه الإمام أحمد وغيره.
وغيرها الكثير والكثير من فضائل وفوائد الصبر ، فاسأل نفسك هل أنت من الصابرين فتنال هذه الفضائل وتنال شرف حب الله وتكسب رضاه ، فإن لم تكن منهم فجاهد نفسك وتحل به لكي لا تحرم نفسك هذه الفضائل العظيمة فالصبر شرف للمؤمن في الدنيا والآخرة ، واعلم أن هذه الدنيا دار ابتلاء قال تعالى :{ الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا} ولا يفلح فيها إلا من تحلى بصفة الصبر قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) فإن كنت ممن يحبهم الله عز وجل فعلامة ذلك ابتلاؤه لك قال عليه الصلاة والسلام : ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط). رواه الترمذي وقال حديث حسن. فإن لم تكن من هؤلاء فالجأ إلى الله وادعوه أن يحبب إليك الإيمان وأن يجعلك من أوليائه الصالحين الصابرين وأن يجعلك من أحبابه ويكتب لك رضاه.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين وارزقنا حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك. |